GIL24-TV في أحضان النص… بين الأصل التاريخي والصورة الحالية

في أحصان النص
بين الأصل الموجود في التاريخ والصورة الحالية، أكثر من تقاطع قد يصل في لحظات معينة إلى مستوى التطابق الذي لا يعني النقل.. محاكمة “ألف ليلة وليلة” أو شهرزاد ليست موضوعا ولا تيمة، ولكنها آلية لتدبير الموقف من التراث والواقع والعلاقات.. وسيلة في استحضار المثال.. والبحث في شكل وطبيعة العلاقة بين هذه العناصر.. محاكمة شهرزاد مَعْبَرٌ جمالي تمر عبره الكتابات على تعاقب أزمنها لتحوّله إلى معيار نحتكم إليه في الكتابة وتقييمها..
استحضار شهرزاد، ويوسف، وعبد الفتاح كيليطو، وسهير القلماوي، والغيواني، والبهلوان، كل برمزيته وسياقه التاريخي، اختيار ينبع من اقتناع بمبدأ التحلق التلقائي حول أثر سيبقى دوما ذا أثر فِينا.. في وِجداننا.. في كياننا..
استدعاء شهرزاد للمثول أمام قاضي المدينة، ومحاكمتها على أقوالها وحكاياتها مع مجموعة من النسوة، لا يعني ثبوت الجنحة عليها وعلى النسوة، ولكن يؤشر على رؤية في الحق والباطل.. في الصدق والكذب.. في النزاهة والظلم بمنطق النعامة..
استعادة الحكايات بفارق زمني، وتاريخي، وحضاري، لا يعني الاختلاف والتباين، ولكنه يركز على استمرارية المحتوى الواحد في أشكال مختلفة على ألسنة الناس..
عندما تحضر شهرزاد، يحضر معها بريق السرد، وفتنة الأحداث، وجرأة الحكاية، ومع كل هذا يحضر التحدي الذي رفعته امرأة في أقصى حالات ضعفها في وجه طاغية يعيش أقصى حالات بطشه.