انصافا للروح الوطنية المغربية: مطالب بوضع قانون يمنع متعددي الجنسية من تولي المناصب السيادية

طالب عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والأكاديميين بوضع قانون يمنع متعددي الجنسية من تولي بعض المناصب السيادية بالمغرب، وذلك تفاعلا مع تواجد عدد من الوزراء الحاملين لجنسيات أجنبية ضمن التركيبة الحكومية الجديدة.
وأكدت الجهات ذاتها، أن وزيرين على الأقل تأكد أنهم يحملون الجنسية الفرنسية، و يتعلق الأمر بكل من محمد مهدي بنسعيد الذي عين وزيرا للشباب والثقافة والتواصل، وعبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وفي السياق ذاته، أوضح عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والباحث في العلوم السياسية ، في قراءة له ، أن موضوع تعدد الجنسيات بالنسبة للمسؤولين المغاربة شديد الحساسية و يدخل ضمن الطابوهات القانونية والسياسية.
ولفت الشرقاوي إلى أن عدداً من الوزراء والامناء العامين والمسؤولين والمنتخبين المغاربة يحملون أكثر من جنسية، وهذا الأمر إذا لم يكن يطرح مشكلا دستوريا، بالنظر إلى أن واضع الدستور المغربي لم يمنع متعددي الجنسية من تولي المناصب والانتدابات الانتخابية كما ذهب الى ذلك الدستور التونسي الذي اشترط فصله 74 على المترشحين لرئاسة الجمهورية بالتخلي عن جنسيتهم الثانية في حال فوزهم بالانتخابات وتضمينها في ملف الترشح. الا ان تعدد الجنسيات وعلاقتها بالمناصب السيادية تطرح مشكلا اخلاقيا وتهديدا امنيا محتملا، خصوصا إذا تعلق الامر بمنصب امني او قضائي او ديبلوماسي.
واعتبر الأكاديمي، أن الحامل لجنسية بلده يراعي في هذا المنصب الذي يطلع بموجبه على خبايا واسرار الدولة مصالح الدولة التي يحمل جنسيتها، وهو ما لا يتصور مع مسؤول يحمل اكثر من جنسية حيث الولاء للوطن يكون بشراكة مع وطن غيره أو شعب اخر غير الشعب المغربي.
ودعا المتحدث ذاته إلى التفكير في وضع قانون يحرم صراحة متعددي الجنسية من تولي بعض المناصب السيادية من بينها منصب رئيس الحكومة، ومنصبي كل من رئيسي غرفتي البرلمان، وأعضاء الحكومة، ورئيس المحكمة الدستورية، والمسؤولين القضائيين ورؤساء المؤسسات الدستورية والوظائف القيادية في المؤسستين الأمنية والعسكرية والسفراء والقناصلة ومدراء المؤسسات العمومية وعدد آخر من المناصب الحساسة.
وجدير بالذكر أن الملك محمد السادس كان قد أعفى سنة 2008 كاتب الدولة آنذاك في الخارجية و المستشار البرلماني الحالي أحمد الخريف، من مهامه بسبب حمله للجنسية الإسبانية.