سعيد بعزيز يرفع صوت العدالة المجالية في مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي: جهة الشرق تطالب بالإنصاف

في إطار دينامية تنظيمية مكثفة، يواصل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عقد مؤتمراته الإقليمية في جهة الشرق، معلنًا التزامه الراسخ بالعدالة المجالية وتنمية المناطق المهمشة. وفي تصريح خص به جريدة “جيل 24″، أكد النائب البرلماني سعيد بعزيز، ممثل إقليم جرسيف، أن هذه المؤتمرات تمثل “عرسًا تنظيميًا” يهدف إلى تعزيز هياكل الحزب وتحقيق تنمية متوازنة، مشددًا على أن “لا تنمية في المغرب دون عدالة مجالية”.

هذا التصريح، الذي جاء على هامش مشاركته في فعاليات المؤتمر الإقليمي الثاني بتوريت، يعكس رؤية الحزب لإعادة الاعتبار لجهة الشرق كرافعة تنموية.

مؤتمرات إقليمية: منصة لتجديد الالتزام

شكلت المؤتمرات الإقليمية، التي شملت أقاليم توريت وبركان وكرسيف ووجدة وعَمادة أمزورن، محطات حيوية للحوار بين مناضلي الحزب وقياداته الإقليمية والجهوية والوطنية، بما في ذلك الكاتب الأول. وخلال المؤتمر الإقليمي الثاني بتاوريت، الذي أشرف عليه الكاتب الأول وحضره رئيس الفريق الاشتراكي، أبرز سعيد بعزيز أهمية هذه اللقاءات في “إعطاء نفس جديد” للحزب، مؤكدًا أنها تهدف إلى تحديد الهياكل الإقليمية ومناقشة قضايا سياسية وتنظيمية تمهيدًا للانتخابات التشريعية والمحلية المقبلة، وللمؤتمر الوطني المرتقب منتصف أكتوبر 2025.

العدالة المجالية: قلب قضية الشرق

تصدرت قضية العدالة المجالية تصريح سعيد بعزيز، الذي أكد أن “غياب العدالة المجالية يمنع تقدم المغرب”، مشيرًا إلى التفاوت الصارخ بين “محور محظوظ” في المناطق الغربية و”مناطق منسية” مثل الجنوب الشرقي والشرق. وأضاف أن جهة الشرق، التي وصفها بأنها “في طي النسيان” بالنسبة لبعض الأطراف، تستحق تنمية حقيقية تعيد الاعتبار لساكنتها. وفي هذا السياق، أكد بعزيز التزام الحزب بالتعاون مع كافة الجهات الشرقية لحل قضاياها، مشددًا على أن انتماء الحزب ليس مقتصرًا على وجدة، بل هو “انتماء جهوي واسع” يشمل كامل المنطقة.

هذا الخطاب يعكس رؤية الحزب الذي يضع العدالة المجالية في صلب أولوياته، رافضًا التمييز بين المناطق ومطالبًا بتوزيع عادل للموارد والتنمية. ويأتي تصريح بعزيز ليعزز هذه الرؤية، خاصة في ظل دوره كبرلماني يمثل إقليم جرسيف، حيث يواصل الدفاع عن قضايا المناطق الحدودية في البرلمان، كما أظهر ذلك في تعقيبه خلال جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة وتسجيله نقطة نظام حول غياب قطاعات حكومية.

الديمقراطية والدولة الاجتماعية: ركائز الحزب

إلى جانب العدالة المجالية، أكد سعيد بعزيز في تصريحه على تمسك الحزب بمبادئ الديمقراطية والشفافية، والسعي لتحقيق “الدولة الاجتماعية” من خلال مشاريع تخدم المواطنين. وأشار إلى أن هذه المؤتمرات تجسد التزام الحزب بالتواصل المستمر مع المواطنين، وتقديم رؤية سياسية تركز على التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.

طموحات وتحديات: نحو استحقاقات قادمة

تشكل هذه المؤتمرات جزءًا من استراتيجية الحزب لتعزيز قاعدته الشعبية، خاصة في الجهة الشرقية، التي يراها رافعة أساسية للتنمية الوطنية. ومع اقتراب الانتخابات، يسعى الحزب، بقيادة أصوات مثل سعيد بعزيز، إلى تقديم نفسه كبديل سياسي يحمل مشروعًا تنمويًا واضحًا. كما يمثل المؤتمر الوطني المقبل محطة لتجديد التوجهات وتعزيز الوحدة الداخلية.

سعيد بعزيز: صوت الشرق في البرلمان

يبرز سعيد بعزيز، الذي انتخب نائبًا عن إقليم جرسيف في الانتخابات الجزئية عام 2018، كأحد الوجوه البارزة في الحزب. من خلال مشاركته النشطة في المؤتمرات الإقليمية ودوره في الفريق الاشتراكي بالبرلمان، يواصل بعزيز الدفاع عن قضايا جهة الشرق، مطالبًا بإنصافها تنمويًا وسياسيًا. ويأتي تصريحه لـ”جيل 24″ ليعكس هذا الالتزام، مؤكدًا أن الحزب لن يتوانى عن المطالبة بالعدالة المجالية حتى تتحقق التنمية المنشودة.

مستقبل الشرق: بين الطموح والتحدي

مع استمرار هذه الدينامية التنظيمية، يضع حزب الاتحاد الاشتراكي، بقيادة أمثال سعيد بعزيز، قضايا جهة الشرق في قلب أجندته. لكن التحدي يكمن في ترجمة الشعارات إلى برامج ملموسة تحظى بدعم المواطنين، في سياق تنافسي يتطلب جهودًا مضاعفة. هل ستنجح هذه المؤتمرات في إعادة إحياء دور الحزب كقوة سياسية رائدة في الشرق؟ الأيام المقبلة ستكشف مدى قدرة الحزب على تحقيق تطلعات مناضليه وساكنة المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!