شباب يافع يقدم حياته قربانا للبحر بحثا عن الشغل

“وفروا لابنائنا الشغل عوض تقديمهم قرابين للبحر” هكذا صرح اب مكلوم في فقدان ابنه وهو ينتظر مع باقي العائلات تسلم الجثامين في الشريط الحدودي زوج ابغال.

الضحايا الستة عشر الذين كانوا على متن قارب الموت وهم يتأهبون للعبور الى الضفة الشمالية من المتوسط قبل أن يلفظوا انفاسهم في المياه الاقليمية الجزائرية ليقضوا غرقا فيها.

بامر من وكيل الجمهورية الجزائرية تم ترحيل جثامين ثلاثة من الضحايا الى المركز الحدودي زوج ابغال قصد تسليمها لذويهم.

الهالكون في هذه المأساة الانسانية ينحدر اثنان منهم من مدينتي تاوريرت والضحية الثالثة من جماعة لمريجة احواز مدينة جرادة، وهما المدينتان اللتان تنعدمان فيهما ادنى شروط العيش. حيث تعرف العطالة في اوساط الشباب تحطيم كل الارقام القياسية حتى جعلته يفضل المغامرة والمخاطرة بحياته على أن يبقى عاطلا عن العمل.

هذا ويجهل لحد الساعة مصير باقي الجثامين المفقودة والتي لم تعثر عليها البحرية الجزائرية.

يبقى على مسؤولي الجهة الشرقية من منتخبين وسلطات محلية ان يتخذوا العبرة من هذه المأساة الانسانية حتى لا يتكرر نفس السيناريو مرة اخرى ولا نملك بعدها سوى احصاء الضحايا. فالحق في الحياة هو اقدس الحقوق والاجهاز عليه او المساهمة في ذلك يستوجب المسائلة عن كل تقصير كان ضحاياه من بسطاء هذا الوطن.

عبد العزيز الداودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى