الداخلة.. نقطة انطلاق “مسار الإنجازات”: أخنوش يستعرض حصيلة الحكومة ويُعبئ قواعد الحزب للانتخابات المقبلة

اطلق حزب التجمع الوطني للاحرار الجولة التواصلية الوطنية “مسار الإنجازات” يوم السبت 3 مايو 2025 بمدينة الداخلة، في إطار فعاليات جهوية نظمها الحزب. الحدث حضره عزيز أخنوش، رئيس الحزب ورئيس الحكومة، إلى جانب أعضاء المكتب السياسي، وزراء، ومنتخبون محليون.

اختيار الداخلة كبداية للجولة يحمل دلالات رمزية، كونها مركزاً للتنمية في الأقاليم الجنوبية ونقطة جذب دبلوماسي في سياق قضية الصحراء المغربية.

تأتي الجولة وسط تحديات اقتصادية واجتماعية، بما في ذلك التضخم (6.1% في 2024)، ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وانتقادات المعارضة (خاصة حزب العدالة والتنمية) لأداء الحكومة في ملفات البطالة (13.1% في 2024) والقدرة الشرائية. الجولة تعكس استراتيجية الحزب لتعزيز حضوره في الأقاليم الجنوبية، التي تشهد دعماً دولياً متزايداً للموقف المغربي بشأن الصحراء.

السياق العام للخطاب

  • تاريخ ومكان الحدث: أُطلقت الجولة التواصلية الوطنية “مسار الإنجازات” يوم السبت 3 مايو 2025 بمدينة الداخلة، بحضور عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، إلى جانب أعضاء المكتب السياسي، وزراء، ومنتخبين محليين.
  • أهداف الجولة: بحسب منشور الحزب على منصة X وتقارير إعلامية، تهدف الجولة إلى:
    1. تقديم حصيلة إنجازات الحكومة والجماعات الترابية منذ 2021، بمناسبة منتصف الولاية الانتدابية (2021-2026).
    2. تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين والإنصات إلى انشغالاتهم.
    3. إبراز الدينامية التنموية في الأقاليم الجنوبية.
    4. تعبئة قواعد الحزب استعداداً للانتخابات المقبلة (2026).
  • السياق السياسي: الجولة تأتي وسط تحديات اقتصادية (تضخم 6.1% في 2024، بطالة 13.1%) وانتقادات المعارضة، خاصة حزب العدالة والتنمية، لأداء الحكومة في ملفات القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار. كما تعزز الجولة حضور الحزب في الأقاليم الجنوبية، التي تشهد دعماً دولياً متزايداً للمبادرة المغربية للحكم الذاتي.

ملخص الخطاب

تناول خطاب أخنوش خلال إطلاق “مسار الإنجازات”، وهي المرحلة الثالثة بعد “مسار الثقة” (2017، التركيز على استطلاع آراء المواطنين) و“مسار التنمية” (بعد تشكيل الحكومة 2021، تنفيذ المشاريع الملكية). وهدف الخطاب إلى:

  • إبراز الإنجازات الحكومية:
    • أكد أخنوش أن الحكومة أنجزت في ثلاث سنوات ما لم يتحقق في عقد من الزمن، خاصة في المجالات الاجتماعية، مثل:
      • الدعم الاجتماعي المباشر: يستفيد منه أكثر من 3.5 مليون أسرة (حتى 2024)، بميزانية سنوية 25 مليار درهم، مع تغطية صحية شاملة لـ97% من السكان.
      • التعليم والصحة: استثمارات بقيمة 80 مليار درهم في التعليم (2024) وبناء 300 مركز صحي جاهز.
      • التنمية الاقتصادية: مشاريع مثل ميناء الداخلة الأطلسي (10 مليارات درهم) والطريق السيار تزنيت-الداخلة، مع نمو اقتصادي 4% رغم التحديات العالمية.
    • شدد على أن الحكومة “اجتماعية بامتياز”، ملتزمة بتنزيل نموذج الدولة الاجتماعية وفق الرؤية الملكية.
  • الرد على المعارضة:
    • انتقد أخنوش “المغالطات” و”الأخبار الزائفة” التي تروجها المعارضة، خاصة حول دعم استيراد الأبقار واللحوم الحمراء، معتبراً أنها “عبث سياسي” لا يليق بالعمل المسؤول.
    • أشار إلى أن حملات التشويش تجاوزت الانتقاد السياسي لتصل إلى الإساءة لصورة المغرب دولياً، مؤكداً أن الحزب يركز على “الإنجاز الميداني” وليس “الشعارات”.
  • التأكيد على الوحدة الترابية:
    • من الداخلة، وجه الحزب تحية للرئيسين الأمريكي والفرنسي لدعمهما المبادرة المغربية للحكم الذاتي، مؤكداً أن ملف الصحراء “يعيش أشواطه الأخيرة” بفضل الدعم الدولي (أكثر من 30 قنصلية في الداخلة والعيون).
  • التزام بالعمل الجاد:
    • أكد أخنوش أن الحزب “لا يعد إلا بما يستطيع تنفيذه”، وأن المغاربة “يعرفون من يعمل بصدق ومن يكتفي بالضجيج”. شدد على أن العمل السياسي يقوم على “المعقول والجدية” ومواجهة المواطنين مباشرة.

المعطيات الرئيسية التي جاءت بها الحكومة ومحاولة تدقيقها :

  • الدعم الاجتماعي:
    • تقارير رسمية (وزارة الصحة، 2024) تؤكد تغطية صحية لـ97% من السكان ودعم 3.5 مليون أسرة بـ25 مليار درهم سنوياً. مع تحسين الولوج للرعاية الصحية لـ4 ملايين أسرة (10 مليارات درهم)، مع إمكانية العلاج في القطاعين العام والخاص.
    • برنامج دعم السكن (2023) يغطي جزءاً من التكلفة (حتى 100,000 درهم للسكن الاقتصادي) اي أن الدولة تتحمل ثلث التكلفة.
    • دعم مباشر لـ4 ملايين أسرة (500-1000 درهم، بتكلفة 26 مليار درهم).
  • الحوار الاجتماعي:
    • اتفاقيات 2023 أدت إلى زيادات للأساتذة (1500 درهم شهرياً) والأطباء (حوافز مالية).
    • SMIC زاد بنسبة 10% في 2023 و10% إضافية في 2024، وSMAC بنسبة 25% حتى 2025.
    • تقدير 66 مليار درهم يتماشى مع تقارير الحكومة: زيادات في الدخل بـ66 مليار درهم للأطباء، الأساتذة، الموظفين، والقطاعين الخاص (SMIC +20%) والفلاحي (SMAC +25%).
    • تقليص ضريبة الدخل للطبقة المتوسطة.
  • التقاعد للصيادين:
    • تقليص أيام التسجيل من 3200 إلى 1320 (في ذكر رئيس الحكومة1200 يوم وهو قريب من المذكور)، مع استرداد الاشتراكات إذا لم يتحقق الحد الأدنى.
  • التنمية المحلية:
    • دعم الجماعات الصغرى عبر زيادة 3% في الضريبة على القيمة المضافة وهذا موثقة في قانون المالية 2023.
    • مشاريع الداخلة
    • مشاريع في الداخلة: ميناء الداخلة الأطلسي، طريق تزنيت-الداخلة، قيد التنفيذ، مع استثمارات بـ15 مليار درهم في الأقاليم الجنوبية (2021-2024). محطة تحلية مياه، مستشفى جامعي، و52 مشروعاً بـ750 مليون درهم.
  • الوحدة الترابية:
    • دعم دولي من الولايات المتحدة وفرنسا، وافتتاح أكثر من 30 قنصلية في الداخلة والعيون.

تدقيق المعطيات

  • ادعاء أن الحكومة “اجتماعية بامتياز” وأنجزت ما لم يتحقق في عقد مبالغ فيه. برامج مثل التغطية الصحية بدأت قبل 2021 (ورش ملكي 2018)، ومشاريع الداخلة تعود جذورها إلى النموذج التنموي 2015.
  • تجاهل التحديات: لم يُشر إلى ارتفاع التضخم (6.1% في 2024) أو البطالة (13.1%)، مما قد يُنظر إليه كانفصال عن هموم المواطنين.
  • انتقاد المعارضة بـ”الأخبار الزائفة” حول دعم المواشي لم يتضمن تفنيداً تفصيلياً، حيث تشير تقارير إعلامية إلى ارتفاع أسعار اللحوم رغم الدعم (2 مليار درهم في 2024).
  • التركيز على “الإنصات” قد يكون رمزياً، حيث تظهر تقارير إعلامية أن لقاءات الحزب موجهة أكثر لقواعده.

التوازن بين الواقع والخطاب السياسي

  • الخطاب: الكلمة تعكس استراتيجية الحزب لتعزيز صورته كقوة حكومية ناجحة. المعطيات حول الدعم الاجتماعي (3.5 مليون أسرة)، التغطية الصحية (97%)، والتنمية في الأقاليم الجنوبية (15 مليار درهم استثمارات) دقيقة ومدعومة بتقارير رسمية. اختيار الداخلة يعزز الخطاب الوطني حول الصحراء.
  • الواقع: التركيز على الإنجازات دون معالجة واضحة للتحديات (مثل التضخم أو ارتفاع أسعار اللحوم) قد يجعل الخطاب منفصلاً عن هموم المواطنين. اتهام المعارضة بـ”الإساءة للمغرب” قد يكون محاولة لتحويل النقاش من المشاكل الداخلية إلى قضايا وطنية.

الخلاصة

كلمة عزيز أخنوش خلال إطلاق “مسار الإنجازات” في الداخلة تهدف إلى تعزيز صورة حزب التجمع الوطني للأحرار كقوة سياسية رائدة، من خلال إبراز إنجازات الحكومة (الدعم الاجتماعي، التغطية الصحية، مشاريع التنمية) والتأكيد على الوحدة الترابية.

المعطيات المقدمة تبدو على العموم دقيقة ومدعومة، حسب ما تتوفر عليه الجريدة من معطيات، لكن الخطاب يعاني من طابع احتفالي قد يُنظر إليه كمبالغة، خاصة مع غياب حلول واضحة لتحديات اقتصادية ملحة مثل التضخم والبطالة. الرد على المعارضة يعكس محاولة لتعزيز خطاب “العمل مقابل الشعارات”، لكنه يفتقر إلى تفنيد تفصيلي للانتقادات.

المراجع:

  1. زنقة 20، “أخنوش: الحكومة أنجزت ما لم يتحقق في عقد من الزمن”، 3 مايو 2025.
  2. زنقة 20، “أخنوش: الكلام والشعارات لا تعنينا نؤمن فقط بما يتحقق ميدانياً”، 3 مايو 2025.
  3. زنقة 20، “أخنوش: الساحة السياسية تعيش العبث ومغالطات تروج حول دعم المواشي”، 3 مايو 2025.
  4. تقرير الهيئة العليا للتخطيط، الربع الأخير 2024.
  5. تقرير البنك الدولي عن التضخم في المغرب، 2024.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!