هاليفي يعلن استقالته اعترافا بفشل الجيش الإسرائيلي

أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أنه سيتقاعد من منصبه في مارس القادم مشيرا إلى أن استقالته تأتي من اعترافه بالمسؤولية عن فشل الجيش في السابع من أكتوبر 2023.

وأدلى رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: “لا يزال الجيش الإسرائيلي يقاتل في مختلف الساحات.. نحن في أيام تحقيق أحد أهم أهداف الحرب، إعادة المختطفين”.

وأضاف هاليفي: “المهمة الرئيسية للجيش الإسرائيلي هي الدفاع عن البلاد، وقد فشلنا في ذلك.. أحمله ذلك معي لبقية حياتي”.

وبحسب قوله فإن “هدف التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي هو معرفة ما إذا كانت القوة فشلت أم نجحت”، متابعا: “منذ بداية الحرب بادرنا إلى إجراء تحقيقات في الجيش الإسرائيلي، والتي أجريت بشكل غير مسبوق خلال الحرب”.

واستكمل: “إن الرغبة في إيجاد التوازن بين القادة الذين يقودون الحرب وإجراء تحقيقات أمينة للحقائق والحقيقة تتطلب عملية طويلة.. السابع من أكتوبر كان يوما كانت فيه نقاط القتال متعددة ومعقدة.. إن رغبة عائلات الضحايا في الوصول إلى التحقيق في الأحداث في أسرع وقت ممكن أمر مفهوم وهام للغاية بالنسبة لنا”.

وأوضح قائلا: “يجب على الجيش الإسرائيلي تقديم إجابات وإجراء تحقيقات صادقة وعالية الجودة وشاملة وشفافة بالكامل.. إننا نقوم بالتحقيق من منطلق التزامنا تجاه القتلى والمختطفين وعائلاتهم ومجتمعات النقب الغربي”.

وصرح بالقول: “”ليس لدي أي رغبة في التمسك بمنصبي.. من الناحية الأخلاقية ليس من المناسب أن تكتمل ولايتي، وقد ذكرت ذلك في الماضي.. الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ القرارات.. أبلغت اليوم رئيس الوزراء ووزير الدفاع برغبتي في القيام بمسؤولياتي وإنهاء مهام عملي في السادس من مارس من هذا العام.. حتى ذلك الحين، سنقوم بإكمال كافة التحقيقات والمهام العاجلة على النحو السليم”.

وأكمل ‏رئيس الأركان الإسرائيلي: “الشرق الأوسط تغير. خارطة التهديدات تغيرت بشكل جذري. “حزب الله” هزم.. تم القضاء على معظم قيادته. قضينا على أكثر من 4000 عنصر “إرهابي” ومن بينهم أغلبية أعضاء القيادة العليا للتنظيم وفي مقدمتهم نصر الله.. إضعاف قوة حزب الله في الساحة اللبنانية واضحة جدا ومن واجبنا الحفاظ على ذلك أيضا في المستقبل”، على حد تعبيره.

وأردف هرتسي هاليفي: “الذراع العسكرية لحماس مُنيت بضربة قوية جدا. أغلبية قيادة التنظيم قتلت وفي مقدمتها “الإرهابي” يحيي السنوار. كما قتلنا كبار قادة الجناح العسكري وفي مقدمتهم “الإرهابي” محمد الضيف. جيش الدفاع قضى على نحو 20 ألف عنصر إرهابي من حماس. لم نعيد بعد كافة المختطفين ولدينا مهام لاستكمالها في مواجهة حكم حماس وقدرات حرب الشوارع والإرهاب التي لا تزال تمتلكها حماس. نحن مصممون لتحقيق ذلك وحسمها”، على حد وصفه.

واستطرد هاليفي: “في هذه الحرب حاربنا ايران بشكل مباشر وضربنا وكلائها في المنطقة حزب الله وحماس ومصالح المحور الإيراني في سوريا.. ‏سوريا تغيرت خلال عملية مناورة برية سريعة لأهداف دفاعية ومن خلال ضربات جوية لاستهداف قدرات المحور الإيراني وغيّرنا بشكل جذري حجم التهديد المستقبلي من سوريا.. ‏لقد هاجمنا في إيران في اعقاب رشقات صاروخية ومسيّرات تم اطلاقها نحو دولة إسرائيل. لقد ضربنا إيران وعرفنا بشكل دقيق أين نضرب ولماذا. الصواريخ وصلت بشكل دقيق إلى الأهداف ودمرتها”، مضيفا: “إيران تعرف اليوم مدى قوتنا وتدرك مدى عظمتنا وستشعر بها في الوقت الذي يتطلب ذلك”.

ورأى هاليفي أن “إنجازات الجيش تضع إسرائيل في صورة مختلفة في عيون المنطقة والعالم”.

وأوضح قائلا: “إن من واجبي، ومن حقي أيضا، كقائد للجيش الإسرائيلي، الوقوف في وجه الفشل وتحويله إلى رافعة وليس إلى ثقل، وقيادة جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي”. مواطني إسرائيل إلى واقع جديد وأكثر أمنا، لسنوات عديدة قادمة.

وفي أول رد فعل رسمي على الاستقالة، رحب وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير بخبر استقالة هاليفي وقال: “يجب تعيين قائد أركان هجومي وقوي”.

إلى ذلك، أعلن هاليفي أنه أبلغ وزير الدفاع يسرائيل كاتس بنيته التقاعد من منصبه.

وقال هاليفي: “أخبرت وزير الدفاع اليوم بأنه انطلاقا من الاعتراف بمسؤوليتي لفشل جيش الدفاع في السابع من أكتوبر وفي النقطة الزمنية التي رسم فيها جيش الدفاع إنجازات ملموسة وخلال تطبيق اتفاق لتحرير المختطفين، أود إنهاء مهام منصبي في السادس من شهر مارس 2025”.

وأضاف: “في الفترة الزمنية المتبقية سأقوم بإنجاز التحقيقات الداخلية وبتعزيز جاهزية جيش الدفاع للتحديات الأمنية. سأنقل القيادة على جيش الدفاع بصورة نوعية وجذرية لخليفتي. سلمت وزير الدفاع ورئيس الوزراء رسالة بهذا الشأن”.

ويأتي إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي بعد 3 أيام على بدء تنفيذ وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع “حماس”، وأيضا في اليوم الذي أطلق فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عملية “الجدار الحديدي” العسكرية في الضفة الغربية وتحديدا في مدينة ومخيم جنين.

وفي سياق متصل، أعلن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الاسرائيلي أيضا استقالته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى