“عـصـامــيــو كـورونــا ” يــبـتـكرون طـَـعـام َ الأزمــات ْ.. كـُـلْ مــا تَــشــاءُ .. وادْفَـــعْ مــا تُــريــــدُ !؟

في ظل استفحال واستمرار جائحة كورونا، ابتكر مؤخرا صاحب أحد المطاعم في منتجع “سـانْ تـرُوبيهْ ” الراقي ( جنوب فرنسا) – وتماشيا مع الأزمة الصحية – طريقة ذكية لجذب الزبناء أطلق عليها اسم قائمة طعام الأزمات !!! في خضم الأزمة المالية الراهنة، وهي طريقة تروم جذب أكبر عدد مهم من الزبناء، من خلال عرض مغري يسري ظهر كل يوم أربعاء في الأسبوع، ومفاد نص العرض : (( كُـلْ ما تشاء وادفَــعْ ما يٌمْكـنُـكَ دفعه وما يساوي الطعام ..))، وبهذه الطريق الذكية يترك صاحب المطعم الاختيار للزبون ووفقا لقدرته المالية تقدير قيمة الطعام الذي تناوله.
وحسب مقال لصحيفة ” لوبارزيانْ الفرنسية LE PARISIEN ” الصادرة في باريس والواسعة الانتشار، جاء فيه أن مكاسب السيد “فريديريك بلانشْ ” صاحب هذا المطعم أن أثمنة زبنائه المقبلين على هذا العرض لم تقل إلا بنحو %10 عن الأثمنة الرسمية للمطعم، ولكنه في نفس الوقت جذب لمطعمه ثلاثة أضاف العدد المعتاد من الزبائن . يقول مراسلنا من باريس السيد عبد الرزاق الأحمادي : (( … في تصريح للسيد فريديريكْ صاحب المطعم، قال: “إن بعض الزبائن يدفعون أقل من القيمة الفعلية للوجبة …لأنهم لا يملكون النقود الكافية ولكننا سعداء لأنهم زاروا مطعمنا … وهناك زبناء يدفعون أكثر مما يساويه الطعام بالفعل)). والنتيجة أن عدة مطاعم في سان تروبيه تريد أن تحذو حذو “السيد فريديريك ” وتطبيق الفكرة لعلها تفلت من مخالب أزمة كورونا الاقتصادية.
وعلاقة بالموضوع، تقوم عدة جمعيات إنسانية وخيرية مسيحية تابعة لكنائس باريس بزيارة العائلات ذات الدخل المحدود وتقدم لها المساعدات اللازمة والضرورية من أغذية وملابس على طول السنة، وتنظيم موائد الغذاء والعشاء مجانا تقوم بها مطاعم الرحمة والقلب Les restaurants du cœur ، وفي المجال الصحي تنظم هذه الجمعيات الخيرية الفرنسية حملات تحسيسية ، وتحيي أياما تثقيفية وإعلامية حول أمراض مختلفة أخرى كالسيدا مثلا تحت لإشراف أطباء مختصين.
وفي الجانب الاجتماعي والإنساني ، تقوم هذه الجمعيات بخرجات أخرى تتجلى في تنظيم زيارات ميدانية للمسنين المنسيين والأجانب الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة، وإلى اللاجئين ( السوريين …)، والطلبة العرب الذين لا يستفيدون من منح دراسية وإعانتهم ماديا ومعنويا. والسؤال المطروح : متى تحذو جمعياتنا المدنية والخيرية في بلادنا المغرب حذو هذه الجمعيات الفرنسية وتنخرط بجدية وفعالية ووطنية في العمل التضامني حتى نتصدى بقوة ومسؤولية لجائحة كورونا؟