نوفل البعمري: غزة.. رأي في ما جرى !؟

المغرب على الصعيد الرسمي ظل في كل بياناته يحذر اسرائيل من انسداد الأفق السياسي بالشرق الأوسط عموما و على مستوى الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي…بشكل خاص.
ظل المغرب يحث على الحوار وأكد غير ما مرة على أن استمرار سياسة الاستيطان و تشريد الشعب الفلسطيني والتضييق عليه و عمليات التهويد المستمرة التي تتم بالقدس ، ورفض وقف سياسة إسرائيل الأحادية الجانب وارتكاب جرائم في حق المدنيين الفلسطيني خاصة بقطاع غزة ترقى لجرائم ضد الإنسانية ….وغيرها من الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية التي كانت موضوع إدانة مغربية رسمية سواء من طرف عاهل البلاد باعتباره أميرا للمومنين ورئيسا للجنة القدس أو في بلاغات الخارجية المغربية…لم تؤدي إلا إلى المزيد من الاحتقان.
وهي كلها مواقف رسمية مغربية ظلت تدافع على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الثابتة، وتطالب بتطبيق حل الدولتين الذي قبلت به كل الفصائل الفلسطينية….يعيشان جنبا إلى جنب يضمنان السلام والأمن للجميع .
للأسف القيادة السياسية الاسرائيلية ظلت مستمرة في سياستها ولم تستمع لصوت العقل والمنطق الذي ظل المغرب الرسمي يعبر عنه و اختارت إدارة ظهرها للسلام وعمدت إلى الاستمرار في نفس السياسة الاستيطانية التوسعية ضد الأراضي والشعب الفلسطينيين…واستقوت بأصوات اليمين المتطرف داخل إسرائيل …فماذا كانت النتيجة؟!
النتيجة اليوم نتابعها على شاشات التلفزة والتي تنقل عمليات نوعية تقوم بها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي،بعد ان فقد الجميع الثقة في إمكانية صنع السلام .
النتيجة اليوم هي ألا سلام بالمنطقة مادام لم يتم تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تطالب بوقف الاستيطان وحل الدولتين و إيقاف التوسع في الداخل الفلسطيني….ومادام الشعب الفلسطيني لم ينعم بالسلام .
لاشك أننا سنكون امام عملية اسرائيلية واسعة انتقامية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، ضد الأطفال والنساء والعجائز .
لاشك انه سيكون هناك استهداف للمدارس ،و المساجد و المباني السكنية .
لاشك أنه سيتم قطع الماء و الكهرباء عن الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
ولاشك أن إسرائيل ستعمل على الرد القاسي لكن ضحاياها سيكونون من المدنيين….
انه الخيار الذي تراه إسرائيل اليوم الحل الأمثل للرد على المقاومة الفلسطينية، وهو رد قد يشفي بعض الكبرياء الاسرائلي الذي تم خدشه امام أنظار العالم، لكنه رد سيبُعد المنطقة كلها عن أي فرصة للسلام !
ستنتقم إسرائيل …ستخلف ضحايا من وراءها…سيُلملم الفلسطينيون جراحهم و سيعودون للرد …وبين هذه الدورة ستضيع كل فرص صنع السلام بالمنطقة!!