طالب في معهد الصحافة: الصحافيون صوتوا على لائحة حميد الساعدني وليس على مجاهد او البقالي، فهل تستقيم الأمور؟

يرافقنا في معاهد التكوين والبحث لقطاع الصحافة ، ثلة من الأساتذة الشرفاء الذين علمونا دروس الشفافية والنزاهة والموضوعية الإيجابية في دولة يسودها الحق والقانون، ولنا ان نفخر بأننا نشق طريق المهنية الجادة والرائدة التي تواكب انشغالات الوطن والشعب وتؤطر الوعي المواكب لتطلعات المواطنين وانتظاراتهم.

غير أن ما نشهده من ممارسات ومضايقات تمس بسمعة القطاع الصحفي قد أحدث شرخا يتسع يوما بعد يوم تداعت له كافة مكونات الجسم الصحفي ويهدد ببزوغ “أشكال غريبة” عن الفعل الصحفي البنّاء ونشوء وسط غير آمن للجهد الإعلامي.

إن إحداث لجنة مؤقتة لتسيير قطاع الصحافة والنشر ، هو تحدٍ صارخ لإرادة الصحفيين و بتواطؤ مكشوف مع رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية و رئيس المجلس الوطني للصحافة ، لدليل واضح على ضرب القيم الثابتة التي تأسست عليها الصحافة بمملكتنا وعلى المبادئ الحقوقية التي نص عليها الدستور وكل المراسيم التي خولت استقلالية القطاع لوظيفته في بث المواطنة الحقيقية و” تمغريبيت” الراسخة منذ قرون كثابت من الثوابت المقدسة للبلاد. إن ما نشهده اليوم هو بمثابة ضرب للمسار الشاق والطويل الذي قطعه شرفاء المهنة ومناضلوها، لتتبوأ الصحافة الموقع الذي تستحقه في ظل التفاهة والابتذال والسطحية العابرة.

و بالعودة إلى الوراء و بالضبط عندما تم إنتخاب أعضاء هذا المولود الصحفي الجديد، والذي اعتقده معشر الصحافيين البديل المنتظر لصد وردع التمزق الذي أصاب جسمهم المفكك تحت مسمى التنظيم الذاتي للمهنة ، حج أغلبية الصحفيين للتصويت على لائحة “حميد الساعدني” ، قيدوم الصحافيين المغاربة و المشهود له بنظافة اليد، ظنا منهم أنه هو من سيترأس المجلس، ليقع ما لم يكن في الحسبان سطو مجاهد على كرسي رئاسة المجلس الوطني للصحافة ، و التابع له “البقالي” رئيسا للجنة منح البطائق المهنية و هو ما يكشف حالة التنافي مع ازدواجية مهمته كرئيس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية .

وبعد اكتمال ولاية المجلس تصدى “البقالي” و “مجاهد” أمام إعادة إنتخاب أعضاء المجلس الرافض لهم، و يقينا منهم أنهم لن يتحصلوا على نتائج مشرفة في هذه الإنتخابات لأنهم يفتقدون لقاعدة انتخابية تضمن لهم العبور.

والجميع كان ينتظر هذه اللحظة الحاسمة لمنح “حميد الساعدني” ، رجل التوافقات بين أوساط الصحفيين تولي رئاسة المجلس لجدارته وأحقيته للمرة الثانية، لكنه فضل الصمت ليس جبنا ولا مذلة ، بل لأنه غلّب المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة، جبرا لمصالح الصحفيين و تطلعاتهم ، و درءا لكثير من الأزمات والإنشقاقات داخل منظومة تأبى الخضوع والإذعان.

تعلمنا من أساتذتنا بالمعهد العالي للصحافة و الإعلام ، أن نقف دائما ضد كل السلوكات المهينة للمكون الصحفي وضد كل الحسابات السياسية المبيّتة والنفسية الضيقة الإقصائية المبرَّأ منها القطاع الصحفي لنعبد الطريق لنا أولا كطلبةٍ صحفيين ، و للأجيال القادمة ، ويتطلب كل هذا خطوة جريئة من كافة الغيورين لمحاسبة كل من خولت لهم أنفسهم المساومة بمهنة المتاعب والتضحيات لغاية التموقع والتكالب على المصالح واللهث وراء الكراسي الأمامية.

ولأننا نتلمس طريقنا بتوجيهات مؤطرينا فإننا على وعي بالكفاءات الجادة التي قدمت الكثير لهذا الفعل الصحفي في البلاد ولازالت من خلال خلايا تكوين ، وخريجو المعاهد والتكوين والتأطير المستمر الذي يؤسس لفئات شبابية قادرة على العطاء والبذل وحمل المشعل فلنا أن نقول: ما هكذا تورد الإبل .. فهذه البلاد تنتظر منا الأفضل لأنها تستحقه.

●مصطفى بلگلايع/
طالب سنة أولى بالمعهد العالي للصحافة و الإعلام بالدار البيضاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى