إسرائيل تبدأ هجومًا على إيران وتتلقى ردًا غير متوقع

تل أبيب – 15 يونيو 2025
في تطور خطير للصراع بين إسرائيل وإيران، أكدت تقارير إعلامية وتصريحات رسمية أن إسرائيل شنت هجومًا عسكريًا واسع النطاق على مواقع إيرانية فجر الجمعة 13 يونيو 2025، استهدف منشآت نووية وعسكرية، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، إلى جانب اغتيال عدد من العلماء النوويين وقادة عسكريين. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 78 شخصًا، بينهم مدنيون وأطفال، وإصابة أكثر من 320 آخرين، وفقًا لتصريحات مسؤول إيراني.

بدأت العملية، التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم “الأسد الصاعد”، بغارات جوية مكثفة على طهران وأصفهان، حيث استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية، مدعية أن الهجوم جاء ردًا على “تسارع إيران نحو إنتاج قنبلة نووية”. ووفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، كانت هذه الضربات بمثابة “الضربة الافتتاحية” لعملية عسكرية أوسع قد تمتد لأيام. كما أشارت تقارير إلى أن الموساد نفذ سلسلة من العمليات السرية التي شملت تخريبًا لمنشآت إيرانية، إلى جانب اغتيال شخصيات بارزة.

وأثارت هذه الهجمات، التي شملت مقتل مدنيين وأطفال، إدانات دولية واسعة، حيث وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الهجوم بـ”العدوان الوحشي”، مؤكدًا أنه أودى بحياة مواطنين أبرياء إلى جانب قادة عسكريين وعلماء. وأشار مصدر إيراني إلى أن عدد القتلى ارتفع إلى 128، بينهم نساء وأطفال، مما يعكس الخسائر البشرية الكبيرة التي خلفتها الغارات.

على عكس التوقعات الإسرائيلية، التي اعتادت على شن هجمات دون رد قوي من إيران، جاء الرد الإيراني سريعًا وحاسمًا. ففي أقل من 18 ساعة، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ على مدن إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والقدس، مما أدى إلى مقتل 13 شخصًا، من بينهم ثلاثة قاصرين، وإصابة 380 آخرين. وأكدت مصادر إيرانية أن هذه الهجمات جاءت ردًا على “العدوان الإسرائيلي غير المبرر”، محذرة من ردود أكثر “شدة” إذا استمرت الهجمات.

وأشار محللون إلى أن إيران “تعافت بسرعة” من الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، فيما وصف أحد المستشارين السابقين في البنتاغون، دوغلاس ماكجريجور، هذا الرد بأنه يعكس قدرة إيران على “تجاوز لحظة بيرل هاربر الخاصة بها” بشكل أسرع مما كانت إسرائيل تتوقع.

تاريخيًا، اعتادت إسرائيل شن هجمات على أهداف إيرانية، سواء عبر اغتيالات علماء نوويين أو ضرب منشآت عسكرية، دون مواجهة ردود فعل قوية. ومع ذلك، يبدو أن هذا الهجوم، الذي وصف بأنه الأكبر منذ حرب إيران-العراق في الثمانينيات، قد غير المعادلة، حيث أظهرت إيران استعدادًا للرد العسكري المباشر. كما أشارت تقارير إلى أن إسرائيل استخدمت عملية تضليل إعلامي وسياسي قبل الهجوم لمفاجأة إيران، مستغلة تصريحات مضللة حول “عطلة نتنياهو” وتلميحات بتأجيل العمليات.

أثارت الهجمات الإسرائيلية انتقادات دولية حادة، حيث أدانت روسيا الضربات واعتبرتها انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة، فيما دعا رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضبط النفس، مشددًا على أن المنشآت النووية يجب ألا تُستهدف. كما ألغت إيران محادثات نووية مقررة مع الولايات المتحدة في عُمان، معتبرة أن الحوار “غير مجدٍ” بعد الهجمات.

ويثير هذا التصعيد مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة، خاصة مع تهديدات إيران باستهداف قواعد حلفاء إسرائيل في المنطقة إذا تدخلوا. وتشير تقديرات عسكرية إلى أن إيران تملك مئات الصواريخ بعيدة المدى القادرة على ضرب إسرائيل، مما يزيد من تعقيد المشهد.

يدعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات تهدف إلى منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، زاعمًا أن طهران تملك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج تسعة أسلحة نووية. ومع ذلك، تنفي إيران هذه الاتهامات، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي. ويثير استهداف مواقع مدنية وقتل مدنيين تساؤلات حول مدى مشروعية الضربات الإسرائيلية بموجب القانون الدولي، خاصة في ظل غياب تهديد مباشر وملموس من إيران.

يبدو أن هذا التصعيد قد أدخل المنطقة في مرحلة جديدة من التوتر، حيث أظهرت إيران قدرة غير متوقعة على الرد السريع، مما قد يغير قواعد الاشتباك بين الطرفين. ومع استمرار تبادل القصف وتصاعد الخسائر البشرية، يظل المستقبل محفوفًا بالمخاطر، مع دعوات دولية متزايدة للتهدئة وتجنب حرب شاملة قد تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!