نظام الباكالوريوس: التفاصيل ، الهندسة البيداغوجية ، والأهداف .

حمزة قسوي – معهد اوبرا – وجدة

بعد 17 سنة من اعتماد النظام البيداغوجي الجامعي الحالي، بمؤسسات التعليم العالي بالمغرب، قررت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي التخلي عن هذا النظام (إجازة، ماستر، دكتوراه)، واعتماد نظام جديد يعرف بنظام “البكالوريوس” (Bachelor) ، وهو نظام تعتمده عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
النظام الجديد، الذي كان مقررا بدء العمل به فعليا انطلاقا من الموسم الجامعي 2020-2021، قبل أن يتقرر تأجيله بسبب تداعيات جائحة “كورونا”، كشفت وزارة التربية الوطنية لأول مرة عن تفاصيله، يوم الثلاثاء 07 يناير 2020 بمراكش، خلال افتتاح المناظرة المغربية الأمريكية، المنظمة حول موضوع “الإصلاح البيداغوجي الوطني بالتعليم العالي.
هذا وفي تقديم خاص بنظام “البكالوريوس”، توضح الوزارة الوصية ، أن من الأهداف المرجوة من هذا النظام الجديد، الرفع من المردودية الداخلية خاصة بمؤسسات الدخول المفتوح، وذلك في محاولة للحد من الهدر الجامعي والرفع أيضا من نسبة الإشهاد، مضيفة أنه سيكون من غايات النظام تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلاب، بتمكين الطلاب من اللغات، والكفاءات الحياتية والذاتية، وتطوير الثقافة العامة.
كما يهدف نظام الباكالوريوس، وفق معطيات رسمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إلى تحسين قابلية التشغيل وتطوير روح التنافسية لدى الطلبة، وتحسين الحركية الدولية للطلبة، بالإضافة إلى تشجيع انفتاح واستقلالية الطلبة بجعلهم فاعلين في تعلماتهم.
ويتوخى المشروع البيداغوجي الجديد، إرساء نظام توجيه نشط بمؤسسات التعليم العالي، وإدماج الكفايات الحياتية والذاتية بالهندسة البيداغوجية، وإلى التعلم والتمكن من اللغات الأجنبية، فضلا عن إدراج نظام الإشهاد بالخصوص في اللغات الأجنبية، وتشجيع العمل الشخصي، وتنمية تعزيز القدرات الرقمية للطالب، وإلى الانفتاح على حقول معرفية أخرى، وكذا وضع نظام الأرصدة القياسية للمحافظة على المكتسبات.

و فيما يخص الهندسة البيداغوجية للعمل بنظام البكالوريوس فتعني في العموم انتقال المغرب في نظامه التعليمي الجامعي من النظام الحالي (إجازة، ماستر، دكتوراه –LMD ) إلى نظام تعتمده العديد من الأنظمة الناطقة بالإنجليزية في تعليمها، حيث تكون مدة الدراسة أربع سنوات بعد شهادة الباكالوريا، وستكون الهندسة البيداغوجية المعتمدة في سبيل إرساء هذا النظام كالتالي:
  سنة أولى في الجامعة ستكون سنة تأسيسية، بفصل أول يتضمن 52 وحدة معرفية، ووحدتين للانفتاح العام، و12 وحدة في اللغات الأجنبية، ويسمى الفصل الأول “Study SK”، والفصل الثاني من السنة الأولى سيطلق عليه نفس تسمية الفصل الأول، وسيتضمن نفس المنهاج والكم والتنويع في الوحدات الملقنة للطلاب.
وفي سنة جامعية ثانية، والتي يطلق عليها الجذع المشترك، سيطلق على فصليها الثالث والرابع اسم “Life SK”، وسيتضمن كل فصل 78 وحدة معرفية، و4 وحدات للانفتاح المتخصص، و6 وحدات في اللغات الأجنبية.
أما العام الثالث وهو عام التخصص، فيضم فصلان خامسا وسادسا سيطلق عليهما اسم “Civic SK”، وسيضم كل واحد منهما 104 وحدة معرفية، وأربع وحدات للانفتاح والتخصص.
وفي العام الرابع، سيكون الفصل السابع والثامن اللذان سيطلق عليهما إسم “Professional SK”، مرتكزين في كل فصل على 104 وحدة معرفية كما في العام الثالث، لكنهما بخلاف العام الثالث سيضم كل منهما وحدتين خاصتين بالمشروع المؤطر.

وعليه يمكن القول إن اعتماد هذا النظام الجديد، سيمكن من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها،
كما لايخفى أن نظام البكالوريوس يعد الشهادة الجامعية الأكثر انتشارا والأكثر اعتمادا بالعالم، حيث إن اعتماد هذا النظام من طرف المملكة يأتي عقب توصيات المؤسسات المغربية، التي قامت بتقييم للنظام الجامعي القديم (إجازة ماستر دكتوراه) ورصدت به عددا من النقائص.

و من جهة أخرى سيمكن هذا النظام الطلبة من اكتساب القدرات وتقوية تعلمهم للغات الأجنبية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى