لا أحد قادم لإنقاذ إفريقيا، يجب على إفريقيا أن تنقذ نفسها” لتطوير الركبي الإفريقي

عبد الرحيم باريج/ت:منير حموتي

نظم الإتحاد الإفريقي للريكبي بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للعبة وشركة تنمية السعيدية وبدعم من وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، الندوة الدولية حول تطوير الريكبي الإفريقي بينما تستعد إفريقيا لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية الرابعة للشباب في عام 2026 في داكار/السنغال، لذلك يكتسي موضوع “تطوير الريكبي من خلال المدرسة والجامعة والممرات الأولمبية” أهمية أكبر.

وذكر رئيس الإتحاد الإفريقي للريكبي ل”المنعطف” أن الندوة تلعب “دوراً رئيسياً في تقوية خطوط أنابيب المواهب، وتعزيز النمو على جميع المستويات، وتوسيع بصمة الرجبي للقارة في جميع أنحاء العالم. واحتوى الحدث على محاضرات في الجلسات العامة، وحلقات عمل وعروض الجامعات الإفريقية إلى جانب المناقشات الرئيسية حول الركبي المدرسي والجامعي، والركبي الأولمبي، والحماية والتنمية المستدامة”، وقال أن “دول إفريقيا تعزز ثقافة رياضية أقوى تقدر الركبي من مستوى القاعدة الشعبية وما بعدها، بينما يستمر الركبي في اكتساب الزخم بعد عودته إلى البرنامج الأولمبي في باريس 2024.

ويأتي هذا التركيز المتزايد على تطوير الركبي في وقت حاسم، حيث تستعد القارة لعدة أحداث دولية كبرى من شأنها أن تعزز تأثير الركبي الإفريقي على المسرح العالمي”، وأضاف “نحن نعلم أنه لا أحد قادم لإنقاذ إفريقيا، يجب على إفريقيا أن تنقذ نفسها. نحن بحاجة إلى الإعتراف بأن لدينا أبطال بيننا، أشخاص يحققون العظمة.

لكن كل شيء يبدأ مع الأطفال وينهض من هناك. في جميع أنحاء إفريقيا، شهدنا تطوراً كبيراً، ولكن يجب أن نتذكر أن المستقبل ينتمي إلى الجيل القادم. الأطفال هم الإستثمار في مستقبلنا والركبي يرحب بالجميع. إذا أدخلنا الركبي في المناهج الدراسية، فسنمنح الأطفال الفرصة لتجربة شيء جديد، شيء يمكن أن يغير حياتهم. 23 دولة التي اجتمعت في الندوة بالمغرب ليس مفهوما مجردا، الهدف هو إظهار النمو كيف يمكننا أن نجعل إفريقيا أفضل؟”. وتم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين وكالة تنمية أقاليم جهة الشرق والإتحاد الإفريقي للركبي والجامعة الملكية المغربية للركبي ،من أجل المساهمة في تطوير وتنمية الركبي الوطني والإفريقي.

وتميز الحفل الافتتاحي بكلمة هشام أوبجا رئيس الجامعة الملكية المغربية للريكبي الذي أكد أن الملتقى الدولي الهام سيناقش سبل تطوير رياضة الريكبي الإفريقي من خلال القطاعات المدرسية والجامعية، وهو موضوع يحظى بأهمية بالغة في سيرورة العمل الدؤوب للاتحاد الإفريقي وسائر الجامعات الوطنية الإفريقية وباقي المؤسسات والقطاعات الحكومية المعنية بتطوير هذه الرياضة.

وذكر أن رئيس الاتحاد الإفريقي للريكبي استطاع في فترة وجيزة أن يترك بصمة ابتكارية ساهمت في خلق دينامية جديدة على مستوى الإتحاد، مما يترجم الإصرار الكبير لتطوير هذه الرياضة، مثمنا دور وكالة تنمية جهة الشرق على دعمها اللامحدود لهذا الملتقى، إيمانا منها بأهمية النهوض بالرياضات المدرسية والجامعية قصد تطوير الريكبي وتعزيز التعاون في هذا المجال، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، المتعلقة بضرورة ترسيخ سياسة الانفتاح وتوطيد مبادئ الدبلوماسية الموازية.

وراهن أوباجا “على أن يشكل هذا الملتقى الدولي حدثا نموذجيا ومحطة لاختبار الذكاء الجماعي وتبادل الخبرات وتقاسم التجارب والممارسات الفضلى، لاقتراح أفضل السبل لتطوير الريكبي الإفريقي، وكذا تسليط الضوء على نقاط القوة، والوقوف على مكامن القصور والعمل على تجاوز مختلف التحديات، واستثمار الفرص لتعزيز الدينامية المتزايدة التي يشهدها الريكبي الإفريقي في الفترة الراهنة”، مضيفا أنه سيتم استثمار النقاش حول المحاور الثلاثة الأساسية التي ستساهم في تعزيز استعداداتنا للاستحقاقات الرياضية القارية والأولمبية والعالمية، ملحا على ضرورة تطوير المنظومة المدرسية التي تعد الأساس لتوسيع قاعدة الممارسين، وكذلك دعم القطاع الجامعي الذي يعتبر المحور الرئيسي لاكتشاف وتطوير المواهب، بالإضافة إلى ضمان سلامة اللاعبين وحمايتهم من الإصابات للحفاظ على صحتهم وأدائهم.

وأوضح أن هذه الندوة الدولية ليس مجرد فرصة للتبادل والتفاعل، بل هي “محطة مهمة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة في رفع مستوى الريكبي الإفريقي، سواء على صعيد الأداء الفني أو على مستوى البنيات التحتية الرياضية والتأطير،” ، معبرا عن تطلعه إلى تتويج أشغال هذا المنتدى الدولي بتوصيات واقتراحات “عملية وواقعية تساهم في بناء ريكبي إفريقي قوي قادر على المنافسة في مختلف المحافل الرياضية العالمية”.
وعبر رئيس الإتحاد الافريقي للريكبي أن الجامعات الإفريقية تنخرط بشكل إيجابي في الأوراش المفتوحة للمساهمة في تطوير وتنمية الريكبي الإفريقي على الصعيد المدرسي والجامعي.

وأن الندوة الدولية ستخرج بالعديد من التوصيات الهامة التي ستساعد في تطوير الريكبي الإفريقي، منوها بالمسار الناجح والمتميز لعميد السابق للمنتخب الفرنسي المغربي عبد اللطيف بنعزي، الذي يعد بمثابة مثال يحتذى به بالنسبة للجيل الحالي من ممارسي رياضة الريكبي. وقال أن المغرب الذي سيستضيف مونديال 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال بإمكانه استضافة نهائيات كأس العالم للريكبي مستقبلا.

ونوهت ممثلة الإتحاد الدولي كورالي فان دير بيرغ بتنظيم هذه الندوة الدولية بمدينة السعيدية الجميلة من أجل الخروج بتوصيات هامة تخدم مستقبل الريكبي الإفريقي على الصعيد المدرسي والجامعي، بهدف تكوين جيل جديد من اللاعبين واللاعبات القادرين على تشريف بلدانهم في التظاهرات الإفريقية والدولية وفي الركبي السباعي في الألعاب الأولمبية. وشددت على ضرورة الاهتمام بالريكبي النسوي، مبينة أن الإتحاد الدولي يشتغل مع الإتحاد الإفريقي على عدة برامج تهم تطوير وتنمية الريكبي بالقارة الإفريقية التي تزخر بالعديد من الطاقات والمواهب الواعدة، إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية للاعبين والأطر التقنية والإدارية.

وذكر محمد المباركي الرئيس المدير العام لوكالة تنمية جهة الشرق، أن أشغال الندوة الدولية التي تهم تطوير وتنمية الركبي الإفريقي، وجهة الشرق التي تزخر بالعديد من الكفاءات في المجال الرباضي، ووكالة تنمية الجهة الشرقية ستكون شريك استرتيجي في جميع المبادرات التي تساهم في تطوير الركبي الافريقي والوطني.

وعبر عبد اللطيف بنعزي، نائب رئيس الجامعة الفرنسية للريكبي عن سعادته بالتواجد بالمنطقة الشرقية والمنتجع السياحي لمدينة السعيدية التي شهدت قفزة نوعية بفضل البنيات السياحة المتطورة والجميلة، والتي ستكون في المستقبل بمثابة وجهة مفضلة لممارسي العديد من الأنواع الرياضية وفي مقدمتها كرة القدم والريكبي، الذي نجح في العودة وبقوة على الساحة الإفريقية بفضل العمل الكبير الذي قام به المكتب المديري الشاب بقيادة هشام أوبجا الذي ساهم في عودة المنتخب المغربي إلى مكانته الطبيعية ضمن المجموعة الإفريقية الأولى، متمنيا له كامل التوفيق والنجاح في بطولة إفريقيا التي ستقام بأوغندا في يوليوز المقبل. وعبر عن قناعته بأن الندوة الدولية حول الريكبي الإفريقي ستخرج بالعديد من التوصيات التي ستساهم في تطوير وتنمية الريكبي الإفريقي، معربا عن استعداد الجامعة الفرنسية للريكبي لتقديم العون للريكبي الإفريقي، مذكرا في هذا الإطار بتوقيع الجامعة الملكية المغربية للريكبي اتفاقية تعاون مع الجامعة الفرنسية سيقيم المنتخب المغربي بمقتضاها معسكرات تدريبية بمدينة أجان الفرنسية استعدادا للاستحقاقات القادمة.

وأشاد ممثل رئيس مجلس جهة الشرق ونائبه لعيد الرابحي باستضافة الندوة الدولية للركبي الإفريقي بالمنطقة الشرقية التي تزخر بالعديد من المقومات القادرة على الإسهام في تطوير وتنمية الركبي الإفريقي، ونوه بالمناسبة بالمجهودات التي قامت بها الجامعة الملكية المغرببة للركبي، التي نجحت في اسعادة الركبي المغربي الى مكانته الطبيعية في القارة الافريقية، متمنيا كامل التوفيق والنجاح للفريق الوطني المغربي خلال بطولة إفريقيا التي ستقام ستقام هذا العام بأوغندا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى