
GIL24-Emission الاتحاد اشتراكي بوجدة … الاعلام: رهان حرية التعبير في عصر التضليل- مائدة مستديرة بدار فجيج بوجدة
في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة بسرعة غير مسبوقة. هذا الانتشار السريع للشائعات والمعلومات المغلوطة يشوه الواقع ويؤثر سلبًا على المجتمع، حيث يصعب على الأفراد تمييز الحقيقة من الخيال. التضليل الإعلامي ليس مجرد مشكلة تقنية، بل هو قضية اجتماعية وسياسية تهدد استقرار المجتمعات وثقة الناس في المؤسسات. على سبيل المثال، يمكن للأخبار المزيفة أن تثير الفتن أو تؤثر على قرارات الناخبين في الانتخابات.
الإعلام: سلاح ذو حدين
الإعلام يُشبه السلاح ذا الحدين:
من ناحية إيجابية: يُعد أداة أساسية لنشر المعرفة، تعزيز الوعي، وإثراء الحوار العام.
من ناحية سلبية: يمكن أن يتحول إلى وسيلة للتضليل والتلاعب بالرأي العام إذا أُسيء استخدامه.
هذا التناقض يجعل من الضروري إيجاد توازن بين الاستفادة من الإعلام كأداة للتنوير، ومواجهة مخاطره كمصدر للتضليل.
كيف نحقق التوازن؟
لا يمكن التضحية بحرية التعبير من أجل مكافحة التضليل، لأن ذلك قد يقوض أسس الديمقراطية. لكن في الوقت نفسه، لا يمكن ترك التضليل ينتشر دون ضوابط. الحل يكمن في عدة خطوات:
تعزيز الوعي الإعلامي: تثقيف الجمهور حول كيفية التحقق من المعلومات وتطوير مهارات التفكير النقدي لتمييز الحقيقة من الزيف.
الصحافة المسؤولة: تشجيع المؤسسات الإعلامية على الالتزام بمعايير الدقة والموضوعية.
التشريعات المناسبة: سن قوانين تحمي المواطنين من الأخبار الكاذبة والتحريض على العنف، مع الحفاظ على حرية التعبير.
دور الحكومات والمؤسسات: العمل على مكافحة التضليل من خلال حملات توعية ودعم الشفافية.
الخلاصة
الإعلام يقف على مفترق طرق بين حرية التعبير وعصر التضليل. لضمان أن يظل أداة للتنوير بدلاً من التضليل، يجب السعي لتحقيق توازن دقيق يحافظ على الحرية مع وضع حدود تمنع إساءة استخدامه. من خلال تعزيز الوعي الإعلامي والتفكير النقدي، يمكننا بناء مجتمع مستنير قادر على مواجهة تحديات هذا العصر. […]