رؤية هلال شوال 1446 تبرز تحدي توحيد المواقف في ظل اختلاف المعايير

اثارت عملية رؤية الهلال لتحديد عيد الفطر لعام 2025 (1446 هـ) الكثير من ردود الافعال في العالم الإسلامي كما اثارت العلاقة بين التحديات الفلكية والشرعية الدينية، مما أدى إلى انقسام الدول الإسلامية في إعلان موعد العيد.

مع اقتراب نهاية شهر رمضان، كان من المقرر أن تتحرى معظم الدول هلال شهر شوال يوم السبت 29 مارس 2025، الموافق 29 رمضان، لتحديد ما إذا كان العيد يوم الأحد 30 مارس أو الإثنين 31 مارس.

الحسابات الفلكية، حسب مركز الفلك الدولي، أشارت إلى أن هلال شوال سيولد ظهر يوم السبت 29 مارس، لكن رؤيته في ذلك اليوم كانت مستحيلة من شرق العالم الإسلامي وغير ممكنة في معظم المناطق العربية والإسلامية، سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات، بسبب قرب القمر من الشمس (بحدود 1.5 إلى 3 درجات فقط) وقلة مدة بقائه بعد غروب الشمس (بين 5 إلى 11 دقيقة في معظم المدن الإسلامية).

هذه الظروف جعلت الرؤية صعبة حتى مع التقنيات الحديثة مثل كاميرات التصوير الفلكي (CCD)، وفقًا لمعايير عالمية مثل معيار “دانجون” الذي يحدد الحد الأدنى لرؤية الهلال بـ7 درجات تقريبًا.

نتيجة لذلك، توقع الفلكيون أن تكمل الدول التي تشترط الرؤية الشرعية الصحيحة شهر رمضان 30 يومًا، ليكون العيد يوم الإثنين 31 مارس. لكن بعض الدول، مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين واليمن، أعلنت الأحد 30 مارس أول أيام العيد بعد ثبوت رؤية الهلال لديها، غالبًا بناءً على شهادات شهود أو تفسيرات مختلفة للرؤية الشرعية.

في المقابل، أعلنت دول أخرى مثل مصر وسوريا والجزائر والعراق وتونس وليبيا وسلطنة عمان والأردن أن الأحد هو المتمم لرمضان والإثنين أول أيام العيد، بعد تعذر رؤية الهلال لديها.

هذا الاختلاف يعكس مشكلة مزمنة في العالم الإسلامي تتعلق بتباين المناهج: فبعض الدول تعتمد الرؤية البصرية الشرعية فقط مثل المغرب وأخرى تعتمد الرؤية البصرية الشرعية بمساعدة الحسابات الفلكية، بينما تتجه دول أخرى للاعتماد على الحسابات الفلكية وحدها دون شرط الرؤية، وهناك من يجمع بين الاثنين بتفسيرات مختلفة.

في هذا العام، أضافت ظروف الرؤية الصعبة تعقيدًا إضافيًا، حيث أشار بعض الفلكيين إلى أن شهادات الرؤية قد تكون مغلوطة بسبب استحالة رصد الهلال علميًا في مناطق واسعة. هذا الانقسام ليس جديدًا، لكنه يبرز تحدي توحيد المواقف في ظل اختلاف المعايير والظروف الجوية والتقنية بين الدول، مما يؤثر على شعور المسلمين بالوحدة في الاحتفال بمناسبة دينية كبرى مثل عيد الفطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى