رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ينعى البابا فرانسيس: رمز السلام ومحبّ كرة القدم

في لحظة حزن عالمية، انضم الدكتور باتريس موتسيبيه، رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، إلى المجتمع الدولي لنعي قداسة البابا فرانسيس، الزعيم الروحي للكنيسة الكاثوليكية، الذي وافته المنية مؤخرًا. وفي بيان رسمي، وصف موتسيبيه البابا الراحل بأنه “شخصية استثنائية” تركت بصمة عميقة في العالم من خلال تجسيدها لقيم السلام، التواضع، والرحمة.

إرث إنساني وروحي :

البابا فرانسيس، الذي وُلد خورخي ماريو بيرغوليو في الأرجنتين عام 1936، كان أول بابا من أمريكا اللاتينية، وقاد الكنيسة الكاثوليكية منذ انتخابه في عام 2013. اشتهر بمواقفه الجريئة في الدفاع عن الفقراء، المهمشين، واللاجئين، ودعواته المتكررة للحوار بين الأديان والعدالة الاجتماعية. كما كان صوتًا قويًا في مواجهة قضايا عالمية مثل تغير المناخ واللامساواة الاقتصادية، مما جعله رمزًا للأمل لملايين البشر حول العالم.

في بيانه، أعرب موتسيبيه عن أسفه العميق قائلًا: “لقد كرّس قداسة البابا فرانسيس حياته لخدمة الله والإنسانية، مع تركيز خاص على دعم الضعفاء والمحرومين. إن رحيله خسارة كبيرة ليس فقط للكاثوليك، بل لكل من آمن بقيم العدالة والمحبة.” وأضاف: “نقدم تعازينا الحارة لمئات الملايين من الكاثوليك في أفريقيا، الأرجنتين، وجميع أنحاء العالم، ولكل من ألهمتهم أعماله النبيلة.”

كرة القدم: جسر الوحدة

لم يقتصر إرث البابا فرانسيس على الجوانب الروحية والإنسانية، بل امتد ليشمل شغفه بكرة القدم، التي كان يراها أداة لتوحيد الشعوب. كان البابا مشجعًا مخلصًا لنادي سان لورنزو الأرجنتيني، وكثيرًا ما تحدث عن قوة الرياضة في تعزيز الصداقة والتضامن. في عام 2014، استقبل فرقًا رياضية في الفاتيكان، مؤكدًا أن كرة القدم يمكن أن تكون “مدرسة للتعايش” تجمع بين مختلف الثقافات والأديان.

وأشاد موتسيبيه بهذا الجانب، قائلًا: “كان البابا فرانسيس يؤمن بأن كرة القدم جسر يوحد الشعوب، بغض النظر عن خلفياتهم العرقية أو الدينية. هذا الإيمان يتماشى مع رؤية الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في استخدام الرياضة كوسيلة لتعزيز الوحدة والتنمية في القارة.”

أفريقيا والكنيسة الكاثوليكية

تُعد أفريقيا موطنًا لأكثر من 230 مليون كاثوليكي، وفقًا لإحصاءات الفاتيكان لعام 2023، وهي إحدى القارات التي شهدت نموًا كبيرًا في أعداد الكاثوليك خلال العقود الأخيرة. زار البابا فرانسيس أفريقيا عدة مرات، بما في ذلك زياراته إلى كينيا، أوغندا، وجمهورية أفريقيا الوسطى في عام 2015، وموزمبيق، مدغشقر، وموريشيوس في عام 2019. خلال هذه الزيارات، دعا إلى السلام، المصالحة، والتنمية المستدامة، مما جعله شخصية محبوبة في القارة.

وفي هذا السياق، أكد موتسيبيه أن “إرث البابا فرانسيس سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في أفريقيا وخارجها.” وأضاف: “نحن في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم نلتزم بمواصلة تعزيز القيم التي دافع عنها البابا، مثل الوحدة والتضامن، من خلال رياضتنا المحبوبة.”

تكريم عالمي

لم يقتصر الحداد على رحيل البابا فرانسيس على الكنيسة الكاثوليكية أو أفريقيا، بل امتد ليشمل قادة العالم، المنظمات الدولية، والأفراد من مختلف الديانات. فقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالبابا كـ”صوت أخلاقي عالمي”، بينما وصفته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأنه “رجل الرحمة والإنسانية.”

وفي أفريقيا، انضمت العديد من الاتحادات الرياضية الوطنية التابعة للكاف إلى موتسيبيه في تكريم البابا. كما أعلن عدد من الأندية الكبرى في القارة، مثل الأهلي المصري وصنداونز الجنوب أفريقي، عن تنظيم فعاليات تذكارية تخليدًا لذكرى البابا، بما في ذلك لحظات صمت قبل مبارياتهم القادمة.

أخيرا، مع رحيل البابا فرانسيس، يفقد العالم رمزًا للتواضع والرحمة، لكنه يترك إرثًا سيستمر في إلهام الملايين. ومن خلال كلماته وأفعاله، أظهر أن الإيمان، الإنسانية، وحتى كرة القدم يمكن أن تكون قوى موحدة في عالم منقسم. وبينما يواصل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وأفريقيا ككل الحداد على هذا الزعيم الروحي، فإن التزامهم بمواصلة قيمه يعكس الأمل في مستقبل يسوده السلام والوحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى