هذه الحكومة ليست خالدة !

عبد السلام المساوي
للوقت مفعول السحر ، يعطيك مساحة من أجل التحليل الهادئ من جهة ، ومن أجل طرد شيطان الدهشة من مخيلتك ، بفرك العينين وكثير من التأمل .
عيب ” ساستنا ” أنهم لا يطبخون مواقفهم على نار هادئة ، يندهشون بسرعة ويستنكرون بسرعة …ردود انفعالية تنم عن الجهل أحيانا وعن الخبث أحايين كثيرة …عدم اعمال العقل وتغييب المنطق …القفز عن الحقيقة والقطع مع الواقع …قراءة الأحداث بهواجس اللحظة وباسقاطات الذات ..
مباشرة بعد الاعلان عن النسخة الثانية لحكومة سعد الدين العثماني التي عين جلالة الملك وزراءها امس الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط ؛ اصيب البعض باسهال سياسي ؛ صحف تدعي ” الحياد ” ، واخرى تدعي ” الاستقلالية ” …مواقع تديرها جيوش الهدم والتدمير …” خبراء ” و ” محللون ” …” مناضلون ومناضلات ” …تعددت الأسباب والخلفيات والهدف واحد : جلد الاتحاد الاشتراكي ؛ اعلان موت حزب ” تقليدي ” و ” شائخ ” …” المطالبة ” بعقد المجلس الوطني ، استقالة المكتب السياسي ، رحيل الكاتب الأول وعقد مؤتمر استثنائي !!! التهمة جاهزة ؛ ” فشل ” لشكر في تدبير المرحلة …انه المسؤول الاول والأخير عن ” النكسة ” !!!
لنتفق مبدئيا ، أن لا أحد من المناضلات والمناضلين سرته تمثيليتنا في النسخة الثانية لحكومة العثماني ( حقيبة واحدة ) …لا أحد تقبلها بارتياح …ولكن لنتفق أيضا ، بالرغم من مشاعر الانزعاج والقلق ، فأن هذه التمثيلية لم تفاجئنا …ان ما حدث يوم الأربعاء لم يكن وليد اللحظة ، بل له امتدادات سببية في انتخابات اكتوبر 2016…
والان وقد تشكلت حكومة العثماني في صيغتها الجديدة ؛ دعونا نفكر بهدوء وفي سلام ، دعونا نقيم بعمق وبكثير من الموضوعية …لنعلق ، اذن ، عواطفنا ، نوايانا وأمانينا ، بالرغم من أنها صادقة احيانا ، ونحاول ان نقدم قراءة مختلفة ، قراءة تقارب الحقيقة نسبيا ، قراءة تقينا سادية اولئك الذين يتلذذون بجلد الاتحاد الاشتراكي بطريقة مرضية تستحق الاشفاق والعلاج ، وان كانت امراضهم مستعصية عن كل علاج ؛
1-هذه الحكومة ليست نهاية التاريخ ، ليست اول حكومة وحتما لن تكون الأخيرة ؛ هي حكومة مؤقتة في الزمان ، لن تعمر اكثر من سنة ونصف ؛ فلنحضر أنفسنا للحكومة القادمة غدا…
2-تمثيليتنا في الحكومة الحالية هي نتيجة لتمثيليتنا الانتخابية ؛ 20 مقعدا زائد 1 , بالكاد فريق نيابي ؛ اذن نحن لسنا قوة ضاغطة ، وقوتنا التفاوضية بحجم عدد نوابنا…فقط نحاول انتزاع الممكن من حزب ب 125 مقعدا….
3- نعم نحن حزب تاريخي ، قوة سياسية ، رقم وازن….ولكن يجب ان نترجم قوتنا السياسية في نتائج الانتخابات ، في كسب الاصوات وربح المقاعد …
2021 غدا ، وانتخابات الغد تحضر اليوم ، وعلينا ان نرفع التحدي لكسب الرهان …علينا ان نجسد قوتنا في المجتمع ، مع الناخبات والناخبين ، أما الحكومة فهي تحصيل حاصل …
4-نعم لدينا وزير واحد ؛ الأخ محمد بنعبد القادر ، كان وزيرا منتدبا ، أبان عن استقامته ، كفاءته ونضاليته في اصلاح الادارة والوظيفة العمومية ؛ وهو الان وزير بحقيبة وازنة سياسيا وبروتوكوليا ( وزير العدل ) ، والمطلوب منا دعمه لأنه وجه الحزب في الحكومة …
تذكير ؛ لا ننسى اننا نترأس مجلس النواب بعشرين مقعدا ؛ وبالأمس القريب نوهنا بتدبير الكاتب الاول للمفاوضات ؛ فما الذي تغير ?!