طاحت الصومعة علقوا الحجام … تعليق الوزير الصديقي بعد أن سقط مخطط “المغرب الأخضر”

على رغم أن هذا المخطط الأخضر انطلق قبل أن تطأ قدما الصديقي الوزارة، ب 5 سنوات، فلا بأس أن يتحمل غضب أخنوش، وغضب الصحافة، و أن يتحمّل كل هذه التهم، بعينين مفتوحتين وقلب شجاع.
يحكى أنه ملكا استدعى حجاما (حلاق) ليحلق رأسه ويشذب لحيته، وفعلا ذهب إليه الحلاق ولكن المسكين جرح الملك جرحا بسيطا، فاستشاط الملك غيظا، لكنه لم يرد أن يقول عنه الشعب إنه شنق الحلاق من أجل جرح بسيط، فأسرها في نفسه. وفي أحد الأيام، حملوا له خبر انهيار صومعة المسجد المحاذي لدكان الحلاق، فأعطى أوامره بإلقاء القبض على الحلاق وشنقه، بما أن المسكين كان كل مساء وهو يهم بإغلاق دكانه، يرش الصومعة بالماء. فقيل إن هذا الرش اليومي هو الذي تسبب في تآكل جدار الصومعة فسقطت، وفعلا شنق الحلاق ظلما.
هذه قصة المثل المغربي “طاحت الصومعة علقوا الحجام”، أي سقطت الصومعة، اشنقوا الحلاق. وهو مثل يستعين به المغاربة كلما أرادوا التعليق على حكم ظالم اتخذ في حق شخص مظلوم لا حول له ولا قوة، في حين أن الجاني الحقيقي طليق. ولم أجد أفضل من هذا المثل أيضا لكي أعلق على ما يتعرض له فجأة الوزير محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات، على اتباره “عرّاب” مخطط ” المغرب الأخضر”، الذي فشل في تحقيق الأمن الغذائي للمغاربة، وجعل المغرب يستورد الحبوب و الأبقار و الحليب و الأجبان و الزيت، ربما، قد نقرأ مستقبلا، أن هذا المهندس الزراعي، مسؤول، أيضا، عن ارتفاع سعر المحروقات في محطات بيع الوقود…
فجأة، أيضا، قرر رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، “يوقف على شغلو بيدو”، فعقد الاجتماع مع هؤلاء المهنيين، الجمعة الماضي…
وصباح الأحد، والحمد لله، انخفض سعر الطماطم، حيث أصبح أقل من خمس دراهم، بتزامن مع فرار عجل برازيلي من المجازر…
مساء السبت، قرأت مقالا عن غضب أخنوش من الصديقي لأنه فشل في تخفيض الأسعار، رغم أن الأسعار تخضع لقاعدة العرض و الطلب، و لا يحدد ثمنها وزير أو غفير… قد يتلاعب بها المضاربون والسماسرة والوسطاء، لكن الحكومة، مع كامل الأسف، تعرفهم، ولا تريد أن تعرفهم، وكانت عارفاهم و ما “بقاتش” تعرفهم.

و حتى أولئك الذين كانوا يصرخون باسم اخنوش، أغمضوا أعينهم، سددوا رؤوس أقلامهم لسي الصديقي، عل و عسى ينجحون في تحويل الأنظار، عن المخطط و صاحبه.
و لهذا السبب شعرت بالتضامن مع هذا الوزير ” المغبون”، الذي يريدون، اليوم، تحميله ما لا طاقة له به، عملا بمنطق المثل الشعبي:” واحد دارها أو واحد تكدّم فيها” ( بالكاف المعقوفة)، لأن هذا المخطط يحتاج إلى قرابين، بعدما أكل عشرات الملايير من الدراهم، من أجل أن يتبوأ المغرب الصف الأول في تصدير “لافوكا” و الطماطم، و”الكوسة” و البطيخ الأحمر، و حتى ثمور المجهول، لكن”ما كاين باس” أن تتم التضحية بالصديقي، لكل الفاهمين لا يتوقفون عند ” ما كاين باس”، بل يكملون هذه الحكمة، مرددين:” ما كاين ثماره”.


إدريس شكري