عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالنيابة جامعة محمد الخامس: ضرورة تعزيز البحث العلمي وتطويره في مجالات ذات صلة بالإعاقة

كلمة عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالنيابة جامعة محمد الخامس الدكتوره ليلى منير برواق الجامعة في لقاء ضمن فعاليات اليوم الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة ،

أيها الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
بناتي أبنائي من ذوي الهمم
الأستاذات الفضليات والأساتذة الأفاضل
يسعدني اليوم أن أرحب بكل من شرفونا بالحضور في هذا اليوم الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة ضمن فعاليات رواق جامعة محمد الخامس بالمعرض الدولي للكتاب في نسخته 24.
وهو ليوم مشهود بامتياز، دأبت كلية الآداب والعلوم الإنسانية على إحيائه سُنَّةً غير منقطعة، لما تتبصره في أبنائها من ذوي الهمم من آمال، وما تعقده عليهم من انتظارات ترقى بهم إلى مكانات مشرفة تليق بهم في وطن يتوخى قائده الهمام جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتأييد، أن يسير مواطنوه بجميع مكوناتهم على قدم المساواة دون أن يتخلف عن ركب التقدم والازدهار أحد بسب نوعه أو عرقه أو إعاقته.
ويأتي هذا اليوم المميز ليسلط الضوء على مدى اهتمام كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتوفير الفرص والموارد الملائمة لجميع فئات طلابها، بما في ذلك الأشخاص في وضعية إعاقة. ولنبين أيضا أن الكتب والمعرفة هي حق لكل إنسان، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الصحي.
ومن هذا المنطلق، يجب أن نعمل معًا لتوفير بيئة شاملة ودامجة للجميع، تتيح الوصول إلى الكتب والمحتوى الثقافي بكل سهولة ويُسر. من خلال توفير تكنولوجيا مساعدة، مثل الكتب الصوتية، والنصوص بخط كبير، والمواد البرمجية القابلة للتكيف مع الإعاقات، مما يمكن الأشخاص في وضعية إعاقة من الوصول إلى الكتب والمعرفة بشكل مستقل وفعال. إن تعزيز هذا النوع من الوصول سيحقق لا محال الاندماج والمساواة في المجتمع وهي لفرصة مهمة للتوجه بدعوة مفتوحة لكل القطاعات الحكومية المتدخلة في مجال الإعاقة إلى ضرورة تفعيل مقتضيات المكتبات والكتب الولوجة في الفضاءات المعنية بالقراءة ومن بينها المعرض الدولي للنشر والكتاب.
ولأننا نقدر الأهمية القصوى لمراكمة أعمال تعالج قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة ونشرها لما قد تسهم به في تعزيز التوعية، وتحقيق التغيير الاجتماعي، وتحسين الخدمات، وتمكين الأفراد، وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال. فإننا نغتنم فرصة الزمان (اليوم الخاص بالأشخاص في وضعية إعاقة برواق الجامعة) والمكان (المعرض الدولي للكتاب) لندعو ونشجع وندعم جهود الناشرين والمؤلفين الذين يعملون على إنتاج محتوى يخاطب احتياجات واهتمامات جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك فئات الأشخاص في وضعية إعاقة. ونأمل أن تكون هذه الجهود خطوة إيجابية نحو بناء مجتمع أكثر شمولًا ودمجا وتفاعلًا.
كما يهدف هذا اليوم إلى إلقاء الضوء على قضايا الأشخاص في وضعية إعاقة وتوعية جمهور القراء بالتحديات التي يواجهونها يوميًا. من خلال نشر المعرفة والتجارب الشخصية والبحوث والدراسات، فتلعب هذه الجلسات التحسيسية دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام والدفع بالتغييرات الاجتماعية.
وعن طريق التعريف بالتجارب الملهمة، يمكن تحفيز المجتمع لتبني سياسات وبرامج تعزز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. وعن طريق مشاركة تجاربهم ومعارفهم يمكن للأفراد في وضعية إعاقة أن يشعروا بأن صوتهم مسموع وأن تجاربهم مهمة، مما يعزز وعيهم وثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم. ويذكي التنوع الثقافي والفكري في المجتمع. ويسهم في تشجيع التقبل والاحترام للتنوع وتعزيز الاندماج الاجتماعي. يمكن لفعاليات المعرض الدولي للكتاب أن تكون منصة فعّالة للتعريف بأعمال الأشخاص في وضعية الإعاقة وتعزيز الوعي والتفاعل الاجتماعي والتحفيز على العمل والبدل وتشجيع الإبداع والابتكار.
كما يمكن أن تلهم أعمال الأشخاص في وضعية إعاقة المشاركين في المعرض بالتفكير بشكل إبداعي في كيفية تضمين قضايا الإعاقة في أعمالهم والمساهمة في إثراء المشهد الثقافي بشكل عام.
بهذه الطريقة، يمكن لفعاليات المعرض الدولي للكتاب أن تكون منصة فعّالة للتعريف بأعمال الأشخاص في وضعية إعاقة وبتجاربهم الملهمة وتعزيز الوعي والتفاعل الاجتماعي وتوفير فرص للتعبير عن قضاياهم وتشجيع الإبداع والابتكار.
وانطلاقا من انشغالاتنا الأساسية بالبحث العلمي، يأتي المعرض الدولي للكتاب ليشكل فرصة مهمة لجمع الأفراد من مختلف الثقافات والخلفيات. لتباحث إمكانيات تعزيز البحث العلمي وتطويره في مجالات ذات صلة بالإعاقة. من خلال توجيه الانتباه إلى الفجوات في المعرفة والتحديات التي يواجهها الأفراد في وضعية إعاقة، فينعكس ذلك على تحفيز المزيد من الأبحاث والابتكارات لتلبية احتياجاتهم.
أحبتي الذين أكن لهم كل التقدير والاحترام ليس إحسانا وإنما إيمانا مني بما يتملكونه من قدرات خلاقة مبدعة، أحييكم على تحديكم وجهودكم وبدلكم ونجاحكم المستحق، وبهذا أختتم كلمتي بالشكر لله عز وجل الذي مهد لنا سبل خدمة هذه الشريحة الاجتماعية المهمة، ولكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث، ولجميع الحاضرين الذين يشاركون في هذا اليوم المهم. لنعمل سويًا من أجل عالم يتسع للجميع يتسم بالتسامح والتعاون والتفاهم.
شكرًا لكم جميعًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى