وهم الأنا…الحاضر في ” الأيام ” ، الغائب في كل الأزمنة والأمكنة

عبد السلام المساوي
الاسقاط كآلية نفسية دفاعية عن أنا مريضة ، هو أن تقرأ عيوبك في الاخر ، وقد يكون هذا الاخر ؛ شخصا فردا أو جماعة أو حزبا…وهذا هو حال صاحبنا الذي أدركته ” الزعامة ” ففجر عقده في أيام البؤس والتفاهة ، الهدم والتشكيك…
الاتحاد الاشتراكي حزب قوي ، واليوم اكثر من اي وقت مضى ؛ قوي سياسيا وتنظيما :
_ سياسيا : ورقة الكاتب الأول تؤكد هذه القوة السياسية ، وهذا ما يشهد به كل الاتحاديين والاتحاديات الا من جحد لسانه وكفر قلبه …وهذا ما يشهد به الخصوم قبل الأصدقاء ، وهذا ما يشهد به التحالف التقدمي والأممية الإشتراكية و…و…و…؛ بيان المكتب السياسي يؤكد هذه القوة ايضا بعناوين : الوضوح الفكري والسياسي ، التحليل الملموس للواقع الملموس ، واقع كورونا …وضوح الرؤية والمنهج…قوي من حيث المرجعية التاريخية الاتحادية والمنظومة القيمية الإشتراكية والحداثية برصيد العقل الأنواري…بيان واضح ومتميز …يضاف الى وثيقة الكاتب الأول وبيان المكتب السياسي الحضور الوازن والمسؤول للكاتب الأول ولأعضاء المكتب السياسي المسؤولين والغيورين على حزبهم ، في مختلف وسائل الإعلام …الحضور الوازن الذي أكسب ويكسب حزب الاتحاد الاشتراكي احترام وتقدير الجميع …انه الخطاب الاتحادي …
_ تنظيميا : اجتماعات المجالس الوطنية الجهوية : جهة الشمال ، الشرق ، مراكش اسفي ، درعة تافيلالت ، بني ملال _ خنيفرة ….بعد غد اوروبا فالرباط ففاس مكناس …ف …دينامية تنظيمية بروح المبادرة والإبداع …دينامية تنظيمية تفوقت على اكراهات جائحة كورونا …انه الاتحاد الاشتراكي ، انه حزب التحدي : فكر يمارس وممارسة تفكر …
وكان التناغم النضالي بين القيادات الجهوية والقيادة الوطنية ، وكانت الرسالة واضحة وصادمة لمن كان يراهن على الفتنة …أراد أن يزع الحقد فحصد الريح ….
وكانت بيانات المجالس الوطنية الجهوية وثائق سياسية رفيعة بأبعاد اقتصادية واجتماعية وتنظيمية …بيانات جهوية استلهمت روح وثيقة الكاتب الأول وبيان المكتب السياسي ، وكان الاغناء والاثراء الوقوف على خصوصيات كل جهة…
الاتحاديات والاتحاديون ، كانوا حاضرين بقوة وفعالية ، بصدق ووفاء في مجالسهم الوطنية والجهوية …قالوا وحسموا …وعلى الشاردين السلام شافاهم الله ! نطلب لهم السلامة والعافية…
الاتحاد الاشتراكي ، اذن ، حزب معافى ، تعافى في المؤتمر الوطني التاسع ، وازداد عافية في المؤتمر الوطني العاشر …حزب معافى بقيادته الحالية ، طبعا مع استثناء من سقط سهوا على هذه القيادة ، وخصوصا من قرصنها من باب الثلث الناجي …هو تسرب او تسريب من باب ” كل قبيلة تخرج هبيلة ” !!!
الاتحاد الاشتراكي حزب معافى ، حزب قوي ، واليوم أكثر من أي وقت مضى ، طبعا المريض لا يرى هذه العافية ، او انه يريد اسقاط مرضه على حزب لم ولن تنال منه هلوسات وعقد المرضى نفسيا بموروث اجتماعي ولا أخلاقي ….
” الحاضر ” في ” الأيام ” والغائب في كل الأزمنة والأمكنة ، يصف المناضلين والمناضلات ، الاتحاديين والاتحاديات ، المحبين والغيورين على حزبهم ، المدافعين عن حزبهم ، الواقفين جدارا سميكا في وجه الغدارين والخائنين ، يصفهم ب ” جوقة مصالح ” كذا ! انت اخر واحد مباح له الحديث عن المصالح ، انت من صنع منك الريع ” نجما ” ، انت مايسترو جوقة المصالح والانتهازية ؛ …ريعا في ما قبل وما بعد …وسيأتي وقت للحديث بالمكشوف ، للفضح والمسخ …
السياسة اخلاق ، والأخلاق تتاسس على الاعتراف والوفاء ، وانت جاحد ، ناكر الجميل …تريد ان تبيض سيرتك وتنسي الاتحاديات والاتحاديين فيمن أخرجك من العدم إلى الوجود مهنيا وسياسيا…تريد ان تتعافى من عقدك بقتل الأب ، وانت تخفي حقيقة ساطعة وهي ان هذا الأب عصي على القتل ، لأنه بكل بساطة حي في قلوب وعقول كل الاتحاديين والاتحاديين ، حي في كل الجهات ، في كل الأقاليم ، في كل الفروع …وانت تعيش عزلة الأنا في مكتب رئاسي بالرباط تربعت عليه ريعا …وما تستحق !!!
نعم اتفق معك ” لا احد يمتلك الحقيقة ” ، الحقيقة نسبية وليست مطلقة ، الحقيقة نطلبها دوما ولا نمسك بها ، وعلمتني الفلسفة التخلص من وهم امتلاك الحقيقة…ولكن انت اصبحت عبدا لوهم الحقيقة المطلقة ، وهذا يتبين من خلال أحكامك النابعة من ذات مريضة ، حكمت على القيادة الحالية ! وحكمت بأن هذا الاخ اخطأ…واعلم أيها الواهم بأن الخطأ ليس شرا ، فالحقيقة هي خطأ تم تصحيحه ، والخطأ هنا بمفهوم باشلار ، بالمفهوم الابستمولوجيا والسياسي ، وليس الخطأ بالمعنى العامي والأخلاق ، واذا اخذنا بالمعنى الأخير الخطأ ، فأنت خطأ في الأيام !!!
ودارت الأيام ، وتدور الأيام ، وستدور ، لكن هذه المرة في اتجاه تصحيح الخطأ …تعلم ونعلم أنك تحتضر ، انتهيت …والابتزاز لن يعطيك نفسا في الحياة ….نطلب لك العافية !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى