مصالح جماعة هوارة بين سندان أصدقاء الأمس ومطرقة أعداء اليوم…

شهدت دورة مجلس جماعة هوارة أولاد رحو الأخيرة بعض الأحداث التي لا تمت للعمل الجماعي بصلة، لا ولن تخدم مصالح الناخبين الذين صوتوا لهم لتمثليهم بهذا المجلس للترافع عن قضاياهم، حيث خرج النقاش عن مساره في عديد من المناسبات وتحول إلى خطاب للتجريح والاتهام، تماما كما وقع ويقع في العديد من دورات هذا المجلس الذي انقلب بعض أعضائه من “الأغلبية” إلى “المعارضة” بقدرة قادر دون أن يفهم متتبعو الشأن العام المحلي سر ذلك.
عرفت جماعة هوارة أولاد رحو في العديد من المحطات تجاذبات بين الأغلبية المؤيدة لرئيسها وبين المعارضة بلغت حد البلوكاج في العام الماضي، ووصل صداها وزارة الداخلية والسلطات الإقليمية، إلا أن ذلك يبقى في إطار التدافع السياسي مشروعا وفي إطار من سيسود سياسيا مقبولا، لكن أن يتحول أصدقاء الرئيس بالأمس إلى أعداء اليوم فهذا يطرح أكثر من سؤال، فهل يكون سبب ذلك مصالح الساكنة أم هي تضارب مصالح ذاتية عجزت الأطراف عن تحقيقها ورأت أن الزمن لم يعد يخدمها، خصوصا وأننا على مرمى حجر من الاستحقاقات الانتخابية الجديدة حيث ستعرف الخريطة السياسية والانتخابية تغيرات جذرية.
وعندما نتكلم اليوم ونحن نتابع مجموعة من مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي والتي يظهر من خلالها صديق الرئيس بالأمس القريب (م – ش) في مداخلة جل كلماتها “معيُور”، وهو الذي وجه وقت اصطفافه إلى جاب أغلبية الرئيس مقالين منشورين على صفحات موقع إخباري محلي، الأول تحت عنوان “المعارضة بمجلس جماعة هوارة تصوت ضد مصلحة الساكنة في دورة ماي” بتاريخ 05 ماي 2018 والمقال الثاني منشور على نفس الموقع بتاريخ 06 أكتوبر 2018 تحت عنوان “من عضو جماعي إلى زملائه بمجلس هوارة أولاد رحو”، ولقراءة المقالين يرجى كتابة العناوين السالفة الذكر على محرك البحث “google” حتى يعرف المتتبع الفرق بين مواقف الماضي ومواقف الحاضر..
لا نتكلم هنا لتحميل المسؤولية لهذا أو ذاك، لكن لنعرف الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الانقلاب غير المفهوم وغير المبرر، لتعرف ساكنة أكبر جماعة بإقليم جرسيف من يمثلها بمجلس هوارة أولاد رحو، وما هي الدوافع التي جعلت من أصدقاء الأمس أعداء خلال دورة المجلس الأخيرة، ولا نظن أن ذلك كان بسبب مصلحة الجماعة، كما نرجح أن يكون سبب ذلك مصالح شخصية ضيقة، لسبب بسيط وهو على شكل سؤال، ما الذي أسكت هؤلاء طيلة ولاية كاملة ولم ينطقوا حتى نهايتها؟ ألم يكن من الأجدر، إن كانت فعلا تهمهم مصالح الساكنة، أن يكشفوا تلك الاختلالات التي يتكلمون عنها في حينها؟
هذه الأسئلة وأخرى، هذه الانقلابات المفاجأة وتغيير الجلد، ستجيبنا عنها الأيام القليلة القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp