القضاة يرفضون إلزامهم بتضمين الأحكام المحررة في تطبيق “SAJ 2”

دعا نادي قضاة المغرب، عمومَ أعضائه إلى عدم القيام بأي مهام تقنية إدارية لا تدخل ضمن اختصاصاتهم القضائية، وذلك على خلفية إلزام بعض القضاة بتضمين أحكامهم كاملة بعد تحريرها في تطبيق خصص لذلك، منبها إلى أن هذا الوضع ساهم في تدني شعور القضاة بـ “الأمن المهني” نظرا لعدم دستورية فرض هذا الإجراء عليهم.

وأوضح النادي في بلاغ لمكتبه التنفيذي، أن القانون لا يلزم القضاة إلا بتحرير الأحكام وتسليمها إلى مصلحة كتابة الضبط محررة، طبقا للمادة 17 من القانون المحدث للمحاكم التجارية، والمادة 15 من قانون التنظيم القضائي.

وأضاف نص البلاغ، توصلت به “كفى بريس”، أن تضمين مضمونها سواء معلوماتيا بالتطبيق المذكور أو في غيره من الدعامات هو من مهام الإدارة القضائية، انسجاما مع مقتضيات المادة 25 من هذا القانون الأخير، ولا علاقة له بالمهام القضائية التي يتولى القضاة القيام بها بصفة حصرية عملا بالفصول 110 و117 و120 من الدستور.

ويشار إلى أن المكتب التنفيذي المذكور سبق له مراسلة المجلس الأعلى للسلطة القضائية بتاريخ 17 يوليوز 2023، حول ما بات يعرف في الوسط القضائي بـ “SAJ 2″، ذلك أن بعض مسؤولي المحاكم التجارية (الدار البيضاء-الرباط) يلزمون القضاة بتضمين أحكامهم كاملة بعد تحريرها بتطبيق “SAJ 2” وإلا اعتُبروا غير محررين لها.

كما طلب منه التدخل لحث الإدارة القضائية بالمحاكم المشار إليها على احترام القانون في هذا الباب، وتخفيف الضغط عن القضاة بعدم تكليفهم بمهام تقنية إدارية غير قضائية، إلا أنه لم يعر لهذا الأمر أي اهتمام أو تجاوب رغم أنه مخالف للدستور والقانون كما تقدم.

وذكر أن إدارة المجلس ذاته وجهت، مؤخرا، كتبا إلى المسؤولين القضائيين بالعديد من المحاكم تحثهم على سلوك نفس النهج في طريق تعميمه على كل المحاكم، وهي الكتب التي أسَّس عليها بعض المسؤولين القضائيين (يتحفظ نادي قضاة المغرب عن نشرها) دوريات داخلية تحمل في طياتها تهديدا للقضاة بأن عدم تضمينهم لأحكامهم تقنيا بالتطبيق المذكور له آثار على وضعياتهم الفردية المهنية.

ونبه إلى أن هذا الوضع ساهم في تدني شعور القضاة بـ “الأمن المهني” كما رصده “نادي قضاة المغرب”، نظرا لعدم دستورية وقانونية إلزامهم بالتضمين المذكور باعتباره عملا إداريا وليس قضائيا، ولربط ذلك بمآل وضعيتهم الفردية المهنية التي يخضع تدبيرها لمعايير قانونية محددة ليس من بينها هذا العمل، وأن أي تحديث للإدارة القضائية، وهو مطلب رفعه النادي منذ تأسيسه، يتعين أن يكون موافقا للدستور والقانون ومحترما لاختصاصات كل جهة على حدة. ويُذكِّر المكتبُ التنفيذي، في هذا الصدد، بدعوة المجلس الوطني لـ “نادي قضاة المغرب”، المعلن عنها بموجب بلاغه المؤرخ في 16 دجنبر 2023، عمومَ أعضائه إلى عدم القيام بأي مهام تقنية إدارية لا تدخل ضمن اختصاصاتهم القضائية، تشبثا منهم بمقتضيات الدستور والقانون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى