معرض الكتاب بالرباط يناقش مستقبل الشعر العربي في العصر الرقمي: الذكاء الاصطناعي والميتافيرس يفتحان آفاقاً إبداعية جديدة

الرباط، 19 أبريل 2025 (جيل 24 – و.م.ع) 

شهدت الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، اليوم السبت، ندوة فكرية تحت عنوان “استعادة الشعر العربي بالوسائط التكنولوجية”، جمعت باحثين وشعراء لمناقشة سبل توظيف التقنيات الرقمية في إحياء القصيدة العربية وتوسيع انتشارها، خاصة بين الأجيال الشابة.

الذكاء الاصطناعي شريكاً في الإبداع الشعري

أكد المشاركون أن الثورة الرقمية، وخاصة الذكاء الاصطناعي التعاوني (الذي برز بقوة منذ 2020)، يُشكّل منعطفاً حاسماً في إعادة تعريف الشعر العربي. وأوضحت زهور كرام، الكاتبة والباحثة في الأدب الرقمي، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداةً للمحاكاة فحسب، بل أصبح “شريكاً إبداعياً” يُسهم في إنتاج نصوص شعرية، بل واستعادة أصوات شعراء راحلين عبر تقنيات الاستنساخ الصوتي، مما يتيح إقامة أمسيات شعرية افتراضية بأصواتهم الأصلية.

كما أشارت كرام إلى دور الميتافيرس في خلق فضاءات شعرية تفاعلية، حيث يمكن للجمهور حضور أمسيات افتراضية عبر “أفاتارات” الشعراء، أو التجوّل في معارض شعرية رقمية تدمج بين الجمالية الأدبية والإمكانيات التكنولوجية. وأضافت: “الشعر العربي لا يعاني أزمة إبداع، بل أزمة مواكبة للوسائط الجديدة. علينا تحديث أدواتنا لضمان انتقاله من الورق إلى العالم الرقمي بسلاسة.”

تحديات توثيق المحتوى الشعري رقمياً

من جهته، نبّه الناقد المغربي محمد العناز، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي، إلى أن التحدي الأكبر اليوم هو “إضفاء الروح على الوسائط الرقمية”، بحيث تصبح قادرةً على نقل العمق الجمالي والعاطفي للشعر. وأكد أن تعزيز حضور الشعر العربي في منصات الذكاء الاصطناعي ضرورةٌ لضمان عدم اقتصار دور العرب على الاستهلاك بدلاً من المساهمة في تشكيل المحتوى الرقمي العالمي.

الشعر والتكنولوجيا: علاقة متطورة باستمرار

بدوره، أشار الشاعر الإماراتي سلطان العميمي إلى أن العلاقة بين الشعر والتكنولوجيا تتغير بسرعةٍ تفوق التوقعات، مستشهداً بتجربتيْ “شاعر المليون” و“أمير الشعراء”، اللتين أحدثتا نقلةً في المشهد الشعري، لكنهما تحتاجان اليوم إلى تجديدٍ لمواكبة العصر. وأضاف: “التكنولوجيا لا تغير فقط طريقة تلقي القصيدة، بل تؤثر في بنائها اللغوي وشكلها، مما يفرض على الشعراء تطوير أساليب تعبيرية جديدة.”

خاتمة: الشعر كضرورة هوياتية وحضارية

اختتم اللقاء بتوصياتٍ تدعو إلى:

  1. تعزيز المحتوى الشعري العربي في قواعد بيانات الذكاء الاصطناعي.
  2. استثمار تقنيات الميتافيرس والواقع الافتراضي لإحياء التراث الشعري.
  3. دمج الشعر في المناهج التعليمية عبر وسائط رقمية جذابة.

يُذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي يستمر حتى 27 أبريل، يتضمن أكثر من 100 فعالية ثقافية، ويشارك فيه نخبة من الأدباء والمفكرين من المغرب وخارجه، في خطوةٍ تهدف إلى تعزيز الحوار حول مستقبل الثقافة العربية في العصر الرقمي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى