حوار بيئي: تهيئة غابة سيدي معافة في وجدة بين الطموح والتحديات

هيئة التحرير – وجدة، 9 يونيو 2025
تُعدّ غابة سيدي معافة في وجدة مشروعًا بيئيًا طموحًا يهدف إلى إعادة الخضرة للمدينة وتحسين جودة الحياة. في حوار خاص مع جريدة “جيل24″، يستعرض ذ. بنعلي سوسو، رئيس جمعية أصدقاء سيدي معافة والناشط البيئي، تطورات مشروع تهيئة الغابة، التحديات التي تواجهها الجمعية، ورؤيته لاستعادة الطابع الأخضر لوجدة.
الحوار، الذي أجراه ذ. محمد مدني، يبرز أهمية التعاون بين السلطات والمجتمع المدني لضمان نجاح هذه المبادرة.
سؤال محمد مدني: ما مدى التقدم في مشروع تهيئة غابة سيدي معافة؟
ذ. بنعلي سوسو: المشروع لم يكتمل بعد، لكنه يحرز تقدمًا. في الواجهة الرئيسية، الأمور جيدة؛ تمت زراعة 4 إلى 5 أنواع من الأشجار مع سقي منتظم، ونسبة الأشجار الجافة لا تتجاوز 2%. إذا استمر السقي، قد تصبح هذه المنطقة جاهزة خلال عام إلى ثلاثة أعوام. أما في المناطق الداخلية، فالوضع غير مرضٍ؛ تم زرع شجيرات صغيرة جدًا (5-6 سم) في الصيف، مما يتطلب وفرة ماء غير مضمونة، مع تساؤلات حول موعد اكتمال تغطية الغابة.
سؤال محمد مدني: ما العراقيل التي تواجه جمعية أصدقاء سيدي معافة؟
ذ. بنعلي سوسو: لا توجد عراقيل مباشرة من الجهات الرسمية، مثل وكالة المياه والغابات، وهذا مشجع. لكن ما أزعجنا هو عدم دعوتنا للإعلان الرسمي عن المشروع بحضور وزيرة البيئة والوالي. كنا نتمنى المشاركة كممثلين للمجتمع المدني، وشعرنا بالإقصاء رغم فرحتنا بالبرنامج.
سؤال محمد مدني: ما رسالتكم للسلطات في وجدة، خاصة السيد الوالي؟
ذ. بنعلي سوسو: نرحب بالوالي الجديد، السيد لهبيل، ونتمنى له التوفيق. لاحظنا تحسينات مثل تشغيل النوافير وتهيئة ساحة باستور، لكن الحدائق تحتاج مزيدًا من العناية. نطالب بزراعة أشجار توفر الظل، مثل الخروب، بدلاً من النخيل، مع توحيد أنواع الأشجار بالشوارع، وإجراء التعشاب في الخريف. كما نناشد إتمام سد وادي الطايرت/الفودة وبناء سدود صغيرة بغابة سيدي معافة لإنعاش المياه الجوفية. نأمل أن تصل هذه الرسالة لتحقيق الخير لوجدة.
سؤال محمد مدني: هل ستعيد البرامج خضرة وجدة السابقة؟
ذ. بنعلي سوسو: وجدة كانت خضراء في الستينات، لكن الجفاف وزيادة السكان غيّرا الوضع. البرامج الحالية تمنح الأمل، لكن النجاح يعتمد على اختيار أشجار مناسبة، توقيت التعشاب، وإدارة الموارد المائية عبر السدود لإنعاش المياه الجوفية. الماء هو مفتاح إعادة الحياة الخضراء.
سؤال محمد مدني: كيف نُشكّل لجنة فعالة لتطوير غابة سيدي معافة؟
ذ. بنعلي سوسو: نقترح لجنة تجمع ممثلي الداخلية، البلدية، ووكالة المياه والغابات، مع الجمعيات المحلية. مهمتها مراقبة التشجير باستمرار لضمان اختيار الأشجار المناسبة، التوقيت الصحيح، والسقي الملائم.
سؤال محمد مدني: ما الأدوار الرئيسية للسلطات والمجتمع المدني؟
ذ. بنعلي سوسو: السلطات تتولى التخطيط، تخصيص الميزانيات، التنفيذ، إدارة الموارد المائية، وتهيئة المرافق العامة، مع الاستجابة لمقترحات المجتمع المدني. أما الجمعيات، فتمثل المجتمع، تراقب المشاريع، تحدد المشاكل، تقترح الحلول، وتطالب بالمشاركة في اللجان.
سؤال محمد مدني: كيف نضمن المتابعة والتقييم المستمر لعملية الغرس؟
ذ. بنعلي سوسو: عبر لجنة تجمع السلطات (الداخلية، البلدية، المياه والغابات) والجمعيات لمراقبة الغرس باستمرار، مع الاستفادة من جولات المجتمع المدني الأسبوعية لتحديد المشاكل مثل حالة الأشجار، حجمها، توقيت الغرس، والسقي، وإيصال الملاحظات عبر منصات التواصل أو مباشرة للسلطات.
خاتاما :
يُبرز هذا الحوار التزام جمعية أصدقاء سيدي معافة بإنجاح مشروع تهيئة غابة سيدي معافة، مع دعوة واضحة لتعزيز التعاون مع السلطات. المشروع، بميزانيته الطموحة ومساحته الشاسعة، يمثل خطوة واعدة، لكنه يتطلب متابعة دقيقة لضمان نجاحه في جميع مناطقه، خاصة الداخلية التي تعاني من تحديات مثل نقص المياه وصغر حجم الشجيرات.
غياب الجمعيات عن الفعاليات الرسمية يشير إلى ضرورة تحسين التنسيق بين السلطات والمجتمع المدني لتفادي الإقصاء وتعزيز الشراكة. استعادة خضرة وجدة السابقة تتطلب جهودًا متكاملة تشمل اختيار أشجار مناسبة، توقيتًا صحيحًا لأعمال الصيانة، وإدارة فعالة للموارد المائية عبر بناء السدود. تشكيل لجنة مشتركة تجمع السلطات والجمعيات، مع الاستفادة من جولات المجتمع المدني وملاحظاته، يضمن متابعة وتقييمًا مستمرين لعملية الغرس.
هذا التعاون، إلى جانب الالتزام بالمقترحات العملية مثل زراعة أشجار الخروب وإتمام مشاريع السدود، سيسهم في تحقيق غابة مستدامة وإعادة الحياة الخضراء لوجدة.