دورة النخبة في ريادة الأعمال بالداخلة: جسر بين التعليم الأكاديمي وسوق العمل

في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز الابتكار وربط التكوين الأكاديمي بمتطلبات سوق العمل، نظمت المدرسة العليا للتكنولوجيا بالداخلة، بالتعاون مع المركز الجهوي للاستثمار، دورة تكوينية مميزة تُعرف بـ”دورة النخبة” في ريادة الأعمال. هذا البرنامج، الذي استهدف حوالي 60 طالبًا من حاملي المشاريع، يعكس التزام المدرسة بتطوير كفاءات الشباب وتمكينهم من تحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع واقعية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
تهدف دورة النخبة إلى تمكين الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة لإنشاء المقاولات باستخدام أحدث البرامج الرقمية، مما يعزز قدراتهم في مجال ريادة الأعمال. يمتد البرنامج على مدار ثلاثة أشهر، يتم خلالها تأطير الطلاب من قبل ثمانية أساتذة جامعيين وخبراء أكاديميين متخصصين في ريادة الأعمال والتحول الرقمي. يركز البرنامج على مراحل ريادة الأعمال بدءًا من صياغة الفكرة المبتكرة، مرورًا بتطويرها، وصولًا إلى إطلاق مشاريع تحاكي الواقع الاقتصادي.

من خلال هذا البرنامج، تسعى المدرسة العليا للتكنولوجيا إلى تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، ربط التعليم الأكاديمي بالواقع العملي لسوق العمل، والثاني، تعزيز ثقافة الابتكار والعمل الجماعي بين الطلاب. هذه الأهداف تتماشى مع التوجهات الوطنية لدعم ريادة الأعمال وتشجيع الشباب على إنشاء مشاريع ذات قيمة مضافة.
تشكل البرامج الرقمية الحديثة العمود الفقري لدورة النخبة، حيث تُستخدم كأداة أساسية لتوجيه الطلاب خلال رحلتهم الريادية. تساعد هذه البرامج الطلاب على تحديد أفكارهم المبتكرة، تطوير خطط عمل دقيقة، وإطلاق مشاريع تتماشى مع متطلبات السوق. من خلال محاور تقنية وعملية وتمارين جماعية، يتم تمكين الطلاب من بناء مقاولات تحاكي الواقع، مع التركيز على تعزيز العمل الجماعي والابتكار.
إن استخدام البرامج الرقمية لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل يمتد ليشمل تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، وهي مهارات أساسية في عالم ريادة الأعمال. وقد أشار أحد الطلاب المستفيدين إلى أن الدورة ساعدتهم على تجاوز العائق الأول المتمثل في بداية المشروع، مما يعكس فعالية هذه الأدوات في تبسيط العملية الريادية.
يبرز برنامج النخبة كمنصة لدعم الطلاب وتثمين مهاراتهم، حيث يوفر لهم بيئة تعليمية داعمة تمكنهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة. من خلال التأطير الأكاديمي والعملي، يتم تهيئة الطلاب لمواجهة تحديات سوق العمل، سواء من خلال إنشاء مقاولاتهم الخاصة أو المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني. كما يساهم البرنامج في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب، حيث يتعلمون كيفية التعامل مع التحديات الأولية لبدء مشاريعهم.
تأتي دورة النخبة في سياق جهود المدرسة العليا للتكنولوجيا لسد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والواقع الاقتصادي. من خلال هذا البرنامج، يتم تمكين الطلاب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق، مما يعزز قدرتهم على المنافسة في سوق العمل. بدلاً من البحث عن وظائف تقليدية، يتم تشجيع الطلاب على خلق فرصهم الخاصة من خلال إنشاء المقاولات، وهو ما يتماشى مع التوجهات العالمية نحو دعم ريادة الأعمال كمحرك للتنمية الاقتصادية.
تُعد دورة النخبة في ريادة الأعمال بالداخلة نموذجًا رائدًا للتكامل بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، حيث تساهم في إعداد جيل من الشباب القادر على مواجهة تحديات سوق العمل وخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. من خلال الاعتماد على البرامج الرقمية، التأطير الأكاديمي، والتمارين العملية، يتم تمكين الطلاب من تحويل أفكارهم إلى مشاريع مبتكرة. هذه المبادرة لا تعكس فقط التزام المدرسة العليا للتكنولوجيا بتطوير مهارات طلابها، بل تؤكد أيضًا على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والاقتصادية لدعم ريادة الأعمال وتعزيز الابتكار في المغرب.