عبد الحق غريب: من هو القائد/ة المقبل لسفينة حزب الاشتراكي الموحد؟

قبل انعقاد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الإشتراكي الموحد أيام 20-21-22 أكتوبر 2023، تحت شعار : “نضالنا اليساري من أجل الشعب والوطن والديمقراطية”، كانت مؤشرات كثيرة تصب نحو إعادة الثقة في الرفيقة نبيلة منيب، نظرا لكل المقومات التي كانت تتوفر عليها بصفتها أمينة عامة للحزب، بالإضافة إلى العطاء والاشعاع والحضور والتضحية ووو… إلا أن الرفيقة، التي أكن لها كل التقدير والإحترام. كانت واضحة ومبدئيّة وملتزمة، بعد أن وضعت حدا لما ذهب إليه العديد من “المنظرين”… تشبثت بقرار الحزب والقاضي باحترام القانون ومبادئ وقيم اليسار، وامتثلت لمبدأ التداول على القيادة، وهو القرار الذي نزل بردا و سلاما على من كان يتوهم أن الإشتراكي الموحد لا يختلف عن باقي الأحزاب، ومن يقول أن أبناء عبد الواحد واحد… وهكذا لم يسقط الإشتراكي الموحد في ما سقط فيه العديد من الأحزاب تحت ذرائع مختلفة، بعد ان قاموا بتعديل قوانينهم لفتح المجال لولاية ثالثة للأمين العام.. وهو ما اعتبرته في حينه ذبحا للديمقراطية.

الحزب الإشتراكي الموحد يزخر بالكفاءات التي يمكنها أن تحمل المشعل… هذا لا شك فيه.. بيد أنه من حقنا أن نتساءل :

هل الحزب  الإشتراكي الموحد كان يفكر ويعمل للمؤتمر الخامس وما بعده ؟

بعبارة أخرى، هل كان هناك توافق حول خلف الرفيقة منيب، ام أن الترشيح للأمانة العامة مفتوح امام كل من يرغب في قيادة السفينة ؟

صحيح أننا نؤمن بحرية الترشيح والديمقراطية والإنتخابات والفوز للأفضل وما إلى ذلك.. ولكن، في تقديري، السياسة لا مجال فيها للصدفة.

صحيح كذلك أن العمل والعطاء الحزبي لا يمكن اختزاله في قيادته، بل في أجهزته ومناضليه… ولكن لنكن صرحاء، ونقول ان الأمين العام يلعب دورا مهما في مصداقية ومستقبل الحزب، أي حزب.. ولنا في ذلك أمثلة كثيرة لرؤساء أحزاب، منهم من وأد حزبه بعد أن مرّغه في التراب،  وبات هم مناضلي الحزب هو “الإنتظار في الصف”، ومنهم من أعطى لحزبه إشعاعا كبيرا ومكانة محترمة في المشهد السياسي، وأوصل حزبه إلى برّ الأمان رغم الضربات التي تعرض لها وكل المحاولات اليائسة والبئيسة لترويضه وتدجينه.

لهذا وفي تقديري، أرى أنه يُستحب فتح حوار رفاقي عقلاني ومسؤول، بعيدا عن أي أسلوب أو ممارسة تتناقض والمبادئ اليسارية والقيم الرفاقية… حوار من أجل التوافق حول رجل/امرأة المرحلة، قادر/ة  أن يقود الحزب نحو الأفضل، وحوار حول الخَلَف في المؤتمر السادس، حتى لا نقع في ما وقعنا فيه اليوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى