رسـالــة بــاريــسْ : نـهـايــة لـعـبــة الـنـفـط مــقـابـل الصـحـراء .. الـدبـلومـاسـيـة والمـخـابـرات الـمـغربــيــة علـى ألـسـنــة الأجـهــزة الأجـنـبــيـة

وجــدة .محمـد ســعــدونــي

تقـديـم : بعد التطورات الأخيرة التي عرفها ملف الصحراء المغربية، والانتصارات الباهرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية ضد المناورات الجزائرية الفاشلة، ننشر الحلقة الثانية من مقالات  حول الدبلوماسية المغربية والأجهزة المغربية وعيونها الساهرة في الدفاع عن الوحدة الوطنية والترابية .

”  من المرتقب أن يناقش مجلس الأمن في 20 أبريل الجاري وفي ظل أحداث سياسية وعسكرية ساخنة ، ومستجدات دولية خاصة بعدما أقدمت أسبانيا على مبادرة تدعم الحق المغربي في صحرائه من خلال طرح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وفق برنامج المجلس الدولي لشهري، وهي الخطوة التي أربكت حسابات كبرانات فرنسا في الجزائر، وفضحت لعبتهم القذرة :  “النفط مقابل البوليساريو ؟؟؟”

ساعــدنا الـقــوي وتـفـكيرنا الـسـلـيـم

بعد الإشارات المباشرة التي أرسلها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى خصوم وحدتنا الترابية، ونخص بالذكر اسبانيا وفضيحة استضافة بن بطوش زعيم عصابة البوليساريو  خلسة من أجل العلاج، ومعاكستها لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء …  وبعد تساهل ألمانيا التي أطلقت أيادي مرتزقة البوليساريو على أراضيها لاستفزاز المملكة المغربية كان أخطرها الاعتداء على التمثيليات القنصلية تحت أنظار الشرطة الألمانية، كل هذا دفع بالدبلوماسية المغربية إلى التحرك السريع تحت شعار :” ساعــدنا الـقــوي وتـفـكيرنا الـسـلـيـم”، وإيمانا منه بعدالة قضية صحرائنا المغربية والحرب المفروضة علينا منذ 1975 في مواجهة غطرسة العدو الجزائري الذي سخر كل طاقاته البترولية والغازية والدبلوماسية والعسكرية من أجل إضعاف المغرب وتقزيمه وتحطيمه اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا، وذلك بحشد الأنصار والحلفاء  بالرشاوى والغاز والبترول ( اسبانيا  وألمانيا… ..  ) مما دفع بالمغرب إلى نهج سياسة حديدية ونارية مع الجزائر  :  تطهير  معبر الكركرات من مرتزقة كبرانات فرنسا ، وثانيا نهج سياسة صارمة وحازمة  في علاقاته  الخارجية خاصة مع ألمانيا وأسبانيا بمحددات تراعي الوحدة الترابية المغربية بشكل أفقي في التعاطي في علاقاتهم معنا بالثقة الملموسة والاحترام المتبادل، خاصة و أن المغرب أصبح له وزن اقتصادي وسياسي وعسكري بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء وإعادة العلاقات مع إسرائيل، وهي المفاجآت التي أغضبت اسبانيا وألمانيا ، وأرعبت الجزائر  …

الـقوي قــوي بـنـفســه !!!

تتحدث الجالية  المغربية في الخارج بكثير من الفخر في مجالسها، وبكثير من التقدير والإعجاب والانبهار بدور ونشاط الدبلوماسية المغربية في الأشهر الأخيرة وبالحكيم  ناصر بورطة، وكذلك بالمخابرات المغربية بمختلف أشكالها وأنواعها ( المكتب المركزي  للأبحاث القضائية التابع للإدارة العامة للمحافظة على التراب الوطني D GST والإدارة العامة للدراسات و المستندات D G E D) أو ما يسمى بالمجلس الأعلى  للدفاع عن الوطن، دبلوماسية وبالأجهزة الأمنية الأخرى التي تتميز  بفارق كبير عن أجهزة دول أخرى (جزائرية  إسبانية  وألمانية … )، فيما يخص أسلوب العمل والتحرك والتفكير والاستباقية، خاصة  فيما يخص ردع الإرهاب وإحباطه في مهده، ومحاربة الجوسسة والدفاع عن مؤسسات الدولة وحماية الاقتصاد الوطني ، والتصدي  – كذلك – لكل أشكال الإشاعات الصحفية والسيبيرانية التشكيكية والمغرضة، خاصة تلك الصادرة عن  جانب النظام العسكري الجزائري الذي أصبح يسخر مخابراته المدنية والعسكرية للمساس بسمعة المملكة المغربية ووحدتها الوطنية والترابية وبصحرائه المسترجعة، وضرب اقتصادها الوطني ونهضتها والذي أصبحت الشغل الشاغل لكبرانات فرنسا في الجزائر، مما جعل  مخابرات الجزائر وكبراناتها  يتلقون الصفعات والمفاجآت  المتتالية من المخابرات المغربية الواحدة تلوى الأخرى  ،  أما المخابرات الاسبانية  هي الأخرى ما زالت تتجرع المرارة وما زالت تحت تأثير الصدمة بعد فضيحة ” بن بطوش ” زعيم عصابة البوليساريو، والتي نسجت خيوطها بإخراج رديء وبليد مع النظام العسكر الجزائري الفاشل  ومخابراته البليدة والتي  – ولحد الآن – ما زالت عاجزة عن كشف الخيوط المتشابكة التي تمكن بها المغرب من الحصول عن المعلومات المتعلقة بنقل ” بن بطوش أو إبراهيم غالي زعيم البوليساريو- في سرية تامة وباسم مستعار إلى أسبانيا من أجل العلاج .

وعلاقة بالموضوع وبمهنية واحترافية المخابرات المغربية، فقد أَسـَـرَّ رئيس المخابرات الاسبانية الأسبق السيد ” خــوســيه بــونــو ” أن المغرب أنقذ اسبانيا من حمامات دم ومن عدة هجمات إرهابية دموية كانت ستنفذ على التراب الاسباني، وتقول مصادر أخرى أن المغرب وفر معلومات هامة ودقيقة في أكثر من مناسبة مكنت أسبانيا  من تفادي عمليات إرهابية مدمرة  وإنقاذ آلاف الأرواح،  ومن هنا يتضح صدق التقارير الموضوعية الأمريكية والبريطانية والتي صنفت السيد ياسين المنصوري المغربي والمدير العام  “لجهاز لادجيد ” ضمن أعظم وأقوى الشخصيات الأمنية المؤثرة، وتساءلت هذه التقارير كيف لرجل مدني مغربي أن يتبوأ هذه المكانة وهو في ريعان شبابه ؟ مشيدة بكفاءته المهنية العالية ونجاحه الباهر في إدارة ملفتات حساسة ، وهو المعروف بتواضعه الكبير وهو الذي ترعرع في بيت علم وفقه، وكيف أنه أصبح من الشخصيات المقربة من جلالة الملك محمد السادس ( عن المراسل من باريسْ).

وسائل إعلام فرنسية هي الأخرى أنصفت المخابرات المغربية وأشادت بأدائها العالي والهادئ، وقالت :(( إن المخابرات المغربية لها مكانتها الرفيعة على الصعيد الدولي ، خصوصا بعدما صنفها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يوليوز الماضي من أقوى الأجهزة الأمنية  في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بالنظر إلى عدد وحجم العمليات التي باشرتها والتي تتعلق بقضايا الإرهاب والجرائم المهددة للأمن العام بضربات استباقية …بفضل حنكة وكفاءة وذكاء أطرها وعناصرها )). والجدير بالذكر وضمن التعاون والتنسيق الأمني بين فرنسا والمملكة المغربية ، فقد أمدت المخابرات المغربية فرنسا بمعلومات ثمينة ساعدت المخابرات الفرنسة في ضاحية SAINT DENIS بباريس في القيام بمداهمة وكر العقل المدبر لعدة اعتداءات في فرنسا الإرهابي عبد الحميد أبو عود وقتله رفقة اثنين  من مساعديه .

وفي الأخير،  فإن  عقل الحكمة والتبصر في اسبانيا وألمانيا غلب سياسة التشنج والتعالي والابتزاز ، بعد الدرس البليغ الذي لقنته لهم الدبلوماسية المغربية بفضل حنكة وحكمة ورزانة العاهل المغربي. فبعد مراجعة ذاتية عميقة ودقيقة ، رجعت اسبانيا وألمانيا إلى جادة الصواب  “وقُضيَ الأمـْــرُ الذي كانا فيه يسفتيان ” أما الجزائر فـما زالت مستمرة في الهرولة نحو السراب  والحرث في الماء .

يـتـبـع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى