رسالــة بـــاريـــسْ : هــجــرة الأدمـــغــة والإطــارات الــمــغـربــيــة ..مــن الــمســـؤول ؟ (5)

مـحمــد ســعــدونــي.

في مراسلة من باريس، وفي دردشة لمراسل “جيل24″، عبد الرزاق الأحمادي مع فرنسي مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، أسر له انه يعرف دكاترة وباحثين أكاديميين مغاربة وأطر أخرى مهمة لها تخصصات في كافة المجالات، وأن هذه الشريحة من المغاربة تفكر في العودة إلى المغرب، إلا أنهم متخوفون من العودة النهائية ، نتيجة ما يسمعونه عن العوائق والعراقيل التي ما زالت قائمة في الإدارات المغربية، وهو ما يحرضهم ويثنيهم عن الرجوع إلى الوطن الأم، وهو حال الأدمغة المغربية التي هاجرت إلى أمريكا وكندا وأوروبا، مما تسبب في خصاص وفراغات عادت بمشاكل جمة على المغرب الذي فقد العديد من أبنائه الذي غادروا في ظروف غير عادية ومكرهين.

في جانب آخر فإن البرلمان المغربي والأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني لم يتطرقوا إلى هذه المعضلة إلا بصفة محتشمة وهي لا تعنيهم، أما السفراء والقناصل والملحقين الثقافيين المغاربة فلا وجود لهذا الموضوع الحساس في أجندتهم   لإقناع هؤلاء ” الهاربين بضرورة العودة إلى المغرب من أجل المساهمة في تنمية البلاد، بدل تركهم وتجاهلهم مستمرين في حالة فرار،والاعتكاف في المهجر والذي مع الأسف يوفر لهم كل الامتيازات والإغراءات.

لقد كون المغرب وصنع أدمغة وأصواتا قوية لا مثيل لها في بقاع العالم، وهو السبب الذي يجعل أمريكا وكندا وأوروبا يتمسكون بهذه الصناعة المغربية الغالية الثمن لأنهم يعون جيدا أن المغربي مهما رحل وارتحل وجال في بقاع العالم، وحتى لو وصل إلى القمر أو المريخ ( يقول مراسلنا عن محدثه الفرنسي ) لكنه يبقى مغربيا في تفكيره وعاداته وأخلاقه وتربيته، يشتري ولا يبيع، دائما مرفوع الرأس شامخ الأنف، وقد يخسر ويفارق كما يقول المثل الشعبي.

لقدا آن الأوان لرد الاعتبار لهذه الطيور المهاجرة، والتي لن تنسى الأصل والشجرة التي كانت تحط عليها والعش الذي ترعرعت فيه، والجدير بالذكر أن هذه  الأدمغة لا ترفض العودة والحوار والتصالح من الوطن، لكن بشرط أن تتوفر إرادة حقيقية ومتبادلة بوسعها القضاء على هذه تداعيات  “حب من جانب واحد “!!!!! إرادة بمقدورها تشجيع هؤلاء الهاربين على العودة ، لكن بتوفير ضمانات حقيقية وملموسة، رغم أن الضمان الحقيقي هو أحضان الوطن وحنانه، وهو ما  أقنع الآلاف من ال” الحراكة ” بالعودة إلى وطنهم بعدما ذاقوا ويلات وجحيم الغربة والجوع والخوف من بطش سلطات الهجرة، والسؤال : هل حان الوقت لإيجاد حل لهذه المعضلة ولهذا النزيف ؟

كاريكاتير: بنسعيد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى