تصريحات مؤسفة من عمدة درو: اتهامات من الجالية المغربية بغسل الأموال

من المهم التأكيد على أن العمدة، كسياسي، لديه مفردات غنية ووسائل أكثر دقة لمعالجة مثل هذه المواضيع الحساسة. فبدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى مجتمع معين، كان ينبغي أن تعالج مسألة غسل الأموال بشكل عام، دون وصم أي مجموعة من المواطنين الفرنسيين، سواء كانوا يحملون جنسية مزدوجة فرنسية مغربية أم لا.
لكل فرد، مهما كان أصله، حقوق وعليه واجبات تجاه المجتمع الذي ينتمي إليه. إن إلقاء اللوم على مجتمع بأكمله بناءً على تصرفات قلة من الناس ليس أمراً غير عادل فحسب، بل إنه يغذي التحيز والتمييز أيضاً. ويبدو أن تصريحات رئيس البلدية ذات دوافع سياسية تهدف إلى لفت الانتباه وزرع الفرقة وليس خدمة المصلحة العامة.
ومن الأهمية بمكان أن نتذكر أنه في كل مجتمع يوجد أفراد فاضلون وآخرون يخالفون القانون. يجب إدانة الأعمال غير القانونية بشكل لا لبس فيه، ولكن يجب أن يتم ذلك مع احترام قرينة البراءة ودون التعميم ضد المجتمع بأكمله.
وفي هذا السياق، لا بد من أن يعتذر رئيس البلدية علنا للجالية المغربية عن تصريحاته الخرقاء والمسيئة. وبالمثل، من واجب أفراد الجالية المغربية أن يبقوا متحدين ويدعموا السياسيين الذين يحترمون حقوقهم وكرامتهم، بدلا من الاستسلام للحسابات الانتخابية القائمة على الانقسام والوصم.
في نهاية المطاف، تحمل كلمات القادة السياسيين وزنًا هائلاً ويمكن أن تؤثر بشكل عميق على التصورات والعلاقات داخل المجتمع. ومن الضروري أن تُستخدم هذه الكلمات بمسؤولية واحترام تجاه جميع المجتمعات، بهدف تعزيز الانسجام والشمول بدلاً من الانقسام وانعدام الثقة.
في هذا السياق جاءت رسالة رئيس جمعية المغاربة المقيمين بفرنسا 28 التي بعث بها الى السيد بيير فريديريك بييي
Pierre-Frédéric BILLET.
عمدة درو
الموضوع: طلب اعتذار علني بعد تصريحاتكم على قناة BFM من خلال ربورتاج حول “المخدرات في المدن المتوسطة”
السيد رئيس البلدية
، نحن، أعضاء الجمعية المغربية MRF 28، ,، ممثلوا الجالية المغربية والفرنسيين المغاربة المقيمين في درو ،
Dreux, إقليم أوريلوار، Eure-et-Loir
نرسل إليكم هذه الرسالة للتعبير عن قلقنا العميق واستيائنا بعد التصريحات التمييزية التي أدليتم بها في 11 فبراير 2024 على قناة BFM TV.
لقد ذكرتم في مسألة تبييض الأموال: “تحويل الأموال إلى المغرب أو إلى أي مكان آخر حيث تستثمر في العقارات، فهذه مسألة حقيقية وهي حساسة للغاية من الناحية الدبلوماسية”.
إن هذه التصريحات، التي تدعون فيها وجود صلة، بين تبييض الأموال والجالية المغربية، وهو أمر لا أساس لها من الصحة، هي تصريحات جارحة وتشهيرية، و تتسم بالعنصرية والتمييز غير المقبولين، ولا تودي إلا إلى مزيد من الانقسام والظلم.
فمن خلال ربطكم المغاربة و المغاربة الفرنسيين بتبييض الأموال واستثمارها في اقتناء العقارات بالمغرب، ألحقتم ضررا كبيرا بسمعتهم وكرامتهم.
وأنتم كممثل منتخب لمدينتنا، تقع على عاتقكم مسؤولية تعزيز المساواة والاحترام والإدماج لجميع المواطنين، بغض النظر عن أصولهم، وتلك هي القيم الأساسية لجمهوريتنا. والتعليقات التمييزية التي أدليتم بها تتعارض مع هذه المبادئ ومع توقعاتنا منكم كرئيس لبلديتنا. ولهذا السبب، ونيابة عن الجمعية المغربية
MRF 28،
نطالبكم بتقديم اعتذار علني فوري وصادق للجالية المغربية و المغاربة الفرنسيين، وذلك على نطاق واسع في وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي في مدينة درُو. ونحن مقتنعون بأن هذا الاعتذار من شأنه أن يساعد في تخفيف التوترات وتعزيز مناخ الاحترام المتبادل.
إنه من الضروري إقراركم بالتأثير السلبي لتعليقاتكم، وإعرابكك عن أسفكم الصادق وتعهدكم بالتزام الاعتدال في تصريحاتكم على القنوات المرئية والعامة في المستقبل، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواطنيكم. فالاعتذار العلني هو خطوة ضرورية لإظهار رغبتكم في إصلاح الأضرار الناجمة وتعزيز العيش المشترك والأخوة التي لا تنفصل عن قيم الاحترام والمساواة والتسامح.
إذا رفضتم الاعتذار العلني، فسنضطر إلى التفكير في اتخاذ إجراءات سلمية للدفاع عن شرف وسمعة جاليتنا. فنقوم بمسيرة سلمية أمام البلدية، تجمع المغاربة المقيمين في فرنسا وكذلك الفرنسيين المغاربة من مدينة درو، حتى يتم الاستماع إلى مطلبنا. فنأمل مخلصين أن تتفهموا خطورة الموقف وأن تتخذوا الخطوات اللازمة لتصحيح أخطائكم.
علاوة على ذلك، فإن تعليقاتك تضر بشكل خطير بالعلاقات الودية بين فرنسا والمغرب من خلال الإشارة إلى أن الدبلوماسية المغربية تغض الطرف عن مثل هذه الممارسات. ولهذا السبب، ننبه في الوقت نفسه، سفيرة المغرب بفرنسا، السيدة سميرة سيطايل، وكذلك القنصل العام للمملكة المغربية، السيدة رجاء بنشجيع، إلى فحوى وخطورة تصريحاتكم.
ونظل منفتحين على الحوار والمصالحة في ظل الاحترام والتفاهم المتبادلين.
أرجو أن تتقبلوا، سيدي العمدة، تحياتنا الموقرة.
حماد جابري
رئيس جمعية المغاربة المقيمين بفرنسا 28