جماعة وجدة: هل تحمل نتيجة “لا أحد” بوادر التغيير في الجماعة والقطع مع سلوكيات مرفوضة؟

عزالدين عبد الكريم عماري.

آلت نتيجة مباراة شغل مناصب رؤساء أقسام مصالح جماعة وجدة إلى عدم أهلية أي مرشح بشغل المنصب بقرار من لجنة الإنتقاء.

أصدر رئيس جماعة وجدة الذي ترأس اللجنة قرارا عدد 40 بتاريخ 22 شتنبر 2022 يعلن فيه انه ” لا أحد ” فاز بالمقاعد الخمس المتباري حولها عقب إجراء امتحان الانتقاء يوم 22 شتنبر الجاري.

فشل جميع المتبارين الذين تقدموا بطلبات الترشيح للوصول إلى المنصب مما يطرح معه الكثير من الأسئلة.

علق أحد المتبارين من على صفحته بالفايس بوك بالقول ” يبدو أن أطر وكفاءات جماعة وجدة غير مؤهلة لتقلد مناصب المسؤولية بالجماعة حسب رأي لجنة الإنتقاء المجتمعة بتاريخ 22 شتنبر 2022 حين يكون الإخراج رديئا “.

طرح أحدهم سؤالا وجيها: “هل كانت نتيجة المباراة ستعرف هذه النتائج لو لم يترأس محمد العزاوي لجنة الإنتقاء ؟” وهذا ليس فيه أي تبخيس أو تشكيك في نزاهة أعضاء اللجنة الآخرين.

من جهة أخرى علق مصدر آخر بالقول: “هل افتطن رئيس جماعة وجدة محمد العزاوي لخطة دفع بعض المتبارين للتباري لشغل المنصب لغايات وأهداف ترهن إدارة جماعة وجدة لمصالح سياسوية ما أو مصلحة معينة لاستمرار روح نذرة العطاء وتهميش الكفاءات؟“.

آخرون وهم عدة تساءلوا بشيء من الحسرة: هل جماعة وجدة غير ولادة؟ وهل أطرها غير مؤهلين لتدبير شؤونها الإدارية والمساهمة في تنزيل قراراتها؟

وحدهم المشككون في كل هذا طرحوا سؤالا آخر:

هل رمى محمد العزاوي بالكرة الملغومة إلى ملعب الوزارة المصاحبة وزارة الداخلية ومعها السلطة المحلية؟ وبذلك فهو قطع الشك باليقين ولم يستسلم لبعض ضغوطات الخفاء لسياسيي الجماعة في أول انتصار على من كان يدفع بهذا الاسم أو ذاك؟؟؟!!!.

ترأس رئيس جماعة وجدة لامتحان مرؤوسيه في شغل منصب قسم توكل له ذمة الجماعة وروحها ليس بالأمر الهين لشخصية تقنية يقدم خبرته الإدارية في مواجهة زوبعة سياسوية في فنجان مكسور.

قد يكون لنتيجة امتحان الإنتقاء بعدم أهلية أي مرشح الإبقاء على رؤساء الأقسام الحاليين و تأخير ثورة التغيير وتفعيل الهيكل التنظيمي الذي لازال يراوح مكانه ويعطل دون موجب حق ضرورة تنزيل الهيكل التنظيمي للجماعة الترابية بمدينة وجدة.

كان لنا السبق في جريدة جيل 24 لطرح موضوع امتحان الانتقاء من خلال مادة تحت عنوان: “هل هي مباراة أم محاباة؟” وهو ما وضع الجميع أمام مسؤوليته لحماية المباراة من كل تدخل أو محاولة تهريب ضد تكافؤ الفرص من جهة أو تضييع حقوق البعض، لكن نتيجة المباراة قالت عكس ذلك.

دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية التجرد من التعاطف مع المرشحين والتحامل على الأخرين.
إن نتيجة “لا أحد” اتخذتها لجنة الانتقاء التي تضم أطرا من خارج الجماعة، والنتيجة في حد ذاتها تبعد عنهم خضوعهم للتدخلات ومحاباة طرف دون آخر، وتؤكد وعي اللجنة بقيمة الأقسام وبضرورة إسنادها لمن يتوفر على كفاءة تدبيرها.
ألسنا نحن من ننادي بالمصداقية والشفافية وتكافؤ الفرص وإسناد الأمور لأهلها؟ فلماذا نعيب على اللجنة قرارها؟
علينا أن نعلم أن بعض المرشحين لم يحضروا لمباراة الانتقاء بعذر مقبول من قبيل الوضعية الصحية وغير ذلك، وفتحوا أبواب التأويلات على مصراعيها، والبعض منا أصبح مختصا في التنجيم و”الذكاء الخارق” الذي لايأتي الباطل من بين يديه.

كما يجب أن نعلم أن بعض المرشحين ترشحوا لأكثر من قسم، وهو ما يعتبره البعض تبخيس لقيمة المهمة المتباري حولها وكأن المعنيين بالأمر متمسكون بشغل مهمة رئيس القسم بـ “اللي كاين”.

كما يجب أن نعلم أن بعض المرشحين لايتوفرون على الشهادة أو دبلوم التخصص في المجال المتباري حوله فهل اطلعنا على ملفاتهم وسيرتهم الذاتية وتجربتهم حتى نرفض نتيجة “لا أحد”.

يجب أن نعترف أنه لم تحظى أية مباراة سابقة لانتقاء رؤساء الأقسام أو المصالح كما حظيت به مباراة “لا أحد”، هل هذا يعني أن الشفافية مجلب لـ”صداع الراس”؟

مجلس عمالة وجدة أنجاد فتح باب الترشيح لشغل منصب “المدير العام للمصالح”، ورؤساء بعض المصالح ولا أحد اهتم بها…

كما يجب أن نعلم أن من حق الأطر خارج الجماعة أن يتقدموا للترشيح، فما العيب في ذلك؟

إن نتيجة “لا أحد” تحمل بداية التغيير في الجماعة، وعدم الخضوع للضغوطات والتدخلات، وتريد القطع مع الوصولية والمحسوبية، كما تسائلنا في منطقنا ونظرتنا للأمور وتحليلاتنا للمعطيات. إضافة إلى ذلك، فإنها تدعو الراغبين في تقلد المناصب إلى المزيد من المتابرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى