كرة القدم والعرب وافريقيا والفار المعطل … ملف خاص عن مقابلة الجمعة

من خلال ما جرى ليلة الجمعة المشهودة، خلال مباراة أو ما قيل أنه مباراة لكرة القدم بين فريق الوداد البيضاوي من جهة و فريق الترجي التونسي و الحكام و الكاف والعنف من جهة اخرى، وقبلها ما وقع في مباراة نهضة بركان والزمالك ومسألة إنضمام الحكام للفريق الخصم للبركانيين. يبدو أن المغاربة في فوهة إنتقام عجيب و غريب وإستهداف الفرق المغربية بهذه الطريقة الفجة و الواضحة و الفاضحة لا يحيلنا إلا على طلب العفو لقارة لا يريد لها البعض أن تغادر سنوات البداية.

ليلة الجمعة، وما جرى للوداد وهروب الفار في الطريق و عدم وصوله أصلا إلى تونس، وعنف جمهور الترجي، وعجرفة رئيس النادي التونسي وكيف كان يكلم الناصري رئيس الوداد، وتلك الكلمات المختفية بين إبتسامات الحكام والغمز واللمز والهمز، كل هذه المشاهد تعيد كرة القدم في إفريقيا عقودا إلى الوراء، حينما كان الحكم يقرر من يفوز في المباراة و ليس الكرة و الأهداف… سنوات مضت كان فيها رؤساء الأندية يقولون نريد الكأس بأي ثمن ويحصلون عليه بعد جلسة “عمل” مع الحكام ويتم طبخ النتيجة.

ما حصل في لقاء الوداد البيضاوي ضد الترجي و الحكام و الفار، يؤكد أن القارة الإفريقية فيها من لا يريد لها أن تتقدم، وفيها من يريد الكأس و اللقب وفلوس اللقب ولو على حساب نظافة اللعبة، طبعا التقنية التي استخدمت جديدة وهي تعطيل الفار الذي لم يكن متوفرا اصلا، والعمل على عدم إحتساب هدف وبالتالي السماح للترجي بالفوز بالكأس والاحرى أن السيد “الفار” هو من كان عليه أن يتسلم الكأس، أو بالنيابة عنه طاقم التحكيم الذي أبان عن إنحياز بغيض ضد الوداد البيضاوي، وكانت ملامح حكم الوسط وإبتسماته الساخرة تؤكد أن الامر فيه إن..

اليوم نعود سنوات إلى الوراء، ونعود إلى ما نبه إليه البعض من كون المغاربة سيدفعون ثمن حضور الكرة المغربية في الكاف وقرب لقجع من أحمد احمد، وما إلى ذلك مما يثير حفيظة من كانوا يعتبرون أنفسهم أسياد الكاف إلى وقت قريب.

إنها طبخة مكشوفة، في مطبخ الاخوة الذين أرادوا لأنفسهم كأسا مشبوهة ملوثة..

الخوف كل الخوف على المنتخب الوطني، في نهائيات أمم إفريقيا، الخوف من تحالف مرتقب ضده في هذه النهائيات، على الجامعة أن “تجمع راسها” وتتخد كافة الإحتياطات لحماية المنتخب من التآمر عليه وعلى مشاركته وإدخالها في حسابات “الفار” الهارب والحكام الذين عادوا إلى الوراء بسنوات عديدة..

تابعت الصحافة الدولية مجريات المهزلة التي عاشها ملعب رادس بتونس، وفاز خلالها “الفار” بكأس دوري أبطال إفريقيا.

صحيفة ” ليكيب” الفرنسية، قالت بعد تسلم فريق الترجي، كأس العصبة الإفريقية، بأنه في تلك اللحظة تبخر البعد الرياضي للحدث، وساد الانطباع بنوع من الهواية المدانة التي عبر عنها المنظمون، في إشارة إلي العطل الذي أصاب تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (“في ايه آر”).

اما موقع ” بي إن سبورت” الناطق باللغة الفرنسية، فقد ذهب إلى أن هدف الوداد رفض بطريقة ظالمة من أجل شرود غير موجود، ثم إن تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (“في ايه آر”)، لم تكن مشغلة، ما دفع لاعبي الوداد إلى رفض مواصلة اللعب.

ومن جهتها قالت فرانس برس، إن الترجي كان المبادر الى الهجوم والتقدم في الدقيقة 41 عبر لاعبه الجزائري يوسف البلايلي. وفي الشوط الثاني، دخل الوداد بشكل أقوى وأفضل، وسجل هدف التعادل بكرة رأسية من وليد الكارتي (58).

وكان  هذا الهدف نقطة التحول في مسار المباراة، اذ أن الحكم غاساما ألغاه من دون اتضاح السبب المباشر، والذي راوح بين احتساب تسلل على الكارتي أظهرت لقطات الإعادة التلفزيونية أنه لم يكن موجودا، أو احتساب خطأ على اللاعب المغربي لوجود دفع منه بحق مدافع الترجي خليل شمام. ومع مطالبة لاعبي الوداد بالعودة الى تقنية الفيديو، توقفت المباراة، بعدما تبين أن هذه التقنية معطلة.

وبعد أخذ ورد، وتوتر أولي وتدافع بين اللاعبين ترافق مع قذف المشجعين أرض الملعب بقوارير المياه، تدخل مسؤولو الطرفين للتهدئة. ومع امتداد فترة التوقف، نزل رئيس الاتحاد القاري الملغاشي أحمد أحمد الى أرض الملعب حيث تشاور مع مسؤولي الناديين، قبل أن يعود الى المدرجات.

وابتعد اللاعبون عن المستطيل الأخضر، لاسيما من جهة الوداد، بينما قام بعض لاعبي الترجي بتشكيل حلقة في منتصف الملعب للقيام بتمارين بدنية وعمليات إحماء للحفاظ على جاهزيتهم في حال مواصلة المباراة.

وبعد نحو 90 دقيقة،أطلق الحكم الغامبي باكاري غاساما صافرته معلنا فوز فريق الترجي التونسي على ضيفه الوداد البيضاوي المغربي في إياب الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا في كرة القدم، بعد لقاء توقف بعد نحو ساعة ونصف ساعة لاحتجاجات محورها تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (“في ايه آر”).

تب الناخب الوطني هيرفي رونار في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “هنيئا للوداد البيضاوي على مساره المتميز في منافسات العصبة الإفريقية”.

وأضاف رونار : “إنها نهاية حزينة”.
يشار إلى أن حكم لقاء إياب نهائي أبطال إفريقيا رفض هدفا مشروعا للوداد، و رفض اللجوء إلى تقنية الفار، للتأكد من وضعية وليد الكرتي الذي سجل الهدف، ورفض الحكم بدعوى التسلل ما أدى إلى توقف المباراة ساعة ونصف، فتدخل رئيس “الكاف” لأمر الحكم بانهاء المباراة، و إعلان فوز الترجي.

قال وزير الشباب والرياضة رشيد الطالبي العلمي إن ما وقع للوداد بتونس هو استهدافٌ للكرة المغربية لن نسكت عنه كدولة مغربية.

و أضاف الوزير في تصريح ليلة الجمعة إلى السبت، عقب توقف مباراة الترجي والوداد،  أن الكرة المغربية أصبحت مستهدفة من جهات داخل الاتحاد الافريقي، بعدما استطاعت في ظرف قصير الانتقال الى صدارة البلدان الافريقية.

وأوضح العلمي أنه سيجتمع برئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لاتخاذ ما يناسب من قرارات لحماية الكرة المغربية قارياً والتوجه لجميع الجهات الدولية قصد ذلك.

قال سعيد الناصري رئيس الوداد الرياضي لكرة القدم إن فريقه سيلجأ إلى محمكمة التحكيم الرياضي والاتحاد الدولي لكرة الفدم والذهاب لأبعد نقطة من أجل الدفاع عن حقوقه بعد إعلان الترجي بطلا وعدم احتساب هدف صحيح للوداد لعدم استعمال تقنية الفيديو “فار”.

وكشف الناصري في حديث مع “راديو مارس” صباح السبت أن رئيس الترجي حاول استفزازه حين كان بملعب المباراة رفقة أحمد أحمد رئيس “الكاف”.

قالت شركة “هاوك أي” الانجليزية إن  شحنة القطاع الغيار المخصصة لـ “الفار” في إياب عصبة أبطال إفريقيا لم تصل كاملة إلى تونس حيث تم  نسيان أجزاء من قطع الغيار بمطار الرياض بالسعودي، وبالتالي فقد كان متعذرا تشغيل الجهاز حلال مباراة الترجي و الوداد.

واعترفت الشركة، المتخصصة في توفير خذه التقنية لدوريات عصبة ابطال افريقيا وعصبة ابطال أوربا أن الشحن لم يتم في الوقت المناسب، وحينما تم التدخل على أعلى مستوى تم الاسراع بشحن معدات و القطاع الغيار، على متن طائرة إماراتية، ليتم اقتراف خطأ فادح حيث تم نسيان جزئين مهمين من القطع الغيار بمطار الرياض السعودي، دون وصول بقية القطع الى تونس لتركيبها يوم النهائي 31 ماي، وهو ما يعني أن “الكاف” و السلطات التونسية، أوهمت الجميع بأن ‘الفار’ موجود بوضع مكان له بينما هو غير موجود أصلا.

قال الكاتب العام السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم عمرو فهمي إنه سبق لمسؤولي نادي الترجي التونسي أن عطلوا تقنية الفيديو “الفار” الموسم الماضي في إياب نهائي العصبة الإفريقية الذي جمع الترجي بالأهلي المصري وعرف تتويج الترجي باللقب.

وأضاف فهمي في تصريح  لأحدى القنوات المصرية أنه كان على علم بأن تقنية “الفار” سيتم تعطيلها من طرف مسؤولي الفريق التونسي وهو ما دفعه لإبلاغ إدارة الأهلي المصري ليتم حل المشكل دقائق قليلة قبل انطلاق المباراة.

وكان الحكم المباراة رفض هدفا مشروعا لفريق الوداد البيضاوي، مما دفع لاعبي الوداد إلى المطالبة باللجوء إلى “الفار”، غير أنه كان معطلا.

تعقد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة فوزي لقجع، اجتماعا مستعجلا، عشية السبت 1 ماي الجاري، بمقرها في الرباط، لبحث حيثيات الظلم التحكيمي والتنظيمي الفاضح الذي تعرض له الوداد البيضاوي في لقاء إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية  أمام الترجي بملعب رادس بتونس.

ودعا محمد مقروف، مستشار فوزي لقجع، عبر رسالة قصيرة، الصحافة الوطنية إلى الاجتماع الذي سيشهد حضور المكتب المديري ومسؤولي الوداد الرياضي، لاتخاذ قرارات حاسمة حول ما وقع بنهائي “الفضيحة” الذي توج خلالها الترجي الرياضي التونسي بطلاً لإفريقيا، في مباراة توقفت لأزيد من ساعة ونصف بسبب غياب “الفار”.

هذا وخلفت مهزلة “الفار” بملعب رادس بتونس، ردود أفعال غاضبة بالأوساط الرياضية العالية والإفريقية بشكل خاص، حيث أعلن العديد من الرياضيين والأندية سواء الإفريقية أو الوطنية مساندتها للفريق الأحمر، ضحية الفضيحة التحكيمية التي بدأت من الرباط قبل أسبوع، عندما حرم الحكم المصري جهاد جريشة الفريق المغربي من هدف صحيح، رغم وجود تقنية “الفار”.

وفي السياق ذاته دعا الاتحاد الإفريقي إلى عقد اجتماع يوم الثلاثاء 4 ماي الجاري، لبحث نفس الموضوع كما أكد رئيس الوداد البيضاوي بدوره عزمه على التوجه إلى الفيفا والمحكمة الرياضية للنظر فيما يتعرضه له الوداد من ظلم وسرقة، ويؤكد الكثيرين من متتبعي دوريات الأندية الإفريقية، أن الأندية المغربية دائما ما تعاني من الأخطاء التحكيمية في حين تستفيد منها الأندية المصرية والتونسية، مما يطرح الشك حول مدى شفافية حكام القارة السمراء والاتحاد الإفريقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى