جرسيف : التاريخ والذاكرة الحية

يكتسي العمل على بلورة خلفية علمية معرفية من قِبَل الفاعلين في كل المجالات، وضمنها التاريخ، أهمية بالغة، تساعد على الاستثمار الفعال في البحث العلمي، باعتباره منطلقا لإحداث تراكم معرفي يُسهم في وضع تصور قادر على التوظيف الأمثل لخصوصيات المجال ومُقدَّراته. فالتاريخ يمكن أن يكون وسيلة للتربية وأداة  للتنمية، تُوظَّف في تخليق المناخ الثقافي وتفعيل مشاريع البناء والتنمية وإعادة التشكيل المعرفي والقيمي للمجتمع بأصالته وتاريخه العريق؛ والخلفية التاريخية ضرورية في عملية فهم الحاضر واستشراف المستقبل.

ويعد مجال جرسيف ومحيطه، واحدا من المجالات التي اكتست أهمية لا بأس بها منذ العصور القديمة، حيث أشارت أبحاث أركيولوجية عديدة إلى وجود مخلفات أثرية مهمة بمنطقة حاسي ن وانزكان بصاكة التابعة لإقليم جرسيف، مخلفات هي عبارة عن أوانٍ خزفية يعود تاريخها إلى آلاف السنين قبل الميلاد؛ وهذا دليل على قدم استقرار الإنسان بها، وإلى طبيعة الظروف الطبيعية الملائمة وكذا التنوع البيولوجي المساعد على الاستقرار والاستمرار بها.

والأمر نفسه أكدته مصادر جغرافية وتاريخية، حيث وصفت جرسيف بالقصر القديم جدا، المشيد فوق صخرة قرب نهر ملوية بالقرب من تاوريرت، إذ كان لموقعه الاستراتيجي دور بارز في تحركات الدول المتعاقبة على حكم المغرب، خاصة في الربط بين الشمال والجنوب، وبين فاس وتلمسان على أكثر من جانب (اجتماعي، اقتصادي، ديني وعسكري…)، كما كان لجرسيف دور كبير في التحركات القبلية خلال العصر الوسيط، باعتبارها بوابة أساسية للشرق ومحطة عبور للمجموعات المعقلية والعربية… التي قامت بتغييرات ثقافية ولغوية مهمة.

هذا وزاد دور المنطقة في الحقبة المعاصرة حيث أصبحت مركزا عسكريا، يدافع عن حوزة الوطن ويقدم أسماء عديدة من الوطنيين، حيث بصمت المدينة بتضحيات أبنائها تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، بملاحم بطولية في سبيل الحرية والاستقلال.

لكل هذا التاريخ الحافل المرجو بيانه، يعتزم المجلس الإقليمي لجرسيف بتنسيق مع طلبة باحثين في التاريخ، عقد ندوة علمية وطنية، تحاول كشف اللثام عن بعض الحلقات المفقودة من تاريخ المنطقة، بغاية إظهار حجم إسهامها في التاريخ الوطني، عبر حقب متوالية.

فما هي الأدوار التي قامت بها منطقة جرسيف عبر التاريخ؟ وما هي الخصوصيات الإثنو-ثقافية للمنطقة؟ كيف ساهمت التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمجالية في رسم ملامح جرسيف؟ وما طبيعة حضور المنطقة في المصادر على تنوعها؟ بل ما هو سبب ضعف حضور جرسيف في الدراسات التاريخية والأبحاث الأكاديمية؟

وحتى تتمكن الندوة من رسم الخطوط الكبرى لتاريخ المنطقة، فإن المنظمين للندوة يقترحون معالجة تاريخ جرسيف ببيان أدوارها وتراثها المادي والثقافي خلال أغلب الحقب التاريخية بدءا من التاريخ القديم، مرورا بالوسيط والحديث، وصولا إلى التاريخ المعاصر.

منسقو الندوة:

 مصطفى اركيك – معاد اليعقوبي.

اللجنة العلمية:

– ذ. أحمد عزاوي، أستاذ باحث (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة)؛

– ذ.حميد تيتاو، أستاذ باحث (الكلية متعددة التخصصات بتازة)؛

– ذ. محمد البركة، أستاذ باحث (الكلية متعددة التخصصات بتازة)؛

– ذ. لحسن أوري، أستاذ باحث (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسايس – فاس)؛

– ذ. حميد الفاتحي، أستاذ باحث (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة).

اللجنة التنظيمية:

– مصطفى اركيك، طالب باحث؛

– معاد اليعقوبي، طالب باحث؛

– كمال بن حادين، طالب باحث؛

– علي الإبراهيمي، طالب باحث؛

ملاحظات:

– آخر أجل للتوصل باستمارات المشاركة هو: الأحد 20 أكتوبر 2019.

– الإعلان عن برنامج الندوة يوم: الأحد 27 أكتوبر.

– ترسل استمارة المشاركة (النموذج متوفر رفقته) عبر البريد الإلكتروني التالي:

 hisguercif2019@gmail.com   

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى