المنتزه الإيكولوجي بوجدة… كي كنتي وكي وليتي؟

ربيع كنفودي – وجدة
على غرار المدن المغربية الكبرى، عرفت مدينة وجدة الألفية إنجاز أهم منتزه إيكولوجي، يمتد على مساحة 25 هكتارا، ويشتمل على 25 ألف شجرة من جميع الأصناف، تتلاءم مع مناخ للمدينة.
هذا المشروع يعد إنجازا إيكولوجيا حقيقيا للمدينة، إذ يحترم المتطلبات البيئية والهندسية المعمارية والجمالية ويتوخى خلق مساحات خضراء للترفيه لصالح ساكنة مدينة وجدة، فضلا عن تعزيز الدور الاجتماعي الذي تضطلع به الغابات الحضرية.

ومن أهم أهداف المشروع الكبير، الذي انطلقت أشغاله مع يناير 2016، الإسهام في تحسين إطار عيش الساكنة وتعزيز الجاذبية السياحية لمدينة وجدة وتلبية الحاجيات الاجتماعية والإيكولوجية، كما يهدف كذلك، إلى الحد من ارتفاع درجة الحرارة بالمجال الحضري، والقيام بدور “المصفاة” لتنقية الهواء ومحاربة الملوثات التي تتركز بشكل كبير في المناطق الحضرية.

ويتوفر هذا الفضاء، الذي يتميز باستعمال نظام خاص للإنارة يعتمد على مصادر طاقة غير تقليدية، على مسالك رياضية وممرات للراجلين وشلال اصطناعي وجداول مائية ونافورات وفضاء تربوي مخصص للأطفال.
لكن ومع مرور الأيام، تحول الحلم إلى كابوس مخيف، فقد أصبح المنتزه، الذي صرفت عليه أموال طائلة، عرضة للإهمال والضياع.

فعلا ضاع كل شيء، جفاف، إتلاف وتخريب. احترقت المساحات الخضراء بسبب قلة، إن لم نقل، انعدام السقي، أتلفت الممرات، مرافق مغلقة، كل هذا وأشياء أخرى يجعلنا نتساءل:
من يتحمل مسؤولية هذا الإهمال البشع الذي لقيه مشروع المنتزه الإيكولوجي؟ولماذا لم يستطيع مجلس جهة الشرق الحفاظ على المنتزه بعد أن تم تفويته لها من طرف مجلس العمالة؟
والحالة هاته هل سيستطيع مجلس جهة الشرق التغلب على كل المشاكل التي نتجت بسبب الاهمال الذي الحقته بالمنتزه ، وإرجاع الحالة كما كانت عليه حينما كان تحت تسيير مجلس العمالة، أم سيبقى الحال كما هو عليه ويتحول المنتزه إلى شبح مخيف ومتنفس للمتسكعين والمشردين..؟