تنسيقية الوزراء الذين فرض عليهم الاستوزار… في انتظار التأسيس

أثارت تصريحات وزراء حكومة عزيز أخنوش، التي بدت أشبه بشكاوى مواطنين غاضبين، موجة من الاستياء والسخرية، خصوصًا أنهم تقمصوا دور المتابعين للأوضاع، لا المسؤولين عن إيجاد حلول لها.
فالمفروض أن الوزراء هم الفاعلين الأساسيين في تدبير الأزمات واتخاذ القرارات لحل المشكلات، لكن ما يحدث اليوم يكشف عن مشهد عبثي، حيث يتحدث وزراء حكومة ائتلاف الأحرار، الاستقلال، و”البام”، عن الأوضاع كما لو كانوا خارج دائرة القرار.
هذه الخرجات والتصريحات دفعت الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي إلى التعليق بلهجة ساخرة عبر تدوينة قال فيها: “خويا الوزير، أختي الوزيرة، باغي تشكي من الأوضاع الاجتماعية بحال شي مواطن مغلوب على أمره يستغل الويفي للتعبير عن غضبه، فما عليك سوى تحط استقالتك، فالباب واسع يمر منو جبل.”
وبدوره، اقترح مدير نشر جريدة “الاتحاد الاشتراكي”، عبد الحميد جماهري، بتهكم، تأسيس “تنسيقية الوزراء الذين فرضت عليهم الحكومة”، حيث كتب: “لماذا لا تؤسس الأحزاب الثلاثة التي تكون الحكومة ووزراؤها ‘تنسيقية الأحزاب التي فرضت عليها الحكومة‘.”
وتابع جماهري: “ما دام الوزراء يخرجون للشعب يشكون من: المضاربين، والغلاء، وغياب الدجاج، والقطيع، والسطو على الديمقراطية، والسطو على الدولة… بدون القدرة على فعل أي شيء؟”
ومن جهته، عبّر الصحفي عمر لبشريت عن دهشته من تصريحات وزير العدل، الذي تحدث عن “توجه عصاباتي يسعى إلى وضع يده على الدولة والديمقراطية”، وعلق قائلًا:”لم نعد نواجه، إذن، عصابات اللحوم والأدوية والخضر والسمك، بل مافيا تريد الدولة بكاملها.. كل هذا بمعرفة الحكومة التي تشكو لنا ذلك..”.
وختم تدوينته بـ: “وضع سوريالي وغريب وعجيب… ماذا سنفعل؟ هل نطلب تدخل القبعات الزرق للأمم المتحدة؟”
وتكشف هذه التصريحات عن ارتباك حكومي واضح، حيث يبدو أن الوزراء أنفسهم غير مقتنعين بقدرتهم على التحكم في الأوضاع، في حين يعاني المواطنون من موجة غلاء غير مسبوقة، يواجهها المسؤولون بإلقاء اللوم على “المضاربين” و”اللوبيات”، دون اتخاذ أي إجراءات صارمة وفعالة لحماية القدرة الشرائية للمغاربة.