ماذا يريد اوصياء الوطن من المواطن؟

ها نحن نرى كيف يتم الإجهاز بنعومة الحرير على ما تبقى من خصوبة الوطن و عذريته التي أصبحت صكا تجاريا يستعمل للترف و الاحتفاء الهجين ليس إلا …لا تهمهم عناوين الاحتجاجات الشعبية …لا يهتمون بالصيحات و الآهات ..بل هناك إصرار واضح على المتاجرة بالأحلام و المآسي تنفيذا لأوامر ذاك الشيطان البغيض الذي يسكن في عرين أرواحهم الشريرة …
من الواضح إذن أننا نعيش بين أحضان عناد غريب جداً ، و الغرابة الأبشع هي تلك التصريحات التي يدلي بها أولئك المحاربون بالوكالة لتبرير الفشل في التدبير و القدرة على رسم ملامح حلول واقعية تنسجم نسبيا مع طموحاتنا في العيش بكرامة و عزة … يتكلمون بعنجهية خارجة عن أدبيات الممارسة السياسية التي تحترم الإنسان في إحساسه و كيانه و آدميته …بل يحاولون بطريقة جبانة تبخيس الإنسان في تفكيره و قدرته على التعبير عن رأيه …طلبة الطب بحسب رأيهم يطبقون أجندة سياسية لجماعة محظورة … الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد يشوشون على عمل الحكومة …كل المخالفين لتدابيرهم العرجاء : محرضون …عدميون …حاقدون…جاحدون…مشوشون …ضد الاستقرار …ضد الطمأنينة و الأمان ..فقط علينا أن نكون خاضعين …خانعين …هادئين لنتحصل على لقب المواطن الصالح الذي يحب المنتخب الوطني و الطنجية المراكشية و الحلوى و الشباكية و المهرجانات السينمائية و المسلسلات الحامضة الرمضانية …يريدون أجسادا تتحرك على وقع الإيقاعات الشعبية …يريدون أجسادا تتحرك لأخذ نصيبها من القفة الرمضانية مع تقديم واجب الشكر والامتنان أمام كاميرات الإعلام و المتاجرة بالآلام…
هم الأوصياء …هم أولياء الله الصالحين في أرض الوطن الواسعة ….لذلك يتوجب علينا أن نحمد الله على نعمة الاستقرار ما دمنا ننزوي بعيدا عن الفتن الكبرى التي تعيشها باقي الأمصار و البلدان ..
بقلم عبد الهادي بهيج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى