حرية الرأي والتعبير.. التزام ملكي
جمال بورفيسي
يجسد العفو الملكي على مجموعة من الصحافيين و المدونين، التزاما من الملك بتعزيز حرية الرأي والتعبير، و مواصلة للمسار الطويل الذي قطعه المغرب، منذ اعتلائه العرش، قبل ربع قرن، من أجل صيانة الحقوق و احترام الواجبات.
إنه يجسد اهتمام الملك وانشغاله بمسألة حقوق الإنسان في شموليتها، والتي يسعى الملك إلى ترسيخها في المجتمع المغربي..
إن العفو الملكي الذي شمل العديد من الصحافيين ، هي خطوة تجسد القناعة الراسخة لدى الملك بضرورة تغليب روح التسامح والانفتاح والسير قدما نحو المستقبل بثقة وتفاؤل وآمال عريضة..
ويأتي العفو الملكي في وقت يشهد فيه المغرب تحولات اجتماعية وسياسية هامة. فالمغرب يشق طريقه نحو مصاف الدول العريقة في الديمقراطية، حيث يتسع الوطن لكل أبنائه بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
وجاء العفو الملكي استجابة لحس ملكي راق يستحضر أهمية تهدئة الأجواء وتحقيق المصالحة بين مختلف الفاعلين في المشهد الإعلامي والسياسي. إن العفو عن الصحافيين يعد رسالة قوية بأن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتسعى إلى خلق بيئة تتيح للجميع المساهمة في بناء مجتمع قوي منسجم يشمل جميع ابنائه.
إن العفو الملكي هو التجسيد الحي للإرادة الملكية في مواصلة روح المصالحة والانفراج الذي دشنه الملك محمد السادس منذ توليه زمام السلطة في 1999.. إنه يجسد كذلك قوة الاستشراف لدى الملك بضرورة التوجه نحو المستقبل بمغرب قوي بكل مكوناته وأبنائه..
من شأن العفو على مجموعة من الصحافيين أن يعزز تموقع المغرب الدولي باعتباره بلد الحريات وحقوق الإنسان، فعلا وممارسة..
هذا الانفراج يعزز الثقة بين مختلف مكونات المجتمع ويشجع على المشاركة الفعالة في الحياة العامة. وهي بداية صفحة جديدة عنوانها المصالحة الوطنية الشاملة مع جميع الأطراف والتوجهات السياسية.
إن العفو الملكي يشكل بحق بداية صفحة جديدة في تاريخ المغرب، عنوانها المصالحة الشاملة. هذه المبادرة تمثل فرصة حقيقية لجميع الأطراف السياسية والاجتماعية للجلوس إلى طاولة الحوار والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل .
إنه يؤكد على إرادة الملك القوية في قيادة البلاد نحو المزيد من التقدم والازدهار، وهي تمثل نقلة نوعية في مسار المغرب نحو تكريس الحريات وتحقيق المصالحة الوطنية.. إنها خطوة جريئة تستحضر في دلالاتها العميقة المصلحة العليا للمغرب، الذي يشق طريقه بثبات نحو النماء.. من أجل بناء مغرب جديد، يحقق تطلعات كافة أبنائه…