الــمــهــدي بــن بـركـة ..  أو الصـعـود نــحــو الــهــاويــة ؟ !

وجـــدة. محمد ســعــــدونـــــي .

أيام قليلة تفصلنا عن ذكرى حادثة اختفاء الزعيم المغربي المهدي بن بركة بتاريخ 29 أكتوبر 1965 بضاحية  “فونـْـتي لـوفيكونتْ”شمال فرنسا، والأكيد أن ترتيبات خطف المهدي بن بركة على الأراضي الفرنسية وتصفيته، والأحداث التي تلتها خاصة في ترابط توقيتها لم تكن صدفة عادية، وإنما خيطت ضمن استراتيجية إقليمية ( عداء الجزائر للمملكة المغربية   )، وأخرى دولية في خضم الصراع بين  “الناتـــو ” و” وارْســو ” ومن يدور حولهما. وما يهمنا نحن المغاربة من  هذا المقال وكما قال أحد المتتبعين “( إن مسؤولين مغاربة،  وآخرين معارضين في الداخل والخارج انجرّوا وراء السراب الليبرالي ووراء الوهم الاشتراكي في الاتجاه الغير السليم لسهم التاريخ، مما شكلوا مادة دسمة لممارسة النقد الذاتي إزاء أخطاء جسيمة ارتكبت ضد مواطنين مغاربة وضد السلطة والنظام الملكي المغربي ).

وعلاقة بالموضوع، وعندما كان الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتيران زعيما للحزب الاشتراكي الفرنسي في السبعينات من القرن الماضي، لوحظ عليه أنه كان كثير الزيارات للجزائر برغبة من المقبور بوخروبة ( هواري بومدين)، تحت ذريعة ” استعراض الاهتمامات والمشاكل المشتركة التي تهم البلدين وكذلك قضية فلسطين (…) وقضية المهدي بن بركة المغربي، وكان معروفا عن الرئيس الفرنسي  ميتيران أنه أثناء الندوات الصحفية التي كان ينظمها في باريس – وبحضور عائلة المرحوم المهدي بن بركة، كان يتبجح كثيران أنه عندما يصل قصر ألإيليزي سيعمل على كشف الحقيقة والنقاب عن اغتيال المهدي بن بركة وإظهار الحقيقة في هذه القضية السياسية التي شغلت الكثير من الزعماء والساسة في العالم، لكنه ( أيْ ميتيران) ولما صار رئيسا لفرنسا لم يف بما وعد به، فتعرض إلى سيل من الانتقادات من المعارضة اليسارية المغربية في فرنسا ،ومن عائلة المهدي بن بركة نفسها. و “( أشهر هذه الانتقادات صدر عن الكاتب المغربي عبد الله البارودي في كتاب  طبع في باريسْ خلال حرب الخليج تحت عنوان ” رسالة مفتوحة إلى الرئيس فرانسوا ميتيران “ينتقذه فيها بسبب مشاركة فرنسا في حرب الخليج إلى جانب قوات التحالف، ولقي هذا الكتاب رواجا كبيرا، لأنه سلط التناقض المفضوح في خطابات الساسة الفرنسيين اليساريين  وشعار :حرية – عدالة – مساواة ).

وعودة إلى قضية المهدي بنبركة ومن أجل الإحاطة ولو  “بشيء من حتَّى… ” بمقتله في ظروف غامضة،  تقول أخبار إن المهدي بنبركة غادر المملكة المغربية في بداية الستينات من القرن  في اتجاه الجزائر، بعدها، وفي شهر أكتوبر سنة 1963  تعرض المغرب إلى عدوان  غادر من طرف جيش جزائر بنبلة وجماعة وجدة ، في محاولة ملتوية  لتوحيد الجزائريين خاصة المقاومة الحقة  التي حاربت فرنسا في الجبال حول عدو خارجي يريد الشر بالثورة الجزائرية (…)، وأن المغرب هو من بدأ بالهجوم، وهنا كانت سقطة المهدي بنبركة عندما أدلى بتصريح عبر الإذاعة المركزية الجزائرية يؤيد فيه العدوان الجزائري الغاشم على المملكة المغربية ، وهو ما اعتبره الكثير من المتتبعين المغاربة بمثابة خيانة لوطنه المغرب، مصادر أخرى تقول إن بنبركة  كان مندفعا ومنحازا ومنخدعا بنظام بوخروبة الاشتراكي حتى النخاع  ، كما أن حالة غرورانتابته بعدما انْـتـُخـبَ سنة 1964  رئيسا للجنة التحضيرية للقارات الثلاث ( أمريكا – آسيا – أفريقيا ) بعاصمة كوبا حليفة نظام كبرانات فرنسا في الجزائر، لتنظيم  أول مؤتمر لمواجهة الهيمنة الغربية الامبريالية ، وهنا يجب التذكير أن بنبركة كان يثق ثقة عمياء في الساسة الجزائريين ، وكان لا يدرك أن بوخروبة وتابعه بوتفليقة ومن حولهم ديدنهم الغدر وتصفية أحرار الجزائر ، مصادر أخرى تقول إن بوتفليقة هو من كان يمد المخابرات الفرنسية بأخبار تحركات بنبركة حتى سقط  صيدا سهلا على الأراضي الفرنسية،  وهنا ضرب بوتفيقة (كان وزير الخارجية ) عصفورين بحجر واحد : التخلص من معارض مغربي بدأ يسرق الأضواء من كبرانات فرنسا و خلق مشكل سياسي داخلي وخارجي للملك الحسن الثاني ، وفيبداية التسعينات من القرن الماضي خذلوا بوضياف بعدما استدرجوه من  المغرب واغتالوه على  المباشر وعلى  مرأى ومسمع العالم كله، والأخطر كذلك، معلومات أخرى مؤكدة تقول إن بوتفليقة هو من وشى وغدر بالقذافي حليف الجزائر الودود خاصة في ملف الصحراء المغربية ، وأن المخابرات الجزائرية زودت فرنسا بمكالمة ثميينة جرت بين بوتفليقة والقذافي بواسطتها اهتدوا إليه في  في سرت الليبية … مقابل  أطنان الذهب التي سرقها القذافي من الشعب الليبي وهربها إلى الجزائر عندما اشتد الخناق عليه من طرف الثوار وقوات الناتو .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى