الذكرى الـ69 لتأسيس الأمن الوطني: مسيرة حافلة في خدمة الوطن والمواطن

الرباط – 15 ماي 2025 (GIL24 – MAP)
تحتفل أسرة الأمن الوطني، غدا الجمعة، بالذكرى الـ69 لتأسيسها، في مناسبة تتجدد فيها روح الالتزام بحماية أمن الوطن والمواطنين بكل تفانٍ وانضباط. هذا الحدث السنوي ليس مجرد احتفال رمزي، بل محطة لاستعراض الإنجازات، تقييم التحديات، وتجديد العهد على تعزيز الإحساس بالأمن في ربوع المملكة.
مسيرة 69 عامًا من العطاء والتطور
منذ تأسيسها في 16 ماي 1956، شكّل جهاز الأمن الوطني صمام أمان للوطن، مواكبًا التحديات الأمنية المتجددة باستراتيجيات استباقية ويقظة عالية. وفي ظل قيادة المديرية العامة للأمن الوطني، شهدت المؤسسة تطورات نوعية، شملت تحديث البنية التحتية، عصرنة أساليب العمل، وتزويد الوحدات الميدانية بالدعم التقني واللوجيستي. كما ركزت على الاستثمار في العنصر البشري، عبر برامج تكوين متقدمة وتدعيم الموارد البشرية بالعنصر النسوي، الذي أثبت كفاءة متميزة في مختلف المهام.
تحولات كبرى في خدمة المواطن
خلال السنوات الأخيرة، عزز الأمن الوطني نهجه الخدماتي، مع التركيز على مفاهيم حديثة مثل الحكامة الأمنية الرشيدة، شرطة القرب، والإنتاج المشترك للأمن. وفي هذا الإطار، تم إطلاق مبادرات مبتكرة مثل البوابة الرقمية «E-Police»، التي تقدم خدمات إدارية شرطية بسهولة وسرعة، مع ضمان حماية المعطيات الشخصية. كما تم تعزيز التواصل مع المجتمع المدني والمؤسسات لضمان مقاربة تشاركية في إنتاج الأمن.
وفي سياق تعميم الوثائق التعريفية، كثّفت المديرية العامة جهودها خلال 2024، عبر نشر 80 وحدة متنقلة مجهزة، استفاد منها أكثر من 130 ألف مواطن في المناطق النائية. هذه الخطوة عكست التزام المؤسسة بتقريب الخدمات من المواطنين، خاصة في المناطق القروية.
مكافحة الجريمة: استراتيجية استباقية
تواصل المؤسسة تنفيذ استراتيجيتها الأمنية (2022-2026)، التي ترتكز على تعزيز بنيات مكافحة الجريمة، تطوير مختبرات الشرطة العلمية، واستخدام تقنيات الاستعلام الجنائي. كما تم تدعيم فرق مكافحة العصابات بـ26 وحدة متخصصة، مزودة بأحدث التجهيزات، بما في ذلك الصاعق الكهربائي TASER-7، و720 دراجة نارية، و60 كلبًا مدربًا للكشف عن المتفجرات والمخدرات.
وفي مواجهة الجريمة السيبرانية، أطلقت المديرية منصة «إبلاغ» التفاعلية في يونيو 2024، التي ساهمت في تعزيز الوقاية من التهديدات الإلكترونية عبر إشراك المواطنين. كما عززت التعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمواجهة القضايا الإجرامية المعقدة.
استعدادات رياضية وتعاون دولي
استعدادًا لاحتضان المغرب لتظاهرات رياضية كبرى، مثل كأس إفريقيا للأمم 2025، تم ترقية الخلايا الرياضية في مدن رئيسية إلى فرق ولائية للأمن الرياضي، مع تدعيمها بالموارد البشرية واللوجيستية. كما أُحدثت مصلحة ولائية للأمن الرياضي بالدار البيضاء، في خطوة لتكريس نموذج مغربي في تأمين المباريات الدولية.
على الصعيد الدولي، حظي النموذج الأمني المغربي بتكريم بارز بانتخاب مرشح المديرية نائبًا لرئيس منظمة «الإنتربول» عن إفريقيا خلال الجمعية العامة بغلاسكو في نونبر 2024، مما يعكس مكانة المغرب كشريك موثوق في التعاون الأمني.
رعاية اجتماعية لأسرة الأمن
لم تقتصر جهود الأمن الوطني على الجانب المهني، بل امتدت إلى دعم أسرته عبر مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، التي قدمت خلال 2024 مساعدات مالية وعينية لـ1610 منخرطين تضرروا من إصابات أو أمراض خطيرة، إلى جانب دعم 4351 أرملة و601 متقاعد.
الذكرى الـ69 لتأسيس الأمن الوطني تكرس مكانة المؤسسة كدرع واقٍ للوطن ورمز للثقة لدى المواطنين. بفضل نجاعتها في مواجهة التحديات، وتطورها المستمر، وتفاني أفرادها، تواصل أسرة الأمن الوطني مسيرتها بحزم وإخلاص، مؤكدة أن أمن المغرب واستقراره يظلان على رأس أولوياتها.