مسألة تدريس اللغة لم تشكل أبدا خيارا استراتيجيا لدى البيجيدي

حميد عزيز – الدار البيضاء

اتضح بما لا يدع مجالا للشك، ان مسألة تدريس اللغة لم تشكل أبدا خيارا استراتيجيا لدى البيجيدي. يدل على ذلك امران أساسيان ..الأول أن من بين أعضائه من صوتوا على القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين، ومن ضمن بنوده واختياراته التناوب اللغوي، وتدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية. أما الثاني فيتعلق بالمزايدات الفارغة لبعض أطره، وعلى راسهم المقرئ أبو زيد، والذراع الدعوية للحزب ممثلة في حركة التوحيد والإصلاح.الأول اعتبر التصويت خيانة، فيما اعتبرت الحركة إقرار القانون ضربا للغتين الوطنيتين، واكتفت بتوجيه رئيس الحكومة والأحزاب الى تحمل المسؤولية الناربخية في المحطات التشريعية القادمة، التزاما بدستور البلاد، وتحصينا للغتين الرسميتين في التعليم والإدارة ومختلف مجالات الحياة.

توزيع الأدوار بين “صقور”الحزب و”حمائمه”، لم يعد خافيا على احد.وقد ظهر في مواقف عدة، أهمها قانون التقاعد والتعاقد (حزبيا ونقابيا)..وهاهو يظهر مرة اخرى بمناسبة الحسم في القانون الإطار..لوكان الأمر مقتصرا على أمور تدبيرية، لقلنا بأن الاختلاف في التقدير بين اعضاء الحزب جائز وصحي، لكن أن يرتبط بقضية شكلت على مدى سنوات قضية( هوية أو لا هوية) لحزب “فرع”رؤوسنا بالدفاع عن الخصوصية والقيم الوطنية والدينية، ضدا على كل خصومه الذين رماهم بالعمالة والاستلاب، وخيانة الثوابت، هنا يصبح الموقف مجرد مزايدة رخيصة،لإثارة الغبار حول الهدف الرئيس الذي هو المشاركة في الحكم بأي ثمن.، واستمالة بسطاء الناس بالخداع واللعب على العواطف.هنا ينبغي ان يكون الفرز واضحا بين من يتبنى المبدأ في كل الظروف والأحوال، وبين من يجتهد في التأويل والاجتهاد مع وجود النص. اذ لا يعقل أن يستمر المقرئ مثلا في العمل مع الخونة.وأن تستمر الحركة الدعوية في دعمهم ضدا على الدستور وثوابته كما تزعم.

هذا الموقف يذكرنا بما أثاره حزب المصباح من زوابع بخصوص الخطة الوطنية لإدماج المرأة، وجند أنصاره في “مليونية”الدارالبضاء لإسقاطها، ثم لم يجد أدنى حرج في تبني أهم بنودها عندما أشر عليها رئيس الدولة.وأصبحت بقدرة قادر متوافقة مع مرجعيتهم وأفقهم الاجتماعي والسياسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
× GIL24 sur WhatsApp