بنعيسى عبدالرزاق: معاناة مبدع مسرحي منسي

ملاك عبد الكريم

أصيب المبدع المسرحي الكبير السي بنعيسى عبدالرزاق مرة أخرى على مستوى أصبع قدم ساقك المتبقى بعد أن بترت إحدى ساقيه قبل سنوات.
فرضت الإصابة الثانية على السي بنعيسى أن يتوجه إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بوجدة في زمن كورونا، قصد الفحص، انتظر وانتظر ليطلب منه الطبيب المختص إجراء تحاليل بالتوجه نحو مصلحة السكانير بذات المستشفى.
لم يكن أمام مبدعنا “الفقير المعدم “، سوى التوجه فقصدها الثلاثاء الماضي وقيل له انتظر دورك حتى المساء.
بابتسامته المعهودة وهدوءه انتظر وانتظر، لكن لم يناديه أحد !!.
غادر المبدع الكبير وعاود الاربعاء ثم الخميس والجمعة فوجد نفسه نهاية الاسبوع، دون مجيب وقيل له لتعد يوم الاثنين.
عاد المسرحي المصنف ضمن جيل الرواد وانتظر من الصباح ليغادر في المساء دون سكانير.
لم يكن معه سوى رفيق دربه السي بن قدور فأعاده والحرقة تلازمهما نحو مسكنك على متن طاكسي كلفته مرة أخرى 30 درهما كما المرات السابقة، وبألم فضيع في قدمك التي زادت انتفاخا وتورما.
في وضع مؤلم كهذا وحدها الخشبة تتضامن مع السي عبد الرزاق بنعيسى، وحده الركح يحضن المسرحي المخضرم وينطويان معا في ألفة الأنين والنسيان،
فلم هذا الخدلان ؟ أليس بيننا رجل راشد في منظومة الصحة بوجدة أو محيط الفاعلين، من سياسيين ومسؤولين لينقذ الرجل فحقه في الصحة مضمون دستوريا فما بالك برجل أفنى حياته في الإبداع المسرحي بل هو تبقى من الرواد.
هكذا يقابل عبدالرزاق صانع الابتسامة بتجاهل من أبواب العلاج في حكومة هتكت اعراضنا وقتلت فينا كل الآمال تدعي انها تنهل من مرجعية الإسلام.
لم تتبقى للرجل إلا رجل واحدة وهو مرشح لأن يفقد الأخرى، فمعذرة السي عبد الرزاق معذرة وألف معذرة.
نرى المخرج والسيناريست و الممثل يحمل نعشه بيده حيا، يوبخ الجفاف النافذ في الأجواء، يعرض مرضه أمام الادعاءات، لا المسؤولين أجابوا ولا الأصدقاء بادروا، إنها إحدى لحظات الخزي التي يعيشها الادعاء الموحد بين المكاتب وبين المصائب.
عبدالرزاق بطاقة حمراء ضد الادعاء المخجل من كل الأطراف، من كل الأطراف.
في انتظار المجهول نقول للكبير، الفنان المبدع، السي عبد الرزاق بنعيسى لست وحدك بل كلنا سواء في سفينة يقودها الإخوان، لا صحة لا تعليم لا أفق بآفاق.
شكرا لكم على هذا الإهمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى