هذا إلى “مسامر الميدة”: ارحلوا قبل أن تجبروا على ذلك..

يبدو أن العديد من المنتخبين لم يستوعبوا جيدا مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة تخليد الذكرى 20 لتربع جلالته على العرش العلوي المجيد، والذي دعا فيه جلالته على اعتماد نخب جديدة من الكفاءات، حيث أكد جلالته على “أن المرحلة الجديدة ستعرف إن شاء الله، جيلا جديدا من المشاريع. ولكنها ستتطلب أيضا نخبة جديدة من الكفاءات، في مختلف المناصب والمسؤوليات، وضخ دماء جديدة، على مستوى المؤسسات والهيآت السياسية والاقتصادية والإدارية، بما فيها الحكومة”. انتهى كلام صاحب الجلالة. فعوض أن يعملوا على تقديم استقالتهم من تدبير أمور الشأن العام، نجدهم يهرولون ويتهافتون على المناصب، رغبتهم الأكيدة هي تحقيق مصالحهم وأهدافهم، وتحقيق ثروات هامة من هنا وهناك.
ما نعيشه اليوم، بمدينة وجدة العزيزة، سببه هؤلاء المنتخبين الذين “عششوا” داخل المجلس البلدي، دون تقديم أي شيء للمواطن ولا للمدينة، اللهم إصلاح وضعيتهم المادية، وكسبهم لعقارات لا تعد ولا تحصى، بفضل “الكاشي” كما يؤكد بعض أعضاء المجلس الحالي في مداخلاتهم.
وعلى ذكر المجلس الحالي الذي بات مبنيا على عطيني نعطيك، بعيدا عن خدمة مصالح المواطنين، نجد أحد الأعضاء ومثله كثر، يبحث عن ذاته، عن “الكاشي” الذي سحب منه، مازال يجري هنا وهناك، ويجلس مع هذا وذاك، مع أصدقاء تشكيل المجلس، وأعداء جلسة الإطاحة باللجان، وأصدقاء قبل دورة فبراير، لإسترجاع مكانته ودوره في القسم التابع لجماعة وجدة، القسم الذي قيل ويقال عنه الكثير، القسم الذي يواجه فيه الإصلاح، ويهاجم بشتى بشتى الطرق من قبل التماسيح وجيوب المقاومة كما قال عنها رئيس الحكومة السابق.
اليوم أصبح المواطن يعيش تحت وطأة ورحمة هؤلاء، فعوض التفكير في مصالحه ووضعه في صلب اهتمامات المسؤولين والمنتخبين، نجده عرضة للمساومة ليس إلا، وهو عكس المسار الذي دعا إليه جلالة الملك في خطاب العرش الأخير حيث قال جلالته، “إن نجاح هذه المرحلة الجديدة يقتضي انخراط جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية، في إعطاء نفس جديد، لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلادنا.
كما يتطلب التعبئة الجماعية، وجعل مصالح الوطن والمواطنين تسمو فوق أي اعتبار، حقيقة ملموسة، وليس مجرد شعارات. “
انتهى كلام جلالة الملك.
فكفانا من الشعارات الرنانة، وعلى قيادات الأحزاب السياسية أن تساير نهج جلالة الملك، وتعمل على اعتماد الكفاءات، والقطع مع الوصوليين الإنتهازيين الذين يرغبون في تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة المدينة والوطن بصفة عامة. اليوم وجب على قيادة الأحزاب بمدينة وجدة، خصوصا المشكلة لمجلس جماعة وجدة، أن تقطع مع الريع السياسي، وتضع حدا لمن يساوم بمصلحة مدينة وجدة، من أجل حصوله على التوقيع، أو بالمعنى الأصح حصوله على “الكاشي”. فالكل أصبح يعرف حقيقة الأمر.

وجدة: ربيع قنفودي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!