التعاقد وأمور أخرى ذات صلة

عبد السلام المساوي
1-الأغلبية الحكومية تتجاوب مع نبض الشارع
في إطار التفاعل الإيجابي للأغلبية الحكومية لحل الآثار المترتبة عما سمي خطأ بنظام التعاقد ، قامت بالتأكيد على أن هذا المشكل سيأخذ طريق الحل الجذري عن طريق تفعيل مبدأ المساواة كمبدأ دستوري وفي نفس الوقت تدعيم ورش الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي بالنسبة للمغرب ،
وهكذا ، فإن ما كان يسمى بالأساتذة المتعاقدين سيتحولون الى موظفين لدى الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لوضع حد للامساواة التي كانت تجعلهم خارج زملائهم في قطاع التعليم .
وقد استحضر هذا الحل كون الأكاديميات تتمتع بالشخصية القانونية والاستقلال المالي ، وبالتالي فإنها شخص من أشخاص القانون العام ، لا فرق بين موظفيها وموظفي القطاعات الجغرافية الا المجال الترابي .
وسيكون هذا التصور الأساس الذي ستقوم عليه الأنظمة الأساسية لموظفي الأكاديميات الذي سيكون بمثابة قانون يضمن للمعنيين كافة الحقوق المعترف بها للموظفين العموميين ، وخاصة من ذلك ؛ الحق في الترسيم والترقية والانتقال داخل النفوذ الجغرافي للجهة ، علما بأن الانتقال بين الجهات تحكمه قواعد وضوابط أخرى .
لقد ابانت الأغلبية الحكومية عن انسجام لمكوناتها فيما يخص الدفاع الموحد الذي يمس الاف الأسر .
لقد وجدت الحكومة نفسها فيما يخص قضية الأساتذة المتعاقدين ، وجدت نفسها في ورطة قانونية وتدبيرية سببها الأساسي العقلية الانتخابية التي تحكمت في الولاية الحكومية الفارطة ،
اليوم هناك قدر كبير من التعقل والحكمة يفرضان نفسيهما على الجميع ؛ على الأساتذة المتعاقدين ان يبدوا قدرا معقولا من المرونة ، والمفروض في الحكومة ان تسارع الى تفكيك هذه القنبلة الاجتماعية في قلاع التعليم ، وعلى المزايدين الذين ليست لديهم حلول عملية للمساعدة على إيجاد مخرج مشرف للجميع أن يرتكزوا للصمت وكفى ، وقد يجازيهم الله عنه خيرا …والأهم في الحكاية كلها ؛ من حق الآلاف من أبناء المغاربة الا تضيع سنتهم في بياض المواجهات بين أساتذتهم وحكومتهم .
واليوم لا بد من طرح سؤال عما يحدث …من يدفع دفعا نحو تشدد كبير ، ونحو الدخول مع الدولة في لعبة شد حبل كان ضروريا أن ترد عليه الدولة بنفس الحزم والصرامة …المزايدون ينفخون في هذه النار المشتعلة ويريدون لها اشتعالا كبيرا …في حين أن الحكمة تقتضي إطلاق نداء للعودة إلى جادة الصواب وتغليب الحوار على ما عداه من اساليب التشنج التي يخسر فيها الجميع …الهدف لا يقوله من يدفع الأساتذة الى التصعيد ، اولائك الذين لا يهمهم المغرب ، ولا الأساتذة ، ولا شباب المغرب ، ولا عائلات هؤلاء الشباب . يؤججون الفتنة لأسباب خفية وأهداف مشبوهة ولو على حساب الوطن في أمنه واستقراره .

2- العدمية والظلامية
” اليسار المتطرف يلتقي موضوعيا مع اليمين المتطرف ” …النهج يستقوي بالجماعة !
ان اليسار المتطرف تخلى عن القيم الكونية لليسار …تخلى عن الانسان …وانه يبني امبراطوريات النضال الوهمية في دواخل استيهاماته ؛ لا هو متمكن من أدوات تطبيق شعارات يرددها وتنزيلها على أرض الواقع ، ولا هو ممتلك ناصية الحديث مع الشعب الذي يتحدث باسمه ليل نهار رغم ان هذا الشعب لا يعرفه !!!
القواسم المشتركة بين نزعة يسارية متطرفة ذات رؤية ضيقة وعدمية ، وبين نزعة خرافية وظلامية ، القواسم المشتركة بينها هي افتقادها لروح الابداع إزاء المشاكل الداخلية والمتغيرات العالمية ، ومحاولة الهروب إلى الأمام من خلال الاختباء وراء نزعة ثورية منفصلة عن الجماهير الشعبية التي يتوهمون التحدث باسمها…
ولأجل الوقوف على التناقض بين الشعار والتطبيق ؛ عندما يعجز ا…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى