احداث فرنسا: صديق نائل يكشف معلومات جديدة… ماكرون يلقي باللوم على ألعاب الفيديو، وعدوى الشغب تنتقل إلى سويسرا

نيويورك تايمز.. فرنسا كانت طنجرة ضغط انفجرت هذا الأسبوع

في معلومات تروى للمرة الأولى، كشف صديق الفتى نائل المرزوقي، الفرنسي من أصول جزائرية، الذي قتل برصاص الشرطة الفرنسية بإحدى ضواحي باريس، تفاصيل اللحظات الأخيرة المرعبة.

وكان نائل خلال الواقعة برفقة اثنين من أصدقائه، في السيارة التي كان يقودها، لحظة توقيفه من جانب عناصر الشرطة الفرنسية، إلا أن أحد الصديقين فر مرعوبا من المكان بعد قتل نائل فيما الآخر ظل في السيارة.

وخرج صديق الفتى القتيل، البالغ من العمر 17 عاما، بمقطع صوتي انتشر بشكل كبير عبر منصات التواصل، كشف فيه حقيقة ما جرى، مشددا على أنهم لم يكونوا تحت تأثير المخدرات أو الكحول حينذاك.

ويظهر صوت صديق نائل وهو يقول إنه يريد توضيح الكثير من الحقائق ودحض الشائعات والأكاذيب التي لاحقتهم خلال الأيام الأخيرة.

وأوضح أنهم استعاروا سيارة صفراء للقيام بجولة في المدينة، ولاحقتهم دورية شرطة مسرعة وحين أوقف نائل السيارة بناء على طلبهم، أمره شرطي بفتح النافذة، وطالبه آخر بالنزول من السيارة وضربه بعقب مسدسه”، ثم قال الشرطي الثاني للأول “أطلق النار عليه”.

وضرب الشرطي نائل مجددا بعقب مسدسه فاختلت حركته ورفع رجله عن دواسة الفرامل، فتحركت السيارة للأمام قليلا، فأطلق الشرطي الثاني النار مباشرة نحو نائل الذي ثقلت حينئذ قدمه على دواسة البنزين، لتتحرك السيارة بسرعة أكبر.

ويقول الفتى الراوي للواقعة إنه وبعد فترة من سير السيارة بعد إطلاق النار على نائل توقفت، فما كان منه إلا أن فر من المكان خوفا من أن يلقى مصير نائل ذاته من جانب الشرطة.

ماكرون: إن ألعاب الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي وراء أعمال العنف

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن ألعاب الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي وراء أعمال العنف من قبل المراهقين في شوارع البلاد حيث إنهم يقلدون ألعاب المغامرات الإلكترونية.

كما يرى الرئيس الفرنسي أن ألعاب الفيديو تساهم في أعمال الشغب: “نشعر أحيانا أن بعضهم يعيش في الشوارع ألعاب الفيديو هي التي سممت عقولهم”.

وأضاف ماكرون بعد اجتماع أزمة حكومي: “لقد رأينا تجمعات عنيفة تم تنظيمها لكنها أيضا نوع من التقليد للعنف”. متهما مثيري الشغب الأصغر سنا بالخروج من الواقع و”عيش ألعاب الفيديو”.

ودعا الرئيس الفرنسي شركات التكنولوجيا لحذف المحتويات العنيفة وتزويد السلطات بهوية المتظاهرين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي “أتوقع أن تكون هذه المنصات مسؤولة”.

ووفقًا لـلوسيلة الإعلامية المحلية( لو تليغرام) الصادرة  ببروتاني، فإن مجموعة من الأشخاص الملثمين والحاملين لأقنعة،  قدموا أنفسهم على أنهم من قوات مناهضة الشغب، قاموا  الجمعة، ،باعتقالات  في صفوف المتظاهرين وإخضاعهم لاستنطاق وصف بالمتوحش “في  سياق دعم الشرطة في منطقة لوريان. 

نيويورك تايمز.. فرنسا كانت طنجرة ضغط انفجرت هذا الأسبوع

اما صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فقد كتبت يوم امس السبت، أن فرنسا كانت، على مدى سنوات، بمثابة “طنجرة للضغط”، مضيفة أنها “انفجرت هذا الأسبوع”.

وفي مقال رأي، أشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن واقعة مقتل مراهق برصاص الشرطة الفرنسية أسفر عن “اندلاع ثورة في جميع أنحاء البلاد، ضد عنف الشرطة والعنصرية”.

وأضافت الصحيفة الأمريكية “أن مظاهرات اندلعت بشكل كبير في فرنسا خلال الليالي القليلة الماضية”. وسجلت أن مجموعات من المتظاهرين في تولوز وليل ومارسيليا وباريس قامت بتخريب مراكز الشرطة ونهب أو تخريب مقرات عشرات الشركات، ورشق المباني العمومية وقوات شرطة مكافحة الشغب بالزجاجات الحارقة (مولوتوف).

وأكدت الصحيفة أنه تم اعتقال حوالي ألف شخص عقب هذه الاحتجاجات، مشيرة إلى عدم وجود بوادر على تهدئة الغضب.

وأشار المقال إلى أن “مقتل نائل، الذي بدا بالنسبة للكثيرين أشبه بإعدام بإجراءات موجزة، كشف عن أكثر أشكال عنف الشرطة تطرفا، والتي استهدفت منذ فترة طويلة الجاليات ذات البشرة الملونة في فرنسا”.

وأضافت الجريدة أن هذا الحادث المأساوي ساهم في تفاقم الامتعاض الذي يتأجج في جميع أنحاء البلاد، معتبرة أن الأمر يتعلق كذلك، بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، بـ”ضربة جديدة لسلطته، إذ تم إجبارهم مجددا على مواجهة فرنسا تلتهمها النيران”.

وذكرت الصحيفة بأن “الحكومة نادرا ما تنتهز الفرص لمعالجة معضلة عنف الشرطة بشكل جدي”، مبرزة أن “جزءا من المشكلة يكمن في علاقة ماكرون بالشرطة”.

“فمنذ توليه السلطة في عام 2017″، توضح الصحيفة، “اعتمد ماكرون على قوات الشرطة، وعزز دورها المركزي في الحياة السياسية الفرنسية”، مضيفة أن “موجة الاحتجاجات التي ترفض مختلف الإصلاحات الاجتماعية لماكرون -وآخرها الاحتجاجات المناهضة لإصلاح نظام التقاعد- تمت مواجهتها باللجوء المكثف للشرطة”.

وذكرت الصحيفة أنه “حتى في خضم الجائحة، كانت قوات الشرطة في الخطوط الأمامية لتنفيذ إجراءات حظر التجول الصارمة التي أقرها ماكرون”، مبرزة أنه وبعد أن أضحت قوات الأمن في صلب الجدل الوطني، “فمن غير المستغرب لماكرون أن يقف مكتوف اليدين”.

تراجع حدة الاضطرابات عقب تشييع نائل

واثناء تشييع جثمان نائل شارك المئات من الاشخاص، حيث انطلق موكب الجنازة من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية، علما بأن العائلة طلبت عدم حضور الصحافيين لتغطية مراسم الوداع.

وانتهى التشييع قرابة الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر (15,30 ت غ) في “هدوء شديد، في خشوع وبدون تجاوزات”، بحسب ما أفاد شاهد عيان وكالة فرانس برس، مضيفا أن عددا كبيرا جدا من الشباب كانوا حاضرين في المقبرة.

أعمال العنف في فرنسا تلقي بظلالها على القطاع السياحي وسط “موجة من إلغاء الحجوزات”

بدأ أثر أعمال العنف التي تشهدها فرنسا منذ أيام يظهر على القطاع السياحي في البلاد. وشهدت الفنادق “موجة من إلغاء الحجوزات في جميع المناطق المتضررة جراء التخريب والصدامات”. وأعربت جمعية الفنادق والمطاعم المستقلة في فرنسا GHR عن أسفها لأن قنوات التلفزيون “الأجنبية تعرض مشاهد تصور باريس وقد لفتها الحرائق وغرقت في الدماء، وهذا يجانب الواقع”.

عدوى أعمال الشغب تنتقل إلى سويسرا

وفي احداث ذات صلة، قالت صحيفة 20Minutes.fr الفرنسية، نقلا عن مصدر في الشرطة السويسرية، إنه تم اعتقال سبعة أشخاص بينهم ستة قاصرين، خلال أعمال الشغب الليلية في مدينة لوزان السويسرية.

وأضافت الصحيفة: “الحديث يجري عن ثلاث فتيات من أصل برتغالي وبوسني وصومالي، وكذلك عن فتيان من أصل جورجي وصربي بالإضافة إلى سويسريين، تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاما. المعتقل البالغ الوحيد يبلغ من العمر 24 عاما- سويسري”.

وتشير الصحيفة إلى أن الوضع في فرنسا المجاورة، أثار الهيجان في النفوس لدى البعض في سويسرا، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدعوات للنزول إلى الشوارع.

وهاجم المتظاهرون المحلات التجارية وتصدوا لرجال الشرطة الذين هرعوا لمقابلتهم. وبحسب شهود عيان، شارك أكثر من 100 شخص في أعمال الشغب هذه: رموا رجال الشرطة بالحجارة وبزجاجة حارقة واحدة على الأقل. وكان من بينهم أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى