الملتقى الدولي للمدن الذكية ببركان: تعزيز دور التكنولوجيا في إدارة المدن المستدامة

و م ع + جيل24
انطلقت امس الخميس بمدينة بركان فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الدولي حول المدن الذكية، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حيث تناولت هذه التظاهرة أهمية الحلول التكنولوجية الحديثة في إدارة المدن، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
ينظم هذا الحدث، الذي تستمر أشغاله على مدى يومين تحت شعار “تدبير المدن الذكية في عصر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء”، من طرف عمالة إقليم بركان، بهدف استعراض التجارب العالمية في مجال التخطيط الحضري الذكي، من خلال دمج تقنيات متقدمة تسهم في بناء مدن أكثر استدامة وكفاءة.
كما يسعى الملتقى إلى تعزيز الشراكات الدولية، واستقطاب خبراء عالميين لمناقشة أحدث الممارسات التي تمكن المدن من مواجهة التحديات الحضرية، مع إبراز مكانة بركان كمدينة ذكية على المستويين الإقليمي والدولي من خلال تطوير بنى رقمية وخدمات تفاعلية تعتمد على التكنولوجيا.
خلال الجلسة الافتتاحية، أكد المتحدثون على الدور الحاسم للتحول الرقمي في تحسين إدارة المجالات الحضرية، مشيرين إلى أن المدن الذكية باتت تمثل نموذجًا أساسيًا للتخطيط الحديث، حيث تتيح التقنيات المتطورة اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة لمواجهة التحديات المتزايدة.
وفي هذا السياق، أوضح عامل إقليم بركان، محمد علي حبوها، أن هذه الدورة تسلط الضوء على قضايا راهنة تتعلق بتدبير المدن، حيث لم يعد التسيير يقتصر على إدارة الموارد التقليدية، بل أصبح يعتمد على أنظمة متكاملة تمكن من اتخاذ قرارات مستدامة وفعالة.وأضاف السيد حبوها أن هذا النهج المتطور يستند إلى تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، علم البيانات، إنترنت الأشياء، وأنظمة المعلومات الجغرافية، إلى جانب الحوسبة السحابية ومراكز البيانات، التي تساهم في إعادة صياغة طرق التخطيط الحضري وتعزيز كفاءة التدبير.
من جانبه، أكد الكاتب العام المكلف بالشؤون الجهوية بولاية جهة الشرق، رشيد الزناتي، أن هذا الملتقى يعكس الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تشكيل مستقبل المدن، مشيرًا إلى دورهما في تسريع التحول الرقمي ودعم التنمية المستدامة. وأبرز أن الذكاء الاصطناعي، خاصة التوليدي، أصبح أداة رئيسية لتحسين القطاعات الإنتاجية، وتعزيز خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم.
بدوره، شدد المدير العام لوكالة تنمية أقاليم جهة الشرق، محمد لمباركي، على أهمية العنصر البشري كمحور أساسي في بناء المدن الذكية، مؤكدًا أن المدينة الذكية الحقيقية هي التي تركز على الإنسان لتحقيق الكفاءة والشمولية. وأشار إلى أن بركان حققت تقدمًا ملحوظًا في هذا المجال، مما جعلها نموذجًا رائدًا يمكن أن يلهم مدنًا أخرى، مع تعزيز مكانتها ضمن شبكة المدن الذكية العالمية.
في تصريح للزملاء في وكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نائب رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، خالد جعفر، أن مشاركة الجامعة في هذا الحدث تأتي في إطار تعاونها مع عمالة بركان لدعم البحث العلمي والتكوين في مجال المدن الذكية، مشيرًا إلى أن إحداث المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي والرقمنة ببركان يمثل خطوة رائدة لمواكبة المشاريع التنموية بالجهة.
يشار إلى أن الملتقى يتضمن جلسات نقاش حول مواضيع مثل دمج الذكاء الاصطناعي في التخطيط الحضري، تطوير البنية التحتية الذكية، ورقمنة الخدمات العامة، إلى جانب استعراض تجارب دولية ناجحة، وتكريم مدن حققت إنجازات بارزة في هذا المجال.