زامبيا.. رئيس جديد وتحديات كبيرة

إلياس خلفي – وم ع

ستكون في انتظار هاكيندي هيشيليما، الذي انتخب رئيسا جديدا لزامبيا بعد منافسة محتدمة، الكثير من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد وتتطلب استجابة عاجلة.

ولا بد من الإشارة إلى أن الرئيس الجديد جعل كمحور لحملته الانتخابية ضرورة تغيير الحكومة من أجل إنقاذ “الاقتصاد المنهار”.

والواقع أن هذا البلد الإفريقي يواجه ملفات عاجلة تستوجب معالجة عميقة تكفل إنعاش الاقتصاد وتلبية احتياجات الفئات الهشة، ومنها على الخصوص انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي، والديون المتنامية، والتضخم المتسارع، واتساع فجوة التفاوتات، فضلا عن الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس (كوفيد-19).

واستناد إلى هاته المعطيات، توجه الناخبون الزامبيون بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع، في 12 غشت الجاري، للتعبير عن رغبتهم في إخراج البلاد من الركود الاقتصادي، مع الحفاظ على المكاسب الديمقراطية المتراكمة منذ أول انتخابات تعددية في البلاد سنة 1991.

وقد اعترف الرئيس المنتهية ولايته إدغار لونغو (64 سنة) بنتائج الانتخابات، بعد هزيمته أمام غريمه الدائم هيشيليما بفارق واضح، بلغ 1.814.201 صوت مقابل 2.801.757 صوتا.

وبالنظر إلى أن التحدي الرئيس في هذه الانتخابات يكتسي طابعا اقتصاديا، فقد عمل الفائز على مضاعفة جهوده لإقناع الناخبين بأهمية برنامجه من أجل تحقيق الانتعاش الاقتصادي لفترة ما بعد الجائحة.

وفي ظل كل هذه الإكراهات، يبدو أن مهمة الرئيس الجديد لن تكون بالهينة. وقد أكد رجل الأعمال الثري مرارا، خلال خطب حملته الانتخابية، أن دافعه السياسي ينبع من الرغبة في منح الزامبيين “حياة أفضل” وإعادة بناء “الاقتصاد المنهار”.

ومما يدل على تردي الوضعية الاقتصادية لزامبيا، أن كل المؤشرات توجد في المنطقة الحمراء، حيث شهدت البلاد، التي يبلغ عدد سكانها زهاء 18 مليون نسمة، تباطؤا اقتصاديا ملحوظا منذ سنة 2015، قبل أن تغرق في حالة ركود بلغت نسبته 5 في المائة تقريبا سنة 2020 بسبب الجائحة.

وعلاوة على ذلك، أصبحت زامبيا أول دولة إفريقية تتخلف عن السداد بسبب التداعيات الاقتصادية للجائحة، إذ لم تلتزم سلطات البلاد بموعد أداء مبلغ قدره 42.5 مليون دولار على إحدى سندات الأورو.

ومما زاد الطين بلة الجفاف غير المسبوق الذي شهدته البلاد خلال سنة 2019، والذي أدى إلى تدمير نحو 70 في المائة من المحاصيل. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد كان نحو 2.3 مليون زامبي مهددون بنقص الغذاء في 2020.

وفي هذا الإطار، قال هيشيليما “يؤلمني أن أرى مواطنين يؤون إلى الفراش دون تناول طعام”، منتقدا عدم استغلال الإمكانات الهائلة للبلاد من الموارد الطبيعية بالقدر الكافي.

وتعد زامبيا ثامن أكبر منتج للنحاس في العالم والثاني في إفريقيا بعد جمهورية الكونغو الديمقراطية. كما تصدر البلاد الكوبالت والرصاص والذهب والفضة.

وتتمتع البلاد أيضا بموارد طبيعية وفيرة (أراضي خصبة وغابات ومياه)، وتعتمد فلاحتها على قصب السكر والذرة والتبغ والفول السوداني والقطن.

وتعتبر زامبيا منذ فترة طويلة بلدا واعدا بنمو سنوي تجاوز 10 في المائة خلال سنوات الـ2000، إلى جانب توفرها على مؤهل رئيسي آخر يتمثل في الاستقرار السياسي وترسيخ القيم الديمقراطية.

كل هذه المؤهلات من شأنها أن تشكل أساس اشتغال الفريق الجديد في السلطة بغية تنفيذ الإصلاحات اللازمة وإنعاش الاقتصاد. ويرى الكثيرون أن الرئيس الزامبي هيشيليما، الذي نجح في أن يصبح رجل أعمال ناجح، قادر على وضع البلاد على سكة النمو والتنمية اللذان طالما تطلع إليهما شعب زامبيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى