حوار خاص مع السيد عيسى مالكي: رئيس فيدرالية الشراكة القطاع العام والخاص بالمغرب وإفريقيا

رئيس فيدرالية الشراكة القطاع العام والخاص بالمغرب وإفريقيا
جميع إقتراحاتنا في قطاعات حيوية لم تلقى الاذان الصاغية من رئيس جماعة وجدة.
🖋️ حاوره: [عصام بوسعدة ]📍 “صوت المواطن” – [جريدة جيل 24 ]
في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة، يزداد الوعي بأهمية تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP) كرافعة لتسريع وتيرة التنمية وتوفير خدمات ذات جودة للمواطن. ومن أجل تسليط الضوء على هذا الورش الاستراتيجي، نفتح حوارًا صريحًا مع السيد عيسى مالكي، رئيس فدرالية الشراكة القطاع العام والخاص بالمغرب وإفريقيا، حول واقع هذه الشراكة، رهاناتها، وتطلعاتها المستقبلية.
نبذة تعريفية عن السيد عيسى مالكي :
_ تقني متخصص في الزراعات الكبرى و تربية المواشي
_ إجازة في القانون العام فرنسي.
_ ماستر في الإستشارة القانونية ذات الصبغة المالية للأدارات و القطاع الخاص.
_ سنة ثانية ماستر الدراسات الدولية.
_ رئيس جمعية أرباب الحمامات وجدة.
_ تم انتخابي رئيس فيدرالية قطاع الشراكة العام الخاص المغرب إفريقيا.
1 _ بداية، نود أن نتعرف على فيدرالية الشراكة بين القطاع العام والخاص بالمغرب إفريقيا . متى تأسست وما هي أهدافها؟
جواب : فيدرالية قطاع الشراكة العام الخاص المغرب إفريقيا، إنعقد مجلس تأسيسها ب 28 يونيو 2024 بوجدة و تأخذ مقرها بفضاء النسيج الجمعوي ، و هي مكونة من نخبة من الشباب بعموم المغرب و أفارقة ، مازالت الفيدرالية لم تحصل على تصريح التأسيس نظرا لتفرع منخرطيها بربوع المملكة و هي عملية أخذت من الوقت الكثير و حاليا تم إستكمال كل المساطر القانونية و ننتظر ما هو إيجابي للفيدرالية.
2: كيف تقيمون واقع الشراكة اليوم في المغرب؟ وهل يسير في الاتجاه الصحيح؟
جواب : فيما يخص واقع قطاع الشراكة العام الخاص بالمغرب، فهو يعرف نشاط غير مسبوق من حيت أهمية الاستثمارات و كذا تنوعها في شتى المجالات خاصة فيما يتسم بطابع الاستعجال مثل مشاريع تحلية المياه على امتداد المغرب، حيث تعرف منشأة تحلية مياه اغادير تجربة ناجحة جدا و ستدخل المرحلة الثانية من توسعها من حيث رفع منسوب المياه المصفاة من اجل سقي ما يقارب 14 ألف هكتار و كذا تحهيزها بالطاقة المستدامة ( 2,5 مليار درهم لتبلغ استثمار 5 ملايير درهم).
3_ على مستوى إفريقيا، كيف تساهم الفدرالية في نقل التجربة المغربية؟
جواب : على مستوى افريقيا المغرب جد نشيط و يعتبر المستثمر الاول بافريقيا و هناك مشاريع متنوعة ذات فائدة كبيرة لدول إفريقيا ، خاصة و أن نجاحات البينيات التحتية المغربية تعتبر نموذجا قابل التصدير بافريقيا.
شركات التنمية المحلية أو الجهوية هي مجال خصب لقطاع الشراكة ذات الطابع المؤسساتي و هي نموذج جديد من حيث الاستثمار و التسيير و هي كفيلة بتحقيق أهداف المنفعة العامة المتصلة بالمرتفقين و الساكنة بصفة عامة ، تنشط بمجالات البنيات التحتية بامتياز، توزيع الكهرباء و المياه، و لا تستثني اي مجال ذو أهمية مثل التنشيط و الثقافة.
4_ هل هناك أمثلة ملموسة لمشاريع ناجحة في إطار الشراكة؟
جواب : مشروع تحلية مياه الدار البيضاء يعرف انطلاقة جيدة لاستثمار يبلغ 6 ملايير درهم بين تجمع شركتين من اسبانيا و المغرب و هو ما سيتيح فرص لنقل التكنولوجيا و كذا ولوج مشاريع ضخمة تستلزم كفاءة عالية.
هناك الكثير من المشاريع فيما يخص تحلية المياه ، محطة رأس الماء و الناظور لتغطية العجز و كذا تنويع مصادر المياه.
مشاريع البنيات التحتية الخاصة ب المونديال في اجمالها تندرج في قطاع الشراكة العام الخاص ، نذكر توسيع المطارات ( قرابة 3 ملايير دولار) و خطوط TGV ( 6مليار دولار) و الطريق السيار لنقل الكهرباء من الجنوب (3 مليار دولار) . هناك ايضا انطلاق المرحلة الأولى من الطريق السيار المائي و هو مشروع استراتيجي 6 ملايير درهم .
بالاجمال هناك مشاريع جد جد ضخمة و ستحدث نقلة نوعية غير مسبوقة بالمغرب . كما يجدر الذكر بأن هناك مشاريع ذات طابع دولي ستؤسس لمرحلة جديدة من الاستثمار و التعاون بين الدول الافريقية و الأروبية ايضا نتكلم عن خط غاز المغرب نيجيريا و الذي ستستفيد منه 13 دولة افريقية و يقدر الاستثمار ب 25 مليار دولار.
الموانىء المغربية هي اكثر من نموذج لقطاع الشراكة ، ميناء طنجة و الداخلة و الناضور ويست ميد.
5 _ كيف تنظرون لتفعيل شركات التنمية المحلية بجماعة وجدة ، بعد فشل التدبير المباشر للجماعة خصوصا في ملف النقل الحضري. ؟
جواب : فيما يخص تجربة شركات التنمية المحلية بالجهة الشرقية هناك ارتباك نوعا ما يتجلى بين صلاحيات القانون التنظيمي الخاص الجماعات المحلية و الجهات من جهة ثم فكرة تقليد بعض الجهات مثل الدار البيضاء أو الرباط او طنجة و التي تنخرط في سياق شمولي من حيث تنويع مصادر التمويل و إنخراط المؤسسات المالية القوية و ذات الاختصاص في المشاريع الكبيرة مثل ترامواي الدار البيضاء على سبيل الذكر لا الحصر، في حين نلاحظ الجهة الشرقية لا تعتمد على تجارب المؤسسات ذات الاختصاص و هو ما جعل نشأة شركات التنمية المحلية لا ترى النور بتاتا او يتم تغيير انشطتها و هذا يعتبر من الأخطاء البدائية الشائعة و التي تعطينا إنذار مسبق لعدم جاهزية تامة و عدم الإعتماد على مستشارين اكفاء في مجال القطاع الشراكة .
6 _ من الجانب الجمعوي ، كيف تقيمون حصيلة أداء جماعة وجدة ، وهل هناك تعاون وتواصل بينكم وبين رئيس الجماعة لتحقيق التنمية المحلية.
جواب : منذ بداية المجلس المحلي بوجدة ، بادرت شخصيا لتسويق إيجابيات الاعتماد على مشاريع تندرج وفق نموذج قطاع الشراكة العام الخاص و ذلك مع الرئيس شخصيا ثم مع ثلة من مستشاري المجلس، و ما استنتجته شخصيا أن قانون و موضوع الشراكة لا يحظى بأي إهتمام و مجمل فكرة التعاقدات محصورة بين التدبير المفوض رغم كثرة معيقاته و نواقصه و الصفقات العمومية من جهة أخرى كألية غير متجاوزة لتنزيل برامج الجماعة و تعاقدات أخرى لا تلبي الحاجيات الأدنى للجماعة مثل الكراء .
كل اقتراحاتنا في قطاعات حيوية لم تلقى الاذان الصاغية و هو ما جعلني شخصيا اقتنع بأن زمن قطاع الشراكة العام الخاص بجماعة وجدة لم يحن وقته.
7 _ هناك تجارب فاشلة لشركات التنمية المحلية في بعض الجماعات، هل تتوقعون نجاحها بمدينة وجدة.
جواب : فيما يخص فشل شركات التنمية المحلية ، يعود اسبابها غالبا بغياب دراسات اوليه تفيد إمكانية إنشاء شركة محلية و مدى قابلية التوفيق في تسيير مرفق ما وفق آليات الشراكة، و من بين النواقص الكبيرة عدم ارساء نموذج اقتصادي مالي خاص بالشركة المحلية و الكفاءات الضرورية لذلك، كما تعرف غالبية الشركات المحلية تمركز المخاطرة بالشركة و عدم إيجاد آليات مواجهة اشكال المخاطرة و عدم انفتاحها على القطاع الخاص الذي يمتاز بقدرة توفير التمويلات و امتياز التسيير .
السلطات و المجالس و المؤسسات مطالبة بالانتفاح على تجارب ناجحة و مطالبة بالعمل على تخصيص ابناك مشاريع قابلة الاستثمار المحلي و الاجنبي ، كما هي مطالبة بالانفتاح على المجتمع المدني و قوته الاقتراحية في هذا المجال.
كما لا يفوتني أن اشكر و اقدر هذا المجهود و المبادرة التواصلية الممتازة الكفيلة بتنوير الرأي المحلي محليا و جهويا.
8_ كلمة أخيرة لجمهور برنامج ” صوت المواطن”
رغم الهفوات و رغم الصعوبات في مجال التنمية الخاصة بجماعة وجدة، و اضاعة الفرص، يبقى التفاؤل الواقعي سيد الموقف خاصة مع قدوم نفس جديد للسيد الوالي الذي يبدل جهد كبير و سرعة التنفيذ عن طريق ارساء آليات تعاقدية مبتكرة تعتمد على شركات التنمية المحلية ذات فعالية و جودة .