الوزير آيت الطالب ومطالب ساكنة إقليم جرسيف

أحمد صبار

تلت زيارة وزير الصحة خالد آيت الطالب لمدينة جرسيف في إطار تتبع سير عملية التلقيح صباح هذا اليوم 26 فبراير 2021 ، مجموعة من الانتقادات سواء على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي أو بالشارع الجرسيفي، خصوصا وأن زيارة الوزير لم تستثمر بالشكل الذي كانت الساكنة تنتظره، حيث اقتصرت هذه الزيارة على مستوصفين بعينهما، أحدهما بحي الشويبير “الحضري” والثاني بدوار أولاد صالح “القروي”، دون أن يكلف السيد الوزير ومن وجدهم في استقباله زيارة ما يسمى بالمستشفى الإقليمي ولا مركز كوفيد الذي سجل مجموعة من الوفيات احتج على إثرها المتضررون وأصبحت سمعته قضية رأي عام وطني ودولي.
لن أتكلم هنا عن مجموع الاختلالات التي يعرفها قطاع الصحة بإقليم جرسيف، فهذا أمر يعرفه السيد الوزير وباقي المسؤولين قبل أن تعرفه ساكنة الإقليم المغلوبة على أمرها، أريد فقط أن أشير إلى أنه كان، على الأقل، ومن باب البروتوكول زيارة هذا المرفق المغضوب عليه للتحقق من مجموع المعطيات المطروحة على طاولة وزير الصحة وللتأكد من كون مطلب ساكنة جرسيف وحقها في مستشفى إقليمي كحل شبه نهائي لمجموع المشاكل التي يعرفها هذا القطاع، وتشجيع من كانوا في الصفوف الأمامية منذ مارس الماضي ولا يزالون، تلك الأطقم الطبية والتمريضية التي عانت وتعاني الأمرين في غياب بنية تحتية ملائمة ومعدات طبية تساعد على أداء الواجب المهني.
شهدت المدنية والإقليم زيارة العديد من المسؤولين الوطنين والجهويين مرفوقين بأعضاء دواوينهم ومصحوبين بمختلف وسائل الإعلام العمومية وغير العمومية الوطنية منها والمحلية وبزمرة من المؤتمرين بأوامر أشخاص بعينهم، لتبقى دار لقمان على حالها بل ازدادت سوء رغم ذلك، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسح وبإلحاح شديد، ما الغرض من كل هذا اللغط؟ هل هي فعلا مبادرات للتعريف بمؤهلات المدنية والإقليم، أم هي فقط لتلميع صورة مسؤولين بعينهم وتغطية فشلهم في إنجاح ما بدأه من سبقوهم؟
أشار عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي وعدد من متتبعي الشأن العام المحلي، علاقة بما سبق، إلى أن مجموع الميزانيات التي تُنفق في استقبال كل تلك الوفود، كان من الأجدر أن تُستثمر في شراء بعض المعدات الطبية وإصلاح أخرى ظلت معطلة لشهور مثل جهاز “السكانير” وجهات الفحص بالأشعة “الراديو”، وتزويد مستشفى جرسيف وباقي المراكز والمستوصفات الطبية بالأدوية الضرورية عوض العيش على صدقات الجمعيات وبعض المحسنين والأدلة كثيرة في هذا الباب، وعوض أن تمنح للمرتفقين وصفات لشراء بعض الأدوية التي من المفروض أن توفرها هذه المرافق الصحية وخصوصا المستعجلات، وغياب مادة “السيروم” في كثير من الأحيان لدليل قاطع على ما تم قوله.
موضوع آخر أثار حفيظة عدد من المنتخبين وبعض متتبعي الشأن المحلي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنه لا يكتسي الكثير من الأهمية، إلا أنه وما دام قد أخرج رئيس المجلس الإقليمي عن صمته ونشر بعدها تدوينة على حسابه الفيسبوكي يشتكي فيها مندوبية الصحة التي لم توجه له دعوة لحضور زيارة وزير الصحة… وجبت الإشارة إلى أن الفضل كل الفضل يعود للمجلس الإقليمي في ترقيع ثياب قطاع الصحة الممزق وفي التغطية على هفوات مندوبية الصحة بجرسيف وإدارة مستشفى جرسيف، فهو الذي يكتري عمارة من ثلاثة طوابق تم تخصيصها للتخصصات الطبية ودفع أجرة عدد من الممرضات والممرضين الموسمين القادمين من القطاع الخاص والمساهمة في شراء مجموعة من المعدات الطبية والمساهمة في بناء عدد من المرافق لفك لغز الاكتضاض بالمستشفى، إلى غير ذلك من المنجزات التي تحسب للمجلس الإقليمي الحالي، عوض إقصائه بدعوى اقتراب موعد الاستحقاقات، دون أن يتأكد من اتخذ هذا القرار العشوائي أن الوزير منصب سياسي ودواعي الإقصاء يجب أن تطاله قبل أن تطال غيره رغم أن لا لون له وأن المستقلين واللامنتمين هم تيار سياسي كذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى