أخر الأخبار

التاريخ المجيد، ها وقد أصبح لعنة… فمن سيواسي قلعة التسامح الاولى: فجيج؟

لا مفر إلا، إلى حضن الوطن، ايها الوطن

قضية منطقة العرجة-الطريش

ملاك الأرض بمنطقة العرجة-الطريشة ..

يغادرون، مكرهون، أرضهم ..

لا مفر إلا, إلى الوطن، عسى أن يكون رحيما كريما .. أزيد من 30 أسرة تفقد مصدرعيشها القار، وضعف العدد يفقد مصدر دخله الموسمي ..ما أقسى ان نقتلع من حبات تراب كنا نعتقد انها من جينات صلبنا، صلبنا المغربي، الاصيل، ما أقسى ان تغادر تحت وقع السيف، وهو ذي حدين، تراب عليه نخيل، من صحيح كتاب تاريخ فجيج .. ولا أقسى من ان نسمع، ونشاهد، عن بعد لكن بقلوب وذاكرة تخترق السماء والتاريخ، نشاهد احبتنا، اهلنا، وهم مضطرين وليسوا مخيرين، على مغادرة الأرض والسماء والهواء، الذين استودعهم أجدادهم أمانة دونها خيانة .. أولئك كانوا، هؤلاء حملوا الثقل المجيد والبئيس في أن .. يناجون، يناشدون، السماء والوطن، والعين جافة، لا دمعة فيها، تنضح بوجع طال أمده، لا الحبيب الأصيل يتحسس عمق الجرح الماساة، ولا الجار نالته غفوة، ولا صحوة ضمير .. لا التاريخ المجيد، وقد أصبح لعنة ، ولا الجغرافيا الظالمة نصفت واحة كانت بؤرة لقاء وتلاقي، كانت ساحة، وفضاء للعلم، للشعيرة العربية-الأمازيغية المغاربية الجامعة، كانت مفرداتها الاجتماعية مفردات السماء، مفردات الكتاب المقدس، كل تربى، وترعرع فيها في سلام، وتسامح قل نظيره ..

الهي، إلهنا كلنا سليلي، إبراهيم الخليل، حاملي وصية القرآن الكريم لأجل المحبة، والتسامح، إلهنا إله السماء، والارض، ما هذا الخطب الجلل العظيم .. أيتها السماء بكل قطراتك المقدسة، ماذا اقترفت فجيج، ما هي خطيئتها “المنكرة”، في حق هويتها، التي بها، تحيا وبها تقابل رب العرش العظيم .. إنها، واحة فجيج، حبة رمل مقدس اسمه : المغرب ..

ما هذا أيها الوطن المبجل .. ما هذا الصمت المؤذي حتى النخاع .. الواحة، أهلها هواؤها، تعاستها، جميل حياتها، تستصرخ .. ولا من يتداعى إلى بلسمة جراحاتها الغاءرة المتكررة، واحة فجيج من صلب هويتك أيها الوطن الغالي : المملكة المغربية، لا نريد ولا نود، بل ولا يدور، بالمرة، في خلد أي من أبناء وبنات الوطن الواحيين/ت، ان نتحسس، أو نحس، بالغبن، باللامبالاة، لا نريد فهم هذا الصمت المريب، لا نود فقدان، رعاية، وحب، وعطف الوطن، مثلما هو شامل به كل أطراف أرض مغربنا العزيز .. ما اتعس، ان لا نحس بعطف الوطن، ولو بكلمة، بموقف، بتوضيح، حول ما يجري عند بابك العالي فجيج، هذا الباب الذي يتقلص حجمه، إلى الأسفل، قامته، وكبريائه المغربي الاصيل يتراجع منذ 1845, ولا من يوقف النزيف .. ثم تتوالى تعاسته، وتراجع مجاله، بفعل الاستعمار الفرنسي، مرورا بـالمأساة الكبرى سنة 1903, حيث هوجمت الواحة، من طرف الجيش الفرنسي الغازي .. لم يشفع دم أبنائها الزكي، انتصارهم للجار الشقيق، ولا كان مبررا لحماية وتكريس مجالها الجغرافي، والاقتصادي، والروحي كذلك ..

ما هي خطيئتك يا فجيج ..!! الواحة المسكينة، واحة السكينة، والأمل، ما ذنبك حتى تلحق بك، و بهويتك المغربية الأصيلة، ضربات موجعة، نالت من رحابة اشعاعك، الغابر .. نريد تنفس هواء مغربيا خالصا .. حتى يوم الحشر .. إلى أين هكذا مسير ايها الوطن الرحب العزيز .. وإلى أين المفر .. لا مفر إلا، إلى الوطن، ما طال الليل والنهار، ومهما زاد الجرح غورا، ماساة، وتعاسة .. لا مفر إلا، إلى حضن الوطن، ايها الوطن.

الرباط 14 مارس 2021

تحياتي

العرابي بودن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى