شُهداء الأطلس

رشيد سوسان

لِقَضاءِ رَبّ العالَمينَ الأَخْلَدِ
عَن أَهلِهِمْ، وَتوَحَّدوا في المَورِدِ
وَبِطَوعِهِم جَعلوا الدّيارَ كَمَعهَدِ
قَد عانَقوا، وَجْداً، قَضاءَ الأَوْحَدِ
وَنَوى الأهالي فَرضَهُم بِتَهجُّدِ
فَقَد اصْطَفاهُم رَبُّهم لِلمَوعدِ
شُهَداءَ، في شَوقٍ، لِحَوضِ مُحمّدِ
سَتُنيرُ دَرباً لِلعُلا في سُؤدَدِ
في هِمّةٍ قَد هَبَّ يَبْني لِلغَدِ
قَد كُنتَ في المَيدانِ أَعظَمَ مُنجِدِ
نُسِجَت مَكارِمُ غَزْلِها بِتَفرُّدِ
بِالصّبرِ نَمْحو كُلَّ رُزءٍ أَنكَدِ
وَاجْعَل مُقامَهُمُ كَأهلِ الغَرْقَدِ

 لَثَموا الثَّرى، وَاستَسلَموا بِتَوَدُّدِ
نَـزَلوا ضُيوفاً، في رِضاً، وَتَرَجَّلوا
سَقَطوا، بِلا طَوْعٍ، بِعُقرِ دِيارِهِم
لَثَمتْهُمُ الجُدرانُ في حُبٍّ، وَهُم
هَبَّت منازِلُهُم، وَأَحرَم أُسُّها
طوبى لَهُم في حَلِّهِم وَرحيلِهِم
طوبى لهم في العالَمين، فَقَد رَقَوا
وَطني الأَعزّ، دِيارُنا في عِزّة
لَبّيكَ يا وَطني الأَبِيّ فَشعبُنا
يا أيُّها الشّعبُ المُرابِطُ في القُرى
وَرسَمتَ للدُّنيا عَزائِمَ هَبَّةٍ
فَعزاؤُنا، بَلَدَ الشّهادةِ، واحِدٌ
يا ربِّ فَارحَم مَن قَضى، واغْفِر لَهُم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى