هل سيعود صقور جماعة وجدة لاستكمال مهام الفساد؟

بقلم سفيان الأنوالي

بعودة بعض الأسماء ضمن لوائح مرشحي انتخابات 8 شتنبر الجاري تكون بعض الاحزاب قد أخلفت موعدها مع التاريخ ويمكن الجزم أنها إستظهرت خطاب جلالة الملك ( أي وضعته خلف ظهرها ) حين قال في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 17 لعيد العرش: ” فإن جعلتم على رؤوسكم فاسدين في مدنكم وقراكم فلا تقبل منكم الشكوى، فأنتم المسؤولين عن تدهور حقوقكم وحق بلدكم عليكم “.


كما التمس جلالة الملك من الجميع بالقول :”لذا أوجه النداء لكل الناخبين بضرورة تحكيم ضماءرهم واستحضار مصلحة الوطن والمواطنين خلال عملية التصويت”، وأضاف :” كما أدعو الأحزاب لتقديم مرشحين تتوفر فيهم شروط الكفاءة والنزاهة وروح المسؤولية والحرص على خدمة الوطن”.


لكن بالعودة إلى بعض، ونركز هنا على بعض اللوائح والرموز الحزبية، يتضح جليا أنها للأسف لم تأخذ بعين الاعتبار مناشدة جلالة الملك ولا توجيهاته السامية واختارت أن تضع ضمن أسماء مرشحيها بعض المدانين بالسجن من رموز الفساد.


وسنركز هنا على جماعة وجدة بالخصوص ، اذ لاحظ العديد من المراقبين عودة بعض الأسماء وبقوة إلى معترك التباري الإنتخابي والذين سبق للقضاء المغربي أن أدانهم بسبب خروقات عديدة وبتهم فساد وتبديد أموال عمومية، ونحن نقصد هنا من صدر في حقهم احكام نهائية وقضوا عقوباتهم، إما سجنا نافذا او موقوف التنفيذ.


ويتوجس سكان مدينة وجدة خوفا من عودة هؤلاء والذين وضعت أسماءهم بثلاث لوائح انتخابية ( حتى نعطي لكل ذي حق حقه) بالإضافة إلى اسماء لم تطلهم متابعات قضائية إلا انهم راكموا ثروات خيالية واسمهم متداول لدى العامة والخاصة، بسبب إثراءهم الفاحش وخروقاتهم. وخاصة في التعمير و الممتلكات وقسم الرخص.


إن عودة هؤلاء إلى تديير وتسيير الشأن العمومي من خلال تمكينهم من العضوية بمكاتب الجماعات الترابية بالاقليم… لا يشكل فقط اهانة للساكنة ، ولكن هو تسفيه لجهود الدولة من جهة ولخطاب جلالة الملك من جهة أخرى.


الاحزاب التي وضعت هذه الأسماء عبرت بلا مجال للشك بكونها تقدم مصلحتها على مصلحة البلاد وتريد الوصول إلى أغلبية بكل الطرق والوسائل.


بقي فقط أن نوضح أن الفساد لايعني فقط ” تاشفاريت “، فالكلمة مشتقة من أفسد يفسد أي أضاع ويضيع إما فرصة الإصلاح والبناء أو مصالح المواطنين و بذلك يجني على الوطن كوارث عدة.


فهل بهذه الأسماء التي سبق للقضاء ادانتها ومعاقبتها بالسجن النافذ، ستربح معارك المستقبل؟؟؟؟ لاسيما أن الدولة خلال الاشهر الأخيرة ربحت معارك ديبلوماسية في مواجهة دول عظمى.
لا أعتقد ذلك.

يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى