نتنياهو يفشل في جر حزب الله إلى معركة

أطلق الجيش الإسرائيلي عملية درع الشمال على الحدود مع لبنان، بهدف تدمير الأنفاق العابرة للحدود التي حفرها حزب الله اللبناني لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية.

يتولّد انطباع بأن أمرا ما اعترض خطط نتنياهو. في حرب الأنفاق، كان نتنياهو يراهن على دعم دولي واسع، أملا برفع شعبيته عشية الانتخابات البرلمانية، لكنه لم يحصل عليه. لم يتمكن جر حزب الله إلى معركة.

وكما يؤكد صحفيون وباحثون سياسيون إسرائيليون، فقد راهن نتنياهو على صرف الانتباه عن قضايا الفساد الخاصة به من خلال العملية العسكرية. لكن هذه المناورة لم تجلب له أي عائد.

لم يتحمس الجيش الإسرائيلي للتصعيد مع حزب الله. فالحزب، من حيث إمكاناته القتالية، لا يمكن مقارنته بحركة حماس الفلسطينية. يراعي الجيش الإسرائيلي بالتأكيد أن مقاتلي حزب الله حصلوا على خبرة جيدة في الحرب الأهلية السورية، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الحكومي.

يدرك كل من لبنان وإسرائيل جيداً أن الحرب الجديدة ستكون مدمرة، إن لم تكن كارثية، لكلا الطرفين. ولا مصلحة لحزب الله حاليا بالتصعيد مع إسرائيل. تجري عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان، ويأمل الحزب في الحصول على مقاعد أكثر هناك. ولا تحظى الحرب بشعبية خاصة في المجتمع اللبناني، الأمر الذي يأخذه قادة حزب الله بعين الاعتبار. وليس هناك في طهران دعوات للحرب مع إسرائيل. ذلك يمكن أن يحدث فقط إذا أقدمت الولايات المتحدة على عدوان صريح ضد إيران.

وهكذا، فإن التصعيد الحالي أشبه بحرب نفسية، مؤلفها الرئيس ومنفذها رئيس وزراء إسرائيل. في الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد مصادفات قد تثير نزاعا مسلحا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى