تحقيقات سيبرانية : هل لعملية “إعصار الملح” علاقة بمرور الرئيس الصيني عبر بوابة الغرب في طريق العودة؟
جاء في مقال نشرناه للدكتور تدمري عبد الوهاب تحت عنوان زيارة الرئيس الصيني للمغرب في هذه الظرفية ، أي دلالات سياسية؟ اسئلة استفزازية “للجسم الإعلامي المستهلك لظاهر الأحداث دون الخوض في تفاصيلها للكشف عن المقاصد المخفية في كواليس السياسة الدولية.
مضيفا ” كما ان زيارة الرئيس الصيني للمغرب بالشكل الذي تمت به بإرادة الطرفين و بدلالاتها السياسية، تحمل أكثر من اشارة لباقي الأطراف الدولية والإقليمية. وهو ما عبرت عنه واختصرته جريدة هيسبريس المقربة من أوساط صنع القرار بالمغرب (وقد تكون مقربة من اطراف أخرى لا ندري) في تغطيتها للزيارة، حين عنونت مقالها ب ” يؤكد الرئيس الصيني على دعمه لاستقرار وأمن والرباط”.
وتفاعلا مع استفزازه و “استقرار وأمن الرباط” في عنوان الجريدة المشار اليها، قمنا من جانبنا بهذا الاستقصاء البسيط ، بل لا ننكر انه سطحي، لنسلط الضوء على احداث تجري حاليا في الساحة الامنية العالمية قد تكون وراء عبور الرئيس الصيني عبر المغرب وليس غيره في الوقت الحالي.
مقدمة:
من ضمن المصطلحات الرائجة في القاموس السياسي الامريكي، نجد “البطة العرجاء”، الذي يشير إلى الحالة التي يكون عليها الرئيس الأمريكي حينما يتم انتخاب خلف له، فيصبح فى موقف أضعف سياسيًا بسبب اقتراب انتهاء ولايته… والحالة ان جو بايدن يوجب هذه الايام في وضعية البطة العرجاء.
على ارض الواقع يبدو ان “البطة العرجاء” تريد ان تسلم مقاليد الحكم للرئيس الجديد مع أعلى مستويات الخـ.ـراب والتشنج، حيث لاحظنا مؤخرا وبعدما كان زلنسكي يطالب بانهاء الحرب بشكل ودي دبلوماسي، فؤجي الجميع باستهداف اوكرانيا لروسيا بشكل اقوى، حيث قامت اوكرانيا باستخدام صورايخ “أتاكمز” الأميركية على منطقة بريانسك الروسية بعد حصولها على ضوء أخضر من بايدن… كما قاموا باستخدام صواريخ “ستروم شادو” بريطانية-فرنسية الصنع…
فقامت روسيا بالرد باستخدام نظام صواريخ اوريشنيك باطلاق صاروخ “أر أس 26” البالستي العابر للقارات لأول مرة على المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا – دينترو مستهدفا مصنعا للصواريخ الاوكرانية من عهد الاتحاد السوفييتي… أطلقه الجيش الروسي كمستوى اعلى، ردا على امريكا التي منحت أوكرانيا حق ضرب روسيا في العمق بالأسلحة الغربية، كما ان بيان التحذير تلاه بوتين بنفسه.
أكيد أن ذلك الرد لم يكن إلا استعراض للعضلات لتهدئة الرأي العام الروسي بدليل ان الصاروخ البالستي السابق ذكره لم يكن يحمل أي رأس انفـ.ـجاري حسب ما شاهدناه في الفيديوهات التي وثقت الحدث…
عملية إعصار الملح:
لكن بالموازاة مع ذلك كان هناك رد من نوع اخر اعتبرته امريكا أقوى من رد الصاروخ البالستي وهي عملية سميت ب” اعصار الملح” التي قلبت الطاولة على “البطة العرجاء”. حيث وصفها الامريكان انها اكبر واسوأ عملية اختراق في تاريخهم.
للحكاية مسار طويل، سنبدأه مع ريد ويرنر نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشئون جنوب وجنوب شرق آسيا، فهو ضابط سي اي ايي سابقا، وخدم في العراق ابان حرب الخليج…
سنة 2004 وزارة الدفاع الأمريكية اجتمعت بالقادة والمساعدين ونوابهم لمناقشة أسماء الشركات التي سيتم إضافتها لقائمة الحظر ضمن العقوبات الاقتصادية على الصين فخرج ريد ويرنر ليمنع اضافة شركة “على بابا” للائحة الشركات المحظورة (؟؟؟؟).
لاحقاً اتضح امتلاك ريد ويرنر لأسهم في شركة “على بابا” الصينية، ولما عرف السبب بطل العجب.
نشير الى انه حاولت المخابرات الأمريكية سابقاً زرعه في الصين تحت غطاء وهمي “تطوير الخدمات المصرفية”، ولكن ماحدث ان المخابرات الصينية جندته وأصبح عميل مزدوج مقابل أسهم في شركة “على بابا” وكلفته بحماية الاقتصاد الصيني والشركات الصينية من القوائم المحظورة .
وبمجرد معرفة ان “على بابا” ليست من الشركات المحظورة ارتفعت أسهمها بما يزيزد عن 4% ، بعد ذلك اكتشفت المخابرات الأمريكية انه يوجد اكثر من 400 مسؤول حكومي فيدرالي من البيت الأبيض والخارجية والدفاع الامريكية مستثمرين في كبريات الشركات الصينية، و التي تعتبر حكومتهم أنها تهدد الاقتصاد الأمريكي.
ومؤخرا وفي مرحلة متقدمة من العملية قامت كل من روسيا و الصين و كوريا الشمالية بنسج عملية اختراق ذات مستوى عالي استهدفت عمق شبكات الاتصالات الأميركية جعلت “البطة العرجاء” في لقاءه الأخير مع الرئيس الصيني يطلب منه بشكل غير معلن تخفيف حدة العمليات من هذا النوع…
نتذكر جميعا اجتماع حلف الناتو لمناقشة الإجراءات العسكرية لعقاب روسيا وطمئنة اوكرانيا، حيث وبمجرد بدء الاجتماع ظهرت وثائق سرية مسربة من قلب الاجتماع نشرها صحفي روسي حصل عليها من المخابرات الروسية… مطلقا اسم “اعصار الملح” عاة المجموعة التي نفذت عملية الاختراق، مضيفا أنها مجموعة تعمل لصالح المخابرات الصينية.
الوثائق المحصل عليها من العملية:
يشبه المختصون تفحص تلك الوثائق مثل الغوص في بحر عميق وعويص، لكن يمكن تلخيصها انها تفشي ما يلي:
– عدد الوفود في الاجتماع
– رتب القادة بالاجتماع
– عدد ضباط الحراسات الخاصة الحامية للوفود وتسلـ.ـيحهم وفصيلة الـ.ـدم
– نوع السلاح المستخدم للحراسة
– اسماء الفنادق المقيم فيها قادة الاجتماع وارقام غرفهم
– خط سير السيارات الناقلة لقاعة الاجتماعات والعكس
– اسماء ومواقع المطارات الناقلة لهم من وإلى ليتوانيا ارقام جوازات السفر وهواتفهم
– اسماء القناصة المسؤولين عن حماية الاجتماع (17 فناص) واماكن تمركزهم
– نوع منصات الدفاع الجوي التي استخدمتها ليتوانيا لتأمين الطائرات الناقلة لقادة الاجتماع (قاذفات صواريخ باتريوت
– نظام الدفاع الجوي ناسامز
– مدافع هاودز طراز قيصر
– دفاعات الطائرات المسيرة
– تفاصيل الاسلحة اللازمة للتعامل مع الهجمات الكيميائية والبيولوجية والاشعاعية والنووية
– خطتهم للتعامل مع الصين سواء بشكل عسكري او اقتصادي
على اثر ذلك تم اعلان حالة الطوارئ في البيت الأبيض واستدعاء رؤساء شركات الاتصالات الامريكية لمساءلتهم عن ذلك؟
نشير الى أن ذلك الاختراق تم عبر 10 شركات اتصالات امريكية ومن خلالها تم الوصول لقادة الاجتماع لارتباطهم بخدمات تلك الشركات… الكارثة ان تلك الشركات لم تكن تعلم انه تم اختراقهم بالفعل إلا بعد أن اصدر الFBI تحذيرا على حسابه بتويتر.
وقد شمل الاختراق انظمة التصنت في شركات الاتصالات التي تخضع للمخابرات الامريكية والتي ترصد تحركات أي مسؤول امريكي مرتبط باستخدام منتجات تلك الشركات سواء بغرض التأمين او المراقبة الحكومية مستعينين في ذلك ببرنامج يسمى Ghost Spider.
طبعا امريكا اتهمت الصين بكل ماحدث و الصين انكرت.
مجموعة “أنادريل” او ضباط وحدة الامن الالكتروني
بالتزامن مع العمليات السابق ذكرها قامت كوريا الشمالية (مجموعة “أنادريل”ضباط وحدة الامن الالكتروني) بعملية اخرى وهي اختراق الشركات الدفاعية المسؤولة عن التصنيع العسكري والحصول على 17 جيجابايت من البيانات… حيث تمكنوا من سرقة تصميمات الدبابات والغواصات والسفن الحربية المقاتلة ومنصات الصواريخ وانظمة الرادارات كما قاموا بسرقة تصاميم تطوير انظمة الصواريخ واختراق اجهزة قاعدة راندولف الجوية بتكساس واختراق اجهزة قاعدة روبنز بجورجيتا.
ولان امريكا لا تستطيع اتخاذ اجراء ضد كوريا قاموا باعلان مكافاة 10 ملايين دولار لأي شخص يقدم أي معلومة عن اعضاء مجموعة أنادريل والاعلان من حسابهم الرسمي ومنهم ضابط يدعى ريم جونج هيوك.
هل لنا استاذي ان نعتبر ان المغرب كان من ضمن الأقل الاحتمالات حسب اجهزة الترصد الغربية لإلحاق ضرر سيبراني برحلة الرئيس الصيني، وأن هذا الاخير اختار المغرب بكل الملاحظات التي أشرت إليها، لكن الطريق الاكثر امنا بالنسبة له…؟؟؟
ملاحظات أخيرة:
الكل سجل بتعجب ردة فعل الرئيس الصيني لما قدم له التمر حيث انتظر (طلب من) الأمير الحسن مشاركته في تذوق ذلك التمر، بل ولم يأكلها إلا بعدما تناول الأمير التمر المغربي بكل لطف وثقة…. لا احد يشك في أن ذلك كان تعبيرا على حس امني مرتفع لدى الرئيس الصيني.
وعلى ذكر الاعلام المغربي، اشير استاذي الكريم الى ان الامور على المستوى الدولي تمر بحالة من الحرب السيبرانية القاتلة أما الجسم الصحفي المغربي فقد اغرقه وزيران في حرب ريع وتفاهة قاتلة لا متناهية.